الدكتورة حنان إسماعيل تكتب: الوليد

الدكتورة حنان إسماعيل
الدكتورة حنان إسماعيل

حملت وليدها فور نزوله بلهفة، وحملت معه أربعين عاما من الألم والشوق لإرواء غريزتها لجنين يلعب في أحشائها، لابن يلتصق بصدرها ويمتص حليبها، لولد تكتني باسمه، بعد خمسة عشر عاما ينادونها باسمها، وقد رأت أن هذا ينقص منها.

أشبعته بنظراتها الجائعة، هدأت ثورتها التي اندلعت لسنين طوال، حين تأخر حملها لعامين وهي تتوخى نظرات من حولها، وأسئلتهم التي تدور في أعينهم، سواء نطقت بها ألسنتهم أم لم تنطق. ورحلة الشقاء بين عيادات الأطباء، مابين أشعات، وتحاليل، وتسليك أنابيب. وللأسف لم يُجدِ ذلك البته.

 

حتى وسوست لها جارة بطرق باب جديد، بحجة أنها لن تخسر شيئا، بعد فشل الأطباء في علاجها، وهي أن تقوم بزيارة عراف، فزعت ورفضت بشدة في بادئ الأمر ثم رضخت آخره، نصحها بشراء بعض أزواج من الحمام، والبط، وطلب منها عمل زار، ووعدها بقرب البشارة، فاقت من خيالاتها وهي تدقق بملامح وليدها والذي يبعد شبهه تماما عنها وعن والده.