المنشد الجزائري ياسين صحراوى: رسالتي نشر الحب والأمل l حوار

المنشد الجزائرى ياسين صحراوى
المنشد الجزائرى ياسين صحراوى

صوتٌ جميل يحمل فيضًا من العذوبة ممتزجة بقدر كبير من الخشوع.. حين تستمع إليه يأسر فؤادك ويحلّق بروحك فى فضاءٍ من الوجد.. ياسين صحراوي، منشدٌ جزائرى شاب، لم يتجاوز عمره الخامسة والعشرين، لكنه تخطى حدود بلاده، وقطع بصوته مسافاتٍ طويلة، كونه يُنشد بعدة لهجات عربية أبرزها اللهجة المصرية، بجانب اللغتين التركية والأذرية، وأضحى له عشاق تتدغدغ أحاسيسهم مع كل عملٍ جديد له، إذ يتسلل إلى قلوبهم كالماء من دون استئذان.. حكايته مع الإنشاد يرويها لـاآخرساعةب فى سياق الحوار التالي:

< تتمتع بصوت عذب، فلِمَ وقع اختيارك على الإنشاد كلونٍ فنى دون كل صنوف الغناء الديني؟

- اختيارى لهذا الفن جاء عن حبٍ وقناعة، كونى منذ الصغر أحب مجال الإنشاد، فكنت فى طفولتى أنشد فى المدارس والحفلات، إضــافــة إلـــى تشجـــيع الأهـــل والمُعلــمـين والأصدقاء، كذلك حبى للعديد من المنشدين العـــرب الذين تركـــوا فى نفسـى حــب هذا المجــال، فكــنت أقــول فــى نفسى سأصبح منشــدًا فى المستقبل لا محال والحمد لله تحقق مرادي.

< رغم إنك جزائري، فإنك تجيد الإنشاد بعدة لغات ولهجات عربية، كيف نجحت فى هذا الأمر رغم صعوبته؟

- أجيد الإنشاد بلهجات كالمصرية والخليجية، بجانب اللغتين الأذربيجانية والتركية، وهذا سر نجاحى وتميزى فى المجال وسبب اتساع دائرة جمهوري، والسبب يرجع إلى متابعتى لعدة منشدين فى أنحاء الوطن العربى وخارجه، ما أكسبنى إتقان لغاتهم، وأصبحتُ أنشد بسهولة بأى لغة أو لهجة أحبها، بالتالى كسبت جمهورًا واسعًا خارج الجزائر.

< ما سر اهتمامك باللهجة المصرية تحديدًا؟

- اهتمامى باللهجة المصرية نابع من حب كبير لها، نظرًا لحبى للشعب المصري،  وللمنشدين المصريين، وهناك أعداد كبيرة يتابعوننى من داخل مصر من خلال حساباتى الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى ويحبون صوتي، وهناك منشدون مصريون كُثر أعتبرهم قدوة لى على رأسهم المنشد محمد طارق، وكذلك المنشد محمد يوسف.

< وما أهم الأناشيد التى أديتها باللهجة المصرية؟

- أناشيد كثيرة منها اإنى أحب محمدًا والله خير شاهداًب، وبيا أمى يا حبيبتيب، وبدارى يا قلبيب، وبيا مظلوم ارتاحب، بجانب الأنشودة المصرية المعروفة االمسك فاح لما ذكرنا رسول اللهب.

< أطلق عليك جمهورك عدة ألقاب منها املك الإحساسب وهذا مفهوم سببه، لكن ماذا يعنى لقب ابلبل التيطريب؟

- املك الإحساسب يرجع إلى إحساسى الطاغى فى الإنشاد، أما ابلبل التيطريب فهو لقب خُلِع عليّ نسبة إلى المنطقة التى أقطن فيها بولاية االمديةب التى كانت تُسمى قديمًا بـبمدينة التيطريب، وأول مَنْ أطلق عليّ ابلبل التيطريب هو مذيع بإذاعة المدية الجهوية بالجزائر.

< كيف ترى حال الإنشاد الدينى فى العالم العربى حاليًا، وإلى أى مدى تتفق أو تختلف مع مَنْ يرى تراجعه لصالح صعود الأغنية الدينية؟

- الإنشاد الدينى راسخة معالمه فى العالم كله، ودليل ذلك نجاح العديد من المنشدين عالميَا مثل ماهر زين، وسامى يوسف، ومحمد طارق، فاليوم كل العالم يستمع للإنشاد مقارنة بما كان عليه سابقًا بفضل تنوّع طبوعه وكلماته، وإن كنت فى الوقت ذاته أتفق مع من يرون تراجعه لصالح صعود الأغنية الدينية.

< حدثنى عن أبرز أعمالك الإنشادية وكيف استقبلها الجمهور وتفاعل معها؟

- أمتلك إصدارين فنيين، الأول بعنوان امتميزون رائعونب، وهو أنشودة مهداة لذوى الهمم، وتحديدًا أطفال التوحد، والثانى أنشودة بعنوان اأمى يا نجمةب مهداة للأم، بالإضافة إلى أناشيد باللهجة المصرية واللغة الأذرية، وقد استقبل الجمهور أعمالى بكل حب ودعم، وأحدثت أعمالى أصداءً كبيرة، وربما السبب أن أعمالى تحمل الكثير من معانى الحب والأمل، وتلك رسالتى الأساسية.

< للتقنيات الحديثة فى التسجيل وتنقية الصوت وجه إيجابى وآخر سلبي.. كيف ينطبق ذلك على المنشدين الآن؟

- صحيح اليوم هناك تقنيات متطورة لتنقية الصوت يستخدمها كل الفنانين فى التسجيل، حتى يكون الصوت صافيًا، ولهذه التقنيات أثر إيجابى فى أن يكون العمل النهائى جميلًا صافيًا وله تأثير فى المستمع، أما الوجه السلبى فهو استخدام االأوتوتينب وهى خاصية تحسين الصوت بكثرة وبشكل مبالغ فيه، خاصة بالنسبة إلى المُغنين، ما يشوه الصوت ويُفقده روحه وأصليته وجماله الطبيعي، أما المنشدون فإنهم يتمتعون بأصوات رائعة، وهم دائمًا ما يكونون فى غنى عن استخدام هذه التقنية.

< ماذا عن نشاطك الإنشادى فى شهر رمضان وكيف تستعد له سنويًا؟

- نشاطى فى رمضان يكون ثريًا، من خلال إحياء مختلف الحفلات والسهرات الفنية، عن طريق برنامج نقوم بإعداده مسبقًا لاستقبال الشهر الفضيل، فالإنشاد فى رمضان يزيد الإقبال عليه مقارنة بباقى أيام السنة.

< ما المشروع الفنى الذى تعكف عليه حاليًا وربما يخرج للنور عما قريب؟

- أستعد لإصدار أكبر قدر ممكن من الألبومات تكون بطبوع ولغات مختلفة، تحقق نجاحًا وتجاوبًا كبيرًا فى الوطن العربي.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 19/4/2023

اقرأ أيضًا : أصوات من السماء .. مواهب مبدعة في مدارس الإنشاد الديني