"فلسطين بها شهيد، يسعفه شهيد ،ويصوره شهيد، ويودعه شهيد ،ويصلي عليه شهيد" قصة لخصها الراحل محمود درويش من قبل، وضرب اليوم الأسير خضر عدنان فصلًا من فصولها لنضالٍ شعبٍ أبى أبناؤه إلا صمودًا.
وقضى الأسير خضر عدنان نحبه، فجر اليوم الثلاثاء، في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعدما صدق في صموده من أجل قضية بلاده، التي ترزخ تحت احتلالٍ غاشمٍ حبس الوطن والشباب والشيوخ والأطفال، ورمّل النساء وأفجع قلوب الثكلى من الأمهات.
ونعت فلسطين بكافة أطيافها الشيخ خضر عدنان، الذي غيبه الموت في زنزانته بسجون الاحتلال بعدما تعرض لجريمة الإهمال الطبي المتعمد.
ورحل الأسير خضر عدنان بعدما خاض إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لمدة 86 يومًا، احتجاجًا منه على استمرار اعتقاله الإداري، والذي بدأ في 5 فبراير الماضي، لتفيض روحه إلى بارئها في اليوم السادس والثمانين من خوضه معركة "الأمعاء الخاوية" ضد الاحتلال.
من هو الأسير الشهيد خضر عدنان؟
والأسير خضر عدنان (44 عامًا) هو أحد أبرز الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال، اعتقل عدة مرات بشكل إداري بدءًا من ديسمبر عام 2011.
وألفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال الأسير خضر عدنان إداريًا عدة مرات، وجددت له الاعتقال لستة أشهر في أكثر من مناسبة.
وخاض الأسير خضر عدنان 5 إضرابات سابقة عن الطعام، فيما يعتبر الإضراب الذي اقترب من بلوغ حاجز الثلاثة أشهر هو الإضراب السادس له داخل سجون الاحتلال.
ويعتبر الأسير خضر عدنان هو مفجر معركة الأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال عام 2012، وأضرب حينها لمدة 66 يومًا إلى أن أُفرج عنه في السابع عشر من أبريل عام 2012.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير خضر عدنان، في 5 فبراير الماضي، بعد أن داهمت منزله في بلدة عرابة جنوب جنين، وما زال موقوفًا حتى أُعلن عن استشهاده اليوم.
وتعرّض الأسير عدنان للاعتقال 12 مرة، وأمضى ما مجموعه نحو 8 سنوات في معتقلات الاحتلال، معظمها رهن الاعتقال الإداري.
وخلال فترات اعتقاله، خاض الأسير خضر عدنان من قبل 5 إضرابات مفتوحة عن الطعام في مواجهة السجان الإسرائيلي.
ويوم الخميس الماضي، دقت محكمة عوفر الإسرائيلية، بكل إجرام، آخر مسمار في نعش الأسير خضر عدنان، بعدما رفضت الإفراج عنه بكفالة رغم التدهور الواضح لحالته الصحية، لتكون شريكة في جريمة اغتياله، التي بانت أنها متعمدة من منظومة الاحتلال بأكملها.
