الشاعر محمد أبو الليف يكتب: عقبة

الشاعر محمد أبو الليف
الشاعر محمد أبو الليف

 

أنا لم أرَ الفرسَ التي ..
لجَّتْ حوافرُها المحيطَ ، و لم أرَ..
من وجه عقبةَ غير جبهته الشموخ 
في كل وجهٍ مغربي 

لم أرَ تلك المعارك في البوادي ..
و في الجبال ..
و في سفوح الأطلسي ، 
لم تكن تلك الضوابحُ عادياتٍ _ حين يدنو الموتُ _ حاضرةً 
لم تكن غيرُ بائعةِ الورود ..
تسائلُ في سرور السائرين ..  أتائهين ؟
أنا هنا ... لأطيّبَ الأيام و الأحلام ..
أصنعُ من خدود الأطلسيِّ
 عرائسَ ..
و عرائشَ ..  للعابرين
و تسأل عن دمشق ، عن الكنانة ، عن حلب ..
و عن القدود 
عن جين هاتيك الشروخ
و ما السبب 
من قدَّ وطني من دُبُر ؟!

و تعود تسرحُ بالسماحةِ في النفوس 
و الليونة في القدود 
و تعيد _ في دأب _ السكينةَ في البيوت المغربية و البيوع

رأيتُ راعيها ..
و فلاحاً ..
و دركيَّ الأمير 
و وجه الله يشرق في بروق الرعد ..
فوق حملان المراعي الشاكرين 
لتعودَ أجنحة الملائك في الضلوع لها 
و كأنها ..
عادت ترفرف بالفراء الثلج 
تشهق كي تطير ..
و تشاغب الغيم المطير ؛
و أين .. أين هارون الرشيد؟

رأيتُ آنسةً و آنس 
شرطيةً و شريط حبٍ في الوشاح المستدير 
يؤنسون لنا الطريق 
و يؤانسون القائمين الحاضرين القادمين الراحلين 
و يحلفون بأنهم .. لمقصرون !!!

يا عشقَ طنجة في الشمال
و هوي أصيلة في الجمال 
و الصويرة في الجنوب 
كذب الذين يُهرّفُون و يزعمون بأنني ..
زُرتُ العرائش مرةً
أنا كنت جند الله تحرسي الملائكُ في السما
و عرائسُ الرحمن اسمك يا جنان الله في حضن المحيط

.....    .....
 أنا لم أرَ 
وجه عقبة حين خاض بخيله العربي ..
في خد ذاك الأطلسي 
لكنني قد شفتّهُ قد شَفَّ واقعنا الأبيّ ..
في الشموسِ 
و في النفوس
و في النوارس ..
في كل وجهٍ مغربي .