تمثال بوذا.. شاهد على علاقة تجارية بين مصر والهند منذ آلاف السنين

 حكاية تمثال بوذا المكتشف في مصر
حكاية تمثال بوذا المكتشف في مصر

الحياة عبارة عن حلقات متتالية من الولادة والحياة والموت والبعث، بمعنى ألا شيء يبقى على حاله.. هذه أبرز تعاليم بوذا الفيلسوف صاحب الديانة الرئيسية في الهند.

 

بوذا ذلك المعلم والفيلسوف الذي سار على نهجه الملايين، كان له كلماته وآرائه التي اعتمدت على النية الخالصة والعمل السليم وكسب الرزق الشريف والتركيز والذهن.

 

الغريب في الموضوع أن مصر أعلنت منذ أيام عن اكتشاف تمثال لبوذا في مدينة برنيكي على ساحل البحر الأحمر.

 

لماذا تم الكشف عن تمثال بوذا في مصر؟
 

وقال د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن البعثة الأثرية تعمل بالموقع منذ عام 1994 تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار، مؤكدًا أن موسم حفائرها الحالي بالموقع شهد العديد من الدلائل الهامة على وجود صلات تجارية بين مصر والهند خلال العصر الروماني، حيث كانت مصر في موقع مركزي على الطريق التجاري الذي يربط الإمبراطورية الرومانية بالعديد من مناطق العالم القديم بما في ذلك الهند.

وكان هناك العديد من الموانئ خلال العصر الروماني على ساحل البحر الأحمر في مصر تشارك في هذه التجارة، وأهمها برينيكي حيث كانت السفن تصل إليها من الهند محملة بمنتجات مثل الفلفل والأحجار شبه الكريمة والمنسوجات والعاج، والتي يتم تفريغها، ونقل الشحنات على الجمال التي تنقل البضائع عبر الصحراء إلى النيل. ثم تنقل سفن أخرى البضائع إلى الإسكندرية ومن هناك إلى بقية الإمبراطورية الرومانية.

 

وصف التمثال المكتشف للبوذا في مصر

ومن جانبه، أوضح د. ماريوس جويازدا رئيس البعثة من الجانب البولندي، أن التمثال المكتشف مصنوع من الحجر الذي ربما تم استخراجه من المنطقة الواقعة جنوب اسطنبول أو ربما تم نحته محليا في برينيكي وتخصيصه للمعبد من قبل أحد أو أكثر من التجار الأثرياء من الهند. يبلغ ارتفاع التمثال 71 سم ويصور بوذا واقفا ويحمل جزءا من ملابسه في يده اليسرى، كما يوجد حول رأسه هالة مع أشعة الشمس المصورة عليه، والتي تشير إلى عقله المشع، كما يوجد بجانبه زهرة اللوتس.

 

نقش باللغة الهندية

وأشار د. ستيفين سيدبوثام رئيس البعثة من الجانب الأمريكي أن البعثة نجحت كذلك، خلال أعمالها بالمعبد، في الكشف عن نقش باللغة الهندية (السنسكريتية) يعود تاريخه إلى الإمبراطور الروماني فيليب العربي (ماركوس يوليوس فيلبس) (244 – 249 م.)، ويبدو أن هذا النقش ليس من نفس تاريخ التمثال والذي ربما يكون أقدم بكثير، حيث كانت النقوش الأخرى في نفس المعبد باللغة اليونانية، والتي يعود تاريخها إلى أوائل القرن الأول الميلادي.

 

كما تم العثور على عملتين معدنيتين من القرن الثاني الميلادي من مملكة ساتافاهانا الهندية الوسطى.

 

وكانت نجحت البعثة الأثرية البولندية الأمريكية المشتركة والعاملة في مدينة برنيكي على ساحل البحر الأحمر، في الكشف عن تمثال للمعبود بوذا من العصر الروماني، وذلك أثناء أعمال حفائرها بمعبد المدينة الأثرية.