«الخشن».. صاحب «الحبر الأزرق»: أتعهد بعدم السقوط في الفخ |حوار

الأديب الروائى هشام الخشن
الأديب الروائى هشام الخشن

كتب : سيد على

الأديب الروائي هشام الخشن .. اسم لفت إليه الأنظار عبر رحلة إبداعية مرموقة ترصعت بعناوين جذبت الانتباه، وحققت نجاحات ملحوظة بين القراء، خاصة روايتيه: «حدث فى برلين»، «شلة ليبون»، وقد جاءت الأولى ضمن قائمة الأكثر مبيعاً عام 2018 ، وتصدرت « شلة ليبون» نفس القائمة عامى 2020، و2021 ، ويجرى حاليًا  تحويلها إلى فيلم سينمائى، وقد حظيت أحدث رواياته «بالحبر الأزرق» - الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية -  بنسب قراءة مرتفعة، وتصدرت قائمة الأكثر مبيعًا فى 2022 ، لكل ذلك جلست أحاور الأديب المرموق هشام الخشن لعلى أقف على بعض أسرار عالمه وخفايا فنون سرده الخلاب. 

وإلى نص الحوار..

تأخر تحققك فى الوسط الثقافى وفى دنيا النقاد، هل يعد ذلك طبيعيًا أم إدانة لآليات التحقق والظهور فى أوساطنا الثقافية والأدبية؟

لا أستطيع القول أنها إدانة، فالإدانة تعنى وجود تعمّد أو تجاهل، ولكن يمكن القول بوجود قصور فى المنظومة، وعدم كفاية الآلة النقدية لمواكبة حجم الإنتاج الكبير، لذلك يتأخر بعضنا فى النظر إلى أعماله، وبالنسبة إلىّ تناول رواياتى عدد كبير من النقاد ذوى قيمة كبيرة مثل: د.صلاح فضل، علاء الديب، د. جلال أمين.

اقرأ ايضاً| إبراهيم عبد المجيد يكتب: الفن أوسع من السياسة

إذن.. ما هى أسباب تأخر ظهور إبداعاتك، ووصولك إلى مكانة مرموقة فى دنيا الإبداع؟

بالعكس أرى أننى اسير بخطوات معقولة، فقد بدأت النشر فى عام 2010، وحجم القراء ومعرفة الناس بى يزيد بنسب محترمة جدا، يمكن أن يكون التأخير عندى فى البداية.

وما السبب؟

انشغالى بعملى وأسرتى، حيث لم أكتب شيئا منذ سطرت موضوع التعبير فى الثانوية العامة، ولا حتى خواطر، وعندما حانت اللحظة المناسبة بدأت الكتابة والنشر.

حققت روايتك « شلة ليبون» معدلات قراءة مرتفعة، وكانت الأكثر مبيعًا عام 2020، هل مثَّل ذلك مفتاحا غير ملامح عالمك الإبداعى وخاصة فى الرواية التالية؟

«شلة ليبون» تصدرت الأكثر مبيعًا فى عامى 2020، و2021، وبالتأكيد هى درجة مهمة فى سلمى لأنها قدمتنى، و عرفتنى بقطاع كبير من القراء، وانتشارها ساعد فى قراءة ما بعدها، وما قبلها أيضًا فحدثت طفرة فى قراءة نصوصى.

هل تحول الرواية إلى فيلم سينمائى يجعلك تكتب بعد ذلك وعينك على السينما؟

الحقيقة أننى إذا قررت يوما أن أكتب من أجل السينما، فالأفضل لى أن أتجه إلى كتابة السيناريو، وقد أُقدم على هذه التجربة، لكن طالما أكتب رواية، فأنا أكتبها من أجل هذا الفن نفسه، لأننى أرى أن من يكتب بغرض التحويل السينمائى مخطىء، وسيؤدى إلى تدنى مستوى الرواية، فإذا كانت لدىّ فكرة لا تصلح كرواية لكنها تصلح كسيناريو .. فعلى أن أكتبها فى صورة سيناريو.

ما رأيك فى مقولة أن الرواية فن العربية الأول الآن، وهل ما زلنا حقا نعيش زمن الرواية؟

دعنا نبدأ بالترتيب العكسى، فيما يخص القراءة نعم نعيش زمن الرواية، وبدون منافس، وأقرب المنافسين بعيد جدًا جدًا، فالرواية هى الفن الأساسى فى الكتابة فيما يخص تقدمها أو سيطرتها على المشهد، فالرواية فن جميل، ومن جماله تستطيع بناء عوالم كاملة، فإذا قلنا إنه فى الفن التشكيلى يرسم الفنان لوحته، فهى تعبر عن مشهد فقط فى عالمه، لكن فى الرواية، المبدع قادر على تشكيل عالم كامل يدين بولائه له.

وأين أنت من فن القصة القصيرة؟

لدىّ مجموعتان قصصيتان هما أول معرفتى بعالم الأدب، البداية كانت « حكايات مصرية جدا» وبعدها مشاركتى بمجموعة قصصية مع د.رشا سمير فى «دويتو»، لكن حاليا، رغم حبى للقصص القصيرة، أميل أكثر إلى الرواية، لأنه توجد أفكار أخاف أن أكتبها كقصة قصيرة فأفقدها إذا احتجت إليها بعد ذلك فى رواية، فأصبح لدىّ نوع من التحفظ على القصة القصيرة حاليًا.

كم من الوقت تستغرق فى كتابة رواية؟

دائما أقول إن الفكرة هى التى تستهلك الوقت حتى تتبلور، وتصبح جاهزة للكتابة، فالرواية الأخيرة التى لم تُنشر بعد أخذت منى أكثر من سنتين فقط، كى تتبلور فكرتها، لكن إذا كانت الفكرة حاضرة وواضحة، فالكتابة تستغرق ستة أشهر، وما بين الانتهاء من رواية ونشرها، والبدء فى أخرى يستغرق عامًا أو أكثر.

أفهم من كلامك أن هناك رواية فى طريقها إلى المطبعة، هل أن أعرف عنوانها، وتفاصيلها؟

أى كلام عنها سيغضب دار النشر، لكن أستطيع القول أنها ليست رواية تاريخية، بل معاصرة مثل «شلة ليبون»، لكنها فكرة مختلفة تمامًا، وجديدة.

ومتى تتوقع صدورها؟

فى هذا الصيف بإذن الله.

ما هو نصك المُحبب إليك والأقرب إلى قلبك؟

حقيقى، وأرجو منك كتابة إجابتى بالتفصيل، كل نص له ذكراه، وله آلامه، وله أفراحه، وبالتالى كل نص له مكانته المختلفة عن النص الآخر، فكل نص له كواليسه الخاصة، ولذلك لا أستطيع أن أقول لك هل هى أول رواية لأن أحاسيسها ومشاعرها كانت رهيبة.

أما أكثر رواية رواجًا فهى « شلة ليبون»، أم الرواية التى تصعدت فى البوكر « جرافيت»، ولا .. ولا .. ولا .. كل رواية خلقت لنفسها منطقة بداخلى واستكانت فيها.

وأى أعمالك ترشحها كبداية لمن يريد أن يقرأ أعمالك؟

طبقا لإحساسى بالقراء، فالذى يبدأ بقراءة رواية « حدث فى برلين» يقع أسيرًا لعالمى، والقارئ الذى يحب قراءة التاريخ يكون أفضل له أن يبدأ ب « جرافيت»، ومن يحب الإثارة يبدأ ب « آدم المصرى»، ومن يحب الشجن والعواطف « تلال الآكاسيا»، والحمد لله أنا لا أكرر أعمالى، وليس نجاح نص معناه أن أكرره مرة أخرى، لكن فى كل مرة أقدم شيئًا مختلفًا عما سبق وأعدكم وأتعهد، لن أقع فى فخ تكرار الفكرة أبدًا .