بدون أقنعة

توقيت الحوار الوطنى

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

لماذا تمت الدعوة للحوار الوطنى الآن؟
توقيت انعقاد الحوار الوطنى فى هذه الأيام يطرح سؤالا مهما للغاية.. لماذا الآن؟

والإجابة فى ظنى أن أنسب موعد هو الموعد الذى تمكنت فيه مصر من إتمام الكثير من المشروعات القومية الكبرى ومنها مشروعات تنموية وخدمية كثيرة وكذلك أننا مقبلون على الجمهورية الجديدة فكانت الحاجة ضرورية لهذا الحوار الوطنى المهم حيث تتلاقى كل التيارات السياسية والمجتمعية على مائدة حوار يجمعهم حبهم لهذا الوطن العظيم.. ولأن المواطن هو المقصود والهدف الرئيسى لذا كانت هناك دعوة لمشاركة المواطن  بمقترحات عبر الموقع الإلكترونى.. فالمواطن العادى هو الأقدر على طرح مشكلته.. وفى ظنى أن هذه الخطوة كانت ضرورية للوقوف على الحقيقة عند وضع الحلول.


بادر زعيم مصر ومؤسس جمهوريتها الجديدة الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوجيه الحكومة لإقرار حزمة إجراءات للحماية الاجتماعية فزادت المرتبات والمعاشات. الناس يريدون إصلاح قوانين الأسرة لأنها أساس المجتمع وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع. وكذلك الاهتمام بوضع حلول لخفض البطالة وتوفير العمل لكل الشباب وتفعيل دور الأحزاب ونزولها الشارع لسماع المواطنين. فالأحزاب ليست موجودة على أرض الواقع وتفعيل دور القطاع الخاص ومساعدة المصانع المتعثرة وقد دعا الرئيس بمساندة هذه المصانع بسرعة لنعمل معا بإذن الله وبتكاتفنا نوحد كلمتنا من أجل نهضة بلدنا الغالى.
والملاحظ أن القوى السياسية والمدنية رحبت بدعوة الرئيس باعتبارها فرصة جيدة لتبادل الرأى عبر النقاش المفتوح والموضوعى فى القضايا المهمة بين مختلف فئات الشعب.


ولضمان تمثيل الجميع فى الحوار أكدت الأكاديمية الوطنية للتدريب أنها ستعتمد على توسيع قاعدة المشاركة فى الحوار.
من جانبى أرى أن مشاركة المعارضة بكل أطيافها فى الحوار الوطنى مقبول ومحترم بما هو فى صالح بناء الوطن وبداية عقد اجتماعى جديد فهناك ملفات مهمة وملحة يجب أن تطرح على مائدة الحوار ولكنى ضد مشاركة كل من تلوثت أيديهم بالدماء وأعنى جماعة الإخوان الذين حملوا السلاح فى مواجهة المصريين فمثل هؤلاء لا مكان لهم فى الحوار الوطنى مهما فعلوا لأننا لا نستطيع التسامح مع من أرادوا قتلنا وإرهابنا بالقوة.. هؤلاء لا عهد لهم ولا ذمة ولا يمكن قبولهم فى حوار يتصف بالوطنية.


توقيت هذا الحوار هو توقيت مهم للغاية وقد استقرت أوضاع الدولة المصرية بعد سنوات طويلة من الحرب على الإرهاب وكذلك بعد العدد الكبير من المشروعات القومية العملاقة التى تمت على الأرض المصرية واستقرار الحياة التشريعية فى وجود غرفتى البرلمان (النواب والشيوخ) وأيضا بعد برنامج الإصلاح الاقتصادى الشامل الذى جنب مصر الكثير من المخاطر بشهادة البعثات والمؤسسات المالية العالمية وكذلك الاستقرار السياسى الذى تشهده مصر منذ عام 2014 حينما تولى الرئيس السيسى الحكم وحرصه على تنفيذ أجندة الإصلاح فى كل المجالات مع إعطاء الأولوية لبعض الملفات التى كان يراها ضرورية لاستكمال مؤسسات الدولة.


وللحق أقول إن ثورة 30 يونيو كانت المحرك الأساسى لما نحن فيه الآن وأنه لولا انتفاضة الشعب المصرى فى مواجهة قوى الظلام وخلع الإخوان من سدة الحكم بمساعدة القوات المسلحة لما كنا هنا الآن ندعو لحوار وطنى لأن مصر كانت على شفا الانهيار وكانت فى طريقها إلى التقسيم كما يحدث فى بلدان مجاورة لنا ما تزال تعيش تحت وطأة الحرب والصراعات.


كل ما نأمله من الحوار الوطنى أثق أنه سوف يتحقق على كل الأصعدة فكلنا اجتمعنا على المشاركة فى ثورة 30 يونيو كونها طاقة النور التى أضاءت ظلمة مصر فى عام الإخوان وكلنا سنجتمع مجددا ونلتئم فى حوار الهدف منه استكمال مسيرة 30 يونيو والانطلاق نحو «الجمهورية الجديدة» بعزم وإصرار.