بحيرات مصر تفتح أبواب الرزق «على البحرى»

«المنزلة»: تطوير شامل فى نطاق ٣ محافظات

تواصل أعمال تطهير وتعميق بحيرة المنزلة لزيادة الثروة السمكية
تواصل أعمال تطهير وتعميق بحيرة المنزلة لزيادة الثروة السمكية

نبيل التفاهنى حازم نصر محمد قورة

تعكف الدولة على تنفيذ مئات المشروعات العملاقة فى كافة ربوع المحافظات ويأتى المشروع القومى لتطوير البحيرات المصرية سواء كانت مالحة أو عذبة فى مقدمة تلك المشروعات التى تلقى اهتماماً كبيراً من الحكومة ويشمل المشروع إزالة التعديات وتطهير الحشائش والنباتات الضارة وتعميق بطن البحيرات وفتح بواغيز جديدة وإطلاق الزريعة وتوفير وسائل الصيد سواء المراكب وبدل الصيد والشباك وفتح أسواق جديدة للثروة السمكية فى مختلف المحافظات «بحرى والصعيد» يسلط الضوء على هذا المشروع العملاق فى هذا الملف.

أوشكت أعمال تطهير و إعادة بحيرة المنزلة إلى طبيعتها خالية من الملوثات والتعديات على الانتهاء  بعد أن وصلت لمراحلها الأخيرة ولكن تستعد البحيرة فى نطاق محافظة بورسعيد لتنفيذ أكبر وأول مشروع تنموى من نوعه فى تاريخ البحيرة بتطوير منطقة المثلث المعدوم بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى لنقلها من مجتمع بدائى إلى مجتمع حضارى
بهذه الافتتاحية بدأ اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد حديثه حول آخر التطورات لتنمية بحيرة المنزلة وقال إن مشروع التطهير وإزالة كافة التعديات التى كانت قائمة فى البحيرة على بعد خطوات معدودة وصولاً للانتهاء حيث تجرى حاليا المرحلة الأخيرة للتطهير فى المياه العميقة بالقطاع الجنوبى من البحيرة بعد أن عادت المياه لطبيعتها فى القطاع الشمالى وعادت إليها الأسماك والطيور المهاجرة بعد غيبة أكثر من ربع قرن وعاد نشاط الصيد لطبيعته فى أهم وأكبر البحيرات المصرية وهذا التطور النوعى شجعنا فى بورسعيد لتنظيم أول مهرجان من نوعه فى مصر لمعايشة الطيور المهاجرة التى تستوطن البحيرة طوال فصل الشتاء وسيتم تنظيمه سنويا وأضاف المحافظ أن البحيرة حظيت مؤخرا بهدية وقرار تاريخى من الرئيس عبد الفتاح السيسى باعتماد أول وأكبر مشروع تنموى فى تاريخ البحيرة لتطوير منطقة المثلث المعدوم  فى نطاق محافظة بورسعيد والتى تبلغ مساحته ٨٢ ألف فدان من مسطح البحيرة  وتبلغ مساحة المثلث المعدوم ٢٦ ألف فدان وهو مجتمع يعيش حياة تفتقد إلى خدمات المجتمعات الحضرية الحديثة ويسكن منطقة المثلث ١٥ ألف نسمة يشكلون ٣٨٠٠ أسرة وفى قطاع صغير من المثلث توجد كهرباء ووصلات مياه بينما الغالبية العظمى من سكان المثلث مازالوا يعتمدون على الحصول على مياه الشرب من مدينة المطرية بالدقهلية بشراء صفائح المياه ونقلها بمراكب الصيد ، كما أن منطقة المثلث ترتبط باليابسة بمدقات رملية وعرة وليس من بينها طريق واحد مرصوف ويقتصر نشاط السكان هناك على نشاط المزارع السمكية وأغلبها تعديات  وبشكل أقل على تربية الأبقار وبعد اعتماد الرئيس قرار تطوير المنطقة تم تشكيل لجنة عليا لإدارة المشروع برئاسة محافظ بورسعيد ومشاركة هيئة تنمية البحيرات  والثروة السمكية وتم تكليف كبرى الشركات والمكاتب الاستشارية لتخطيط وإقامة المجتمع المدنى الحديث على أن يكون مجتمعاً يضم مساكن حديثة وبها كافة الخدمات من مياه وكهرباء وصرف صحى و أسواق ومجمع مصالح حكومية ومدارس وغيرها ومناطق ترفيهية ومجمع صناعى وآخر تجارى وتبلغ تكلفة المشروع ٢ مليار جنيه وسيكون المجتمع الجديد بأكمله مجتمعاً يعتمد على الطاقة النظيفة دون أى ملوثات ،  وقال المحافظ إنه تم تشكيل لجنة من المحافظة والمجتمع المدنى  قامت بإجراء حصر كامل للسكان والأسر بالمثلث والمزارع السمكية وتم أكثر من لقاء مع سكان المنطقة الذين أعربوا عن سعادتهم الغامرة بالمشروع الحلم كما أطلقوا عليه ووجهوا الشكر للسيد الرئيس الذى يسعى لتوفير أفضل سبل الحياة الكريمة لأبناء مصر خاصة سكان المناطق غير الحضرية وتم تشكيل جمعيتين خدميتين للسكان كما بدأت إجراءات تقنين أوضاع شاغلى المزارع السمكية وستتم إقامة بورصة أسماك فى المثلث بعد التطوير وستكون البورصة مقر نشاط تجارة وتداول الأسماك لصيادى البحيرة فى محافظات بورسعيد ودمياط والدقهلية وبالطبع سيكون تطوير الطرق التى تربط بين المثلث والمحافظات المجاورة من أساسيات المشروع بطرق حديثة بها كافة الخدمات وتتكامل هذه الطرق مع الطريق الحديث التى أنشأته القوات المسلحة ويخترق قلب البحيرة ويربط بين بورسعيد ومدينة المطرية بالدقهلية فى ١٢ دقيقة فقط بعد أن كانت المسافة بينهما تستغرق ساعة ونصف بالطرق القديمة وترتبط طرق المثلث الحديثة بالطريق الدائرى الجديد الذى أقيم بطول ٨٠ كيلومتراً حول البحيرة وبهذا المشروع التاريخى غير المسبوق تتحول منطقة المثلث المعدوم إلى  مثلث الخير والأمل ، واستطرد المحافظ بأنه بخلاف مشروع تطوير المثلث المعدوم فإن تطهير بحيرة المنزلة أتاح الفرصة لنا فى بورسعيد ببدء التجهيزات لاستغلال البحيرة سياحياً لأول مرة فى تاريخها حيث ستقام منتجعات سياحية للألعاب المائية على مسطح البحيرة بالمحافظة وجار وضع مخططات هذه المنتجعات لبدء العمل فيها قريبا ، كما سيتم تنفيذ المرحلة الثانية من الكورنيش الجديد على شاطئ البحيرة بالمحافظة امتداداً للمرحلة الأولى التى افتتحت منذ عام ونصف وسيكون الكورنيش على مستوى جمالى وممشى سياحى عالمى.
دمياط: تشهد البحيرة  تطوراً ملحوظاً بنطاق المحافظة، حيث تم الانتهاء من عمليات التطهير، كما تستمر عمليات التكريك من خلال فريق عمل متكامل بإشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهيئة الثروة السمكية وحماية الشواطئ والمحافظات المطلة على البحيرة  لتطهيرها وتطويرها وإزالة التعديات والردم و البوص والهيش والنمو النباتى وتطهيرها من التلوث وتطهير بواغيزها لضمان دخول المياه العالية النقاء لعمق بحيرة المنزلة مما يساعد بدرجة كبيرة جدا لحل مشاكل التلوث فى البحيرة وتنمية الثروة السمكية بها لإعادتها لسابق عهدها من حيث مساحتها وتنوع إنتاجها من الأسماك ويعود إليها الصيادون من خلال الصيد الحر بعد أن اغتالت التعديات مسطحها المائى وكانت مأوى للخارجين على القانون وانتشار الصيد الجائر وتلوث المياه مما أدى إلى تراجع إنتاجها.
وأكدت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط أن مشروع تطوير بحيرة المنزلة هو مشروع متكامل توليه القيادة السياسية اهتماما كبيرا وأشارت إلى أن خطة التطوير تهدف إلى تحسين جودة المياه لإعادة الصيد الحر بها وإعادتها لسابق عهدها وأنها تتابع مع الأجهزة الأمنية بدمياط والتنفيذية والثروة السمكية ممثلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الموقف التنفيذى لتطوير وتطهير بحيرة المنزلة لمضاعفة الإنتاج لتغطية السوق المحلى والتصدير إلى الخارج.. وأضاف المحافظ أنه تمت إزالة جميع التعديات والانتهاء من عمليات التطهير وأيضا الانتهاء من تنفيذ الطريق الذى تم انشاؤه كحزام آمن للتصدى للتعديات على حرم البحيرة، تم الانتهاء من الحزام الآمن حول بحيرة المنزلة بنطاق محافظة دمياط بطول 26 كيلو وعرض 8 أمتار.
وكانت قد شهدت البحيرة تنفيذ أعمال تكريك القناة الشعاعية ببحيرة المنزلة والتى تبدأ من كوبرى الصفارة، كما تم إنشاء قناة البط بمنطقة الخياطة وهى عبارة عن مجرى مائى يربط بين نهر النيل «الجزء المالح» وبحيرة المنزلة وايضا عمل ٢ سحارة للمياه المالحة وسحارة للمياه العذبة بطريق عزبة البرج وذلك لتغيير المياه وتحسينها للصيد الحر والمزارع السمكية لزيادة الإنتاجية وايضا تطهير قناة الرطمة حتى حلق الأربعين وتطهير قناة حلق الأربعين وتطهير القناة أمام قناة البط الجديدة وحتى قناة شطا وتطهير جانبى قناة الصفارة وتم تنفيذ هذه الأعمال تحت إشراف هيئة حماية الشواطئ وهيئة الثروة السمكية وايضا تطهير قناة الصفارة ، حيث إن تلك الأعمال تخدم مسطحا مائيا بمساحة ٣٥ ألف فدان ببحيرة المنزلة لتحسين البيئة المائية بها وزيادة تجديد المياه مما يؤثر على زيادة الإنتاج السمكى بالبحيرة.. الدقهلية: طفرة غير مسبوقة تشهدها بحيرة المنزلة حاليا في عملية التطهير وإزالة التعديات وإتاحة فرص الصيد الحر لجميع الصيادين .
فبعد عقود طويلة من الإهمال والتجفيف والتلوث والتي كادت تقضى على ما تبقى من البحيرة التي تآكل معظمها بدأت الحياة البحرية تعود لمياهها وعادت الأسماك المهاجرة لها مرة أخرى .
وتتواصل الجهود لمنع أي محاولة للتعديات الجديدة والحفاظ علي مسطحها وعلى ما تم من أعمال تطهير طوال الفترة الماضية وذلك في إطار الخطة القومية لتطوير البحيرات المصرية .
د. هيثم الشيخ نائب محافظ الدقهلية أكد على أن هناك جهودا مضنية بذلت على مدار الأعوام الأخيرة من خلال الحملات المتواصلة لإزالة تعديات أصحاب النفوذ على مسطح البحيرة.
وأشار إلى أن تلك الحملات نجحت في إزالة كافة التعديات من سدود وأحواض سمك وغيرها .
وأضاف أنه تم تنفيذها بالتنسيق والتعاون ومشاركة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وأجهزة محافظة الدقهلية ومديرية أمن الدقهلية وهيئة الثروة السمكية.
وقد استتبع تلك الحملات إعادة تكريك وتعميق كل المساحات التي تمت إزالة التعديات عليها وإعادتها بالكامل الي البحيرة مرة أخرى الأمر الذي أسهم في إعادة البحيرة إلي طبيعتها وزيادة الثروة السمكية بها وتم فتحها أمام الصيد الحر لجميع الصيادين بعد أن تم التخلص من سطوة أصحاب النفوذ الذين ظلوا لفترات طويلة يتحكمون في جموع الصيادين البسطاء .
المشروع القومي لتطوير البحيرات
المحافظ الدكتور أيمن مختار أكد على أن بحيرة المنزلة واحدة من أكبر البحيرات المصرية وقد تعرضت على مدار 7 عقود متواصلة لكل أنواع التعديات والإهمال الأمر الذي أدى لتقلص مساحتها ..حيث كانت مساحتها قبل التجفيف 750 ألف فدان تقلصت إلى حوالى 125 ألف فدان نتيجة أعمال الردم والتجفيف علاوة على أنها ظلت تعاني طويلا من كل أنواع التلوث خاصة مياه الصرف الزراعي والصناعي والصحي ونمو النباتات المائية خاصة ورد النيل مما أدى إلى إعاقة حركة المياه بها وثروة الإنتاج السمكي .
وأشار إلى أن البحيرة لا تتميز بتنوع الأسماك بها فحسب بل كونها موطنا للطيور المهاجرة أيضا علاوة على موقعها الفريد وقدرتها على منع دخول مياه البحر للأراضي الزراعية فهي بمثابة حائط صد لها .
وأضاف أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة هائلة في علاج تلك المشاكل المزمنة والمتراكمة التي كانت تعاني منها البحيرة بالمشروع العملاق لتطوير وتنمية البحيرات المصرية الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى ..
وأكد أن هذا المشروع الذي حظي بمتابعة الرئيس حقق نتائج كبيرة وأعاد الحياة لتلك البحيرات وفي مقدمتها بحيرة المنزلة بعد أن كان الجميع قد يئس من إعادتها لسابق عهدها.
واستطرد المحافظ:
توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت واضحة باستمرار إزالة كافة أنواع التعديات علي البحيرة وكذا استمرار تطويرها من خلال أعمال التكريك وتعميقها لعودتها إلي سابق عهدها وعدم العودة للممارسات القديمة والحفاظ على كل إنجاز يتم بها والضرب بيد من حديد على كل مَن تسول له نفسه التعدي مرة أخرى على أي أجزاء من مسطح البحيرة .
وأكد على أن هناك تنسيقا كاملا بين وزارة البيئة والهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمحافظة وكافة الجهات المعنية للتخلص من كافة الملوثات والحفاظ على نقاء مياه البحيرة بعد المنع الكامل لكل أنواع الصرف بها .
كما أكد على أن توجيهات الرئيس السيسى كانت واضحة بألا يضار مواطن واحد من جراء عملية التطوير لذا تم بناء وحدات سكنية بالفعل لتعويض كل سكان المناطق العشوائية التي كانت تعترض الطريق الذي تمت إقامته حول البحيرة كما تم تعويض أصحاب تلك المساكن على الفور .
وأضاف أن المحافظة توفر كل الدعم اللازم لصيادي البحيرة وذلك بالتكامل والتوازي في ذات الوقت مع جهود كافة أجهزة الدولة .
فتحي عباس عيسى رئيس جمعية الصيادين بالمطرية يؤكد على أن ماتحقق مؤخرا بالبحيرة كان ينتظره الصيادون منذ فترة طويلة لكن الأمر يحتاج لمتابعة تلك الجهود والحفاظ على الزريعة داخل البحيرة وحظر صيدها لأن هناك بعض المناطق في دمياط تقوم بصيدها واستخدامها كبديل للعلف بما يؤثر على الإنتاج السمكي بالبحيرة .
وأضاف محمود يوسف حواله نائب رئيس الجمعية أن هناك بعض المناطق بالبحيرة لا تزال في حاجة إلى تطهير حتى يكتمل هذا المشروع الحضاري .
وطالب بصرف معاش للصيادين الذين تجاوزوا الـ65 عاما وحل مشكلتهم المزمنة مع التأمينات التي ترفض صرف المعاش لهم بحجة عدم استكمال مددهم التأمينية والمشكلة تحتاج لعلاج جذري خاصة أن معظمهم يعانون من أمراض مزمنة .