بحيرات مصر تفتح أبواب الرزق «على البحري»

بحيرة «قارون».. إعادة التوازن البيئي وفرص عمل لصيادي الفيوم

مراكب الصيد ببحيرة قارون
مراكب الصيد ببحيرة قارون

بحيرة قارون التى ظلت علامة بارزة فى تاريخ الفيوم، ومصدرًا لتفاخر الصيادين، بدأت تعود إليها الحياة عقب التطوير الذى تشهده بعدما أعطى الرئيس عبد الفتاح السيسى تعليماته بالاهتمام ببحيرات الجمهورية وكان من ضمنها بحيرة قارون، والتى تم إمدادها بكراكات عملاقة، بالإضافة إلى تنفيذ حزام آمن وفلتر ميكانيكى داخل البحيرة، وتم إلقاء 5 ملايين من زريعة الجمبرى داخل البحيرة لعودة إنتاجها السمكى إلى سابق عهده، ومحاولة إعادة التوازن البيئى لها وعودتها كما كانت فى السابق.


أكد الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، أن هناك محاور أساسية لإعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون تم طرحها فى آخر اجتماع مع وزيرة البيئة والتى تتضمن العمل فى ثلاثة مسارات أساسية، وهى مشروعات إعادة التوازن لبحيرة قارون، لإعادة إحيائها مع تطويرها من خلال إقامة مشروع استخراج الأملاح، وحل مشكلة الصرف الصحى على البحيرة، وذلك من خلال وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية، بالتعاون مع المشروعات الخاصة ببنك إعادة الإعمار الأوروبى، كذلك حل مشكلة الصرف الصناعى بمنطقة كوم أوشيم الذى يرتكز على إنشاء محطة جديدة وقد تم طرحها بالفعل.


وأكد المحافظ، على أهمية مشروع إعادة التوازن لبحيرة قارون الذى يعد نموذجاً للتوافق بين البيئة والاستثمار، وأن حماية البيئة لا تتعارض مع الاستثمار بل هو أساس لتعظيم الفوائد على المستوى القومى، مشيرا إلى أن المشروعات التى يتم تنفيذها لإعادة التوازن البيئى للبحيرة ، تأتى فى إطار تكليفات القيادة السياسية للارتقاء بكل البحيرات على مستوى الجمهورية، حيث إن إعادة بحيرة قارون لسابق عهدها تمنح فرصة أكبر للاستثمار السياحى والاستزراع السمكى مؤكدا ضرورة متابعة أعمال تلك المشروعات، ومدى توافقها بالخطط الزمنية المتفق عليها، بما يسهم فى تحقيق التنمية والتطوير على كل المحاور للارتقاء بمحافظة الفيوم.


واستعرض محافظ الفيوم، الإجراءات التى تم اتخاذها لإعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون، لإحيائها وإعادتها لسابق عهدها، كونها مصدراً مهماً للدخل لغالبية أبناء المحافظة بالإضافة إلى مشروعات الاستثمار بالمحميات والإدارة المتكاملة للمخلفات كأحد الملفات المهمة للمحافظة ، مشيراً إلى الانتهاء من العديد من الإجراءات التنفيذية لإعادة التوازن للبحيرة مع وجود مؤشرات ايجابية فى ذلك بالتعاون مع الجهات المعنية وكذا مشروعات مبادرة حياة كريمة.
وأشار محافظ الفيوم إلى العمل على توفير مصادر دخل بديلة للصيادين، حيث إنه جار التنسيق مع مديرية القوى العاملة لدعم الصيادين كعمالة غير منتظمة بالإضافة إلى مخاطبة وزارة التضامن الاجتماعى لصرف إعانات لهم أثناء فترات وقف الصيد وإنزال أمهات الأسماك ببحيرة قارون لتنمية الثروة السمكية بالتعاون مع هيئة الثروة السمكية وبالتنسيق والتوافق مع الصيادين.


وتابع محافظ الفيوم أن ما تم إنجازه فى بحيرة قارون فى الفترة الماضية سيسهم بشكل كبير فى تحسين الحياة المائية وعودة الثروة السمكية فيها، خاصة أنه تم تنفيذ الحزام الآمن والفلتر الميكانيكى وحوض التهدئة والبدالات على البحيرة، مشيرًا إلى أن تنفيذ حوض التهدئة أمام مصب مصرف البطس يبدأ بهدّار قبل الدخول للحوض بطول 100 م وعرض 40 م وعمق 4 م بإجمالى أعمال حفر قدرت 16 ألف م3، لافتا إلى أنه تم تنفيذ الحزام الآمن بداية من مصرف البطس فى اتجاه الجزء البحرى من المرحلة الأولى بعرض 30م سطحى و 14 م قاعى وعمق 3.5 م بقطاع 77م2 وبطول 3.5 كم بإجمالى أعمال حفر 336000م3 استخدمت فيه كراكة قاطعة ماصة و3 معدات متعددة الأغراض و3 حفارات برمائية و 4 حفارات برية على أن يتم تطهير وتعميق القناة «الحزام الآمن» بصفة دائمة، كما تم تنفيذ فلتر ميكانيكى من إجمالى 5 فلاتر أخرى من خلال المرحلة الأولى للمشروع، وتم تركيب 4 بدالات هوائية لتحسين خواص المياه بالبحيرة وتم وضع 2 قبل الفلتر و 2 بعد الفلتر الميكانيكى، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال التكريك اللازمة لإنشاء الخزان الآمن وأحواض التهدئة وتنفيذ الجسور لتنفيذ الفلتر الميكانيكى عن طريق المعدات التابعة للهيئة العامة للثروة السمكية، كل ذلك ساعد بشكل كبير فى تحسين الحياة المائية بالبحيرة.
وأوضح محافظ الفيوم أن هيئة الثروة السمكية ألقت 5 ملايين من زريعة الجمبرى داخل بحيرة قارون على مرحلتين، بعد أن ألقت فى البداية نصفها وبعدها بيومين ألقت النصف الآخر، مشيرًا إلى أن الجمبرى يتكاثر بشكل كبير ولا يتأثر بوجود الطفيل الموجود داخل مياه البحيرة بل على العكس يتسبب الجمبرى فى قتل هذا الطفيل وبعدها بفترة سوف يتم وضع أنواع أخرى من الأسماك، مؤكدًا أن زريعة الجمبرى تتكاثر بشكل كبير حيث إن الأصبعية الواحدة بعد مرور 13 شهرا تصبح 1000 وهو ما يعنى أنه سيوفر صيدا وفيرا للصيادين ومكسبا مضاعفا ولكن بشرط التزامهم وعدم الصيد الجائر.


وأضاف أن المحافظة بالتعاون مع وزارة الزراعة وهيئة الثروة السمكية يعملون فى الممر المائى والجسر والبوابات والفلاتر لتنقية البحيرة، بالإضافة إلى التكريك المستمر للمنطقة التى تقع عند الممر حتى نتمكن من منع الملوثات بقدر كبير من عدم دخول البحيرة، مشيرًا إلى أن كل هذه الحلول ساعدت بشكل كبير لتطهير البحيرة وأن التطهير الكبير للبحيرة سوف يشعر به الصيادون عقب البدء فى مشروع الصرف الصحى العملاق بعد اعتماد المبالغ المالية والبالغة 9.5 مليار جنيه لإنشاء محطات الصرف داخل 118 قرية تصب مياهها فى بحيرة قارون وسيتم البدء فى العمل وتنتهى مشاكل بحيرة قارون وقراها تمامًا.