نوبة صحيان

فرحة رغم الألم !

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

مع آلامنا كمصريين بسبب ما يجرى فى شقيقة بلادنا «السودان الحبيب» .. إلا أن إشادة وفرحة المصريين بعودة أبنائهم من هناك.. سيطرت على أحاديثهم فى البيوت، كما هيمنت على «دردشاتهم» فى مواقع التواصل الاجتماعى.

فمنذ اللحظات الاولى لانكشاف الأزمة فى الخرطوم، جاء قرار القاهرة.. بضرورة عودة الجالية المصرية من هناك، فتشكلت على الفور «خلية عمل» لإدارة الأزمة على أعلى مستوى، بمشاركة كل أجهزة الدولة المعنية، فكان من نتائج عملها ما شهدناه من جهد ونجاح.

 نعم .. مصر من بين الدول السبّاقة التى أعادت جاليتها إلى وطنهم الأم، وعندما هبطت طائراتنا المصرية فى مطاراتنا وعليها الأبناء (وكذلك عبر الموانئ البرية) عم الفرح فى الشارع المصرى.. فرحة ذكّرتنا بمشاهد السفن المصرية التى نقلت آلاف الشباب المصريين من موانئ تونس عندما عمت الاضطرابات فى ليبيا، ومشاهد إنقاذ صيادين مصريين وقعوا فى أيدى قراصنة عند القرن الأفريقي، ومشاهد الثأر لأبنائنا عندما اغتالتهم أيدى الإرهاب فى الداخل الليبي، مع تباين الأسباب والوسائل والظروف فى كل حالة.

لكن الاتفاق الوحيد بين كل هذه المشاهد «رغم اختلافها» هو سرعة «هبة الدولة المصرية» بملامحها الجديدة، وقوة رد فعلها تجاه أى مصرى «أو مصرية» يتعرض للغبن أو الخطر فى أى مكان من أرض المعمورة. 

كانت فرحة عودة المصريين عارمة تتناسب وحجم القلق والخوف الذى شعر به الأهل، خاصة مع شح المعلومات التى كانت تزودنا بها وسائل الإعلام العاملة على الأرض.

 لكن ما لا يعرفه كثيرون أن مصر وضعت ثقلها بالتزامن مع إعادة الجالية، فى ضرورة التعجيل باستقرار السودان، وعودة الأمان والسلام سريعا إلى ربوعه، وإلى الشعب السودانى الحبيب.