مشوار

هذه المنطقة من العالم

خالد رزق
خالد رزق

حتماً سيأتى يوم فى المستقبل و يقف أحدهم ربما يكون من أحفادنا ليفتح كتب التاريخ و ينظر كيف أن هذه المنطقة التى شهدت مولد أقدم و أعظم الحضارات الإنسانية وبعث على أرضها كل الأنبياء والرسل المعروف شخوصهم تقريباً آلت فى زمننا الذى نعيش إلى وضع غير مسبوق على كل المستويات.
هذه المنطقة المتوسطة من العالم التى تشغلها بلداننا العربية و الإسلامية و التى سادت كوكبنا فى مراحل معتبرة من تاريخها صدرت خلالها التحضر و العلم للدنيا و نقل عنها شعوب العالم معنى الضمير الإنسانى صارت مسرحاً لأبشع الجرائم فى تاريخ البشرية . و ليس فقط بيد أعداء شعوبها المعروفين و إنما عرفت الأقسى باحتراب و اقتتال أبنائها أنفسهم فى نزيف للدم المستباح لا يبدو لنا أبناء هذا العصر أنه سيتوقف ذات يوم.


منذ البدايات الأولى لمحاولات النهوض فى بلادنا كلها زمن الثورات الوطنية التحررية منتصف القرن الماضى وما قبله و التى قادها زعماء مخلصون من أبناء الأرض فى مصر وعنوانهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر و فى الجزائر و سورية و لبنان و العراق و ليبيا و تونس و اليمن ، و بدأت محاولات الغرب الاستعمارى الذى آلت قيادته ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى أمريكا إلى إحباط وتدمير كل فرصة أمام بلداننا للنهوض و التوحد غرسوا بقلب الأمة خنجرا مسموما هو الكيان الصهيونى ، وحاربوا كل مصالحنا و أداروا وحركوا على أراضينا سلسلة طويلة من الحروب من حرب فلسطين مروراً بالعدوان الثلاثى على مصر وما تلاه من حروب وحتى اجتياح لبنان وما بعده وغزو أفغانستان و العراق و ما شهدته بعدهما ليبيا و اليمن و سورية و أخيراً السودان التى لا يبدو ما يحدث من احتراب داخلى فيها بعيداً عن أيدى الغرب الصهيونى.


الحروب الغربية و الصهيونية بكل عدوانيتها و إجرامها ضد بلادنا وعلى وحشيتها و استمراريتها ليست هى السبب فى الحال البائسة التى وصلت لها منطقتنا فالعدو لا يفعل إلا ما يفعله الأعداء أما البشع الذى جرنا إلى الدرك الأسفل من السلم الحضارى .. هو اقتتالنا نحن و تآمر بعضنا على بعض .