كيف يدخل الزاني والسارق الجنة؟.. النبي يجيب

أرشيفية
أرشيفية

من الأسئلة التي وجهها صحابة رسول الله صلى الله عليه إلى النبي، وأجاب عنها كان حول دخول أصحاب المعاصي والكبائر الجنة، فقد أوضح صلى الله عليه وسلم في حديث نبوي صحيح أن كل من يؤمن بالله واحدا لا شريك له سيكون مصيره الجنة حتى وإن عذب في النار.
  
النبي صلى الله عليه وسلم، وعد كل من آمن بوحدانية الله تعالى منذ بلوغه عمر الرشد حتى نهاية حياته في الدنيا بدخول الجنة، وخاصة المؤمنون المحافظون على تعاليم وواجبات الشريعة الإسلامية، كما وعد أيضا المقصرين والعصاة الذين لا يشركون بالله سبحانه وتعالى بعدم الخلود في النار أو دخول الجنة مباشرة بمشيئته.

في ذلك المعنى ورد الحديث النبوي الذي أخرجه الإمامين البخاري في صحيحه برقم (5827)، ومسلم برقم (94)، أنه «عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق. وفي رواية عن علي: رغم أنف أبي ذر».

في معنى الحديث ذكر الإمام النووي في كتاب «شرح النووي على مسلم» أن قوله - صلى الله عليه وسلم -: (على رغم أنف أبي ذر) معناه على كراهة منه، وإنما قاله له - صلى الله عليه وسلم - ذلك لاستبعاده العفو عن الزاني السارق المنتهك للحرمة، واستعظامه ذلك، وتصور أبي ذر بصورة الكاره الممانع، وكان ذلك من أبي ذر لشدة نفرته من معصية الله تعالى وأهلها.

الإمام النووي أضاف، «دخول المشرك النار فهو على عمومه فيدخلها ويخلد فيه.. أما دخول من مات غير مشرك الجنة فهو مقطوع له به لكن إن لم يكن صاحب كبيرة مات مصرا عليها دخل الجنة أولا، وإن كان صاحب كبيرة مات مصرا عليها فهو تحت المشيئة، فإن عفي عنه دخل أولا وإلا عذب، ثم أخرج من النار، وخلد في الجنة».

«وإن زنا وإن سرق»، يقول الإمام الننوي في معناها «فهو حجة لمذهب أهل السنة أن أصحاب الكبائر لا يقطع لهم بالنار، وأنهم إن دخلوها أخرجوا منها وختم لهم بالخلود في الجنة».