معبر أرقين.. ادخلوا مصر آمنين سالمين

 معبر أرقين
معبر أرقين

سودانيون: شكرًا يا مصر.. دائمًا وأبدًا سندًا للجميع

رحلة شاقة قطعناها لمسافة تصل إلى 1200 كيلو متر للوصول الى معبر أرقين البرى الحدودى مع السودان، لكنها لم تكن شيئًا مقارنة بالرحلات المحفوفة بالمخاطر التى قد تستغرق يومين وثلاثة أيام يقطعها الوافدون من السودان هاربين من الحرب الدائرة هناك، كى يصلوا الى معبر أرقين الذى يمثل لهم نافذة أمل ونجاة من طلقات الرصاص.

جهود كبيرة داخل المعبر تقوم بها الدولة المصرية بتوجيهات من القيادة السياسية، تتضافر من خلالها كافة الوزارات والهيئات مثل وزارات الخارجية والداخلية والصحة والتضامن والنقل والهلال الاحمر المصرى للتيسير على القادمين من السودان.

غرفة الطوارئ المشكلة من الأجهزة الامنية وكافة الوزارات والمخصصة لمتابعة ما يدور داخل المعبر تعمل على مدار ٢٤ ساعه للوقوف على كافة التفاصيل وتقديم التيسيرات للحصول على التصاريح  والدخول الى الأراضى المصرية.

نقل الوافدين

معبر أرقين الذى تم افتتاحه فى سبتمبر ٢٠١٦ تبلغ طاقته الاستيعابية اليومية ٧٥٠٠ مسافر و٣٠٠ شاحنة وحافلة، وتبلغ مساحته ١٣ ألف متر مربع، عبر منه حتى الآن نحو ١٥ ألف شخص،  وتشير التقديرات إلى أن معبر ارقين ومعبر قسطل - اشكيت استقبلا أكثر من ٢٠ الف شخص حتى الآن، . ومع زيادة الاعداد الوافدة الى المعبر ، دفعت هيئة الموانئ البرية والجافة بمزيد من العاملين من اجل استيعاب كثافة الوافدين، والدفع بنحو ١٠٠ حافلة وشاحنة للمساعدة فى نقل الوافدين يوميا .

 المعبر يعمل على مدار الساعة، حتى أثناء توقف المعبر من الجانب السودانى لبضع دقائق أو ساعات، يستمر عمل المعبر من الجانب المصرى بلا توقف بناء على توجيهات القيادة السياسية.

«أخبار اليوم» ذهبت إلى معبر أرقين للوقوف على ما يتم داخل المعبر واستطلاع آراء عدد من الوافدين.

تيسير الاجراءات

قال مهند صِديق وهو مهندس سودانى جاء من مدينة أم درمان إنه رأى الموت هو وأسرته بعينه حيث قامت قوات الدعم السريع بإخراجه هو وأسرته وأولاده وأمه من المنزل وعندما أراد أن يأخذ جوازات السفر الخاصة بهم رفضوا عودته للمنزل مما اضطرت معه زوجته ووالدته للذهاب وعندما ذهبتا للمنزل دارت اشتباكات قوية اضطروا جميعا على إثرها للفرار دون أى اموال معهم للنجاة بحياتهم، وعندما جاءوا الى المعبر تنفسوا الصعداء مشيرا الى انه بمجرد دخوله هو واسرته المعبر المصرى شعر بالراحة والطمأنينة.

أما محمود عبد العزيز من الخرطوم فأوضح أن هناك اشتباكات شديدة فى الخرطوم واضطروا إلى أن يسيروا لمدة يومين لمسافة أكثر من ٩٠٠ كيلو، مشيرًا إلى أن السلطات المصرية تعمل على مدار الساعة لتيسير الاجراءات لهم على الرغم من الأعداد الكبيرة والضخمة التى تتوافد على المعبر.

وقال: «نشعر بالامتنان لكل العاملين فى المعبر الذين لا ينامون تاركين بيوتهم وأولادهم من أجل مساعدتنا ونشكر الدولة المصرية والقيادة السياسية على الاهتمام بنا كأننا مصريين بالظبط ولم نشعر بتفرقة فى المعاملة».

عملية الاجلاء

الحاجة إحسان عبد المجيد من الخرطوم قالت إن قوات الدعم السريع عاملتهم بشكل غير آدمى وطردتهم من بيتهم الكائن فى ضواحى الخرطوم وسرقوا أموالهم والذهب الخاص بهم، حامدين الله أنه لم يصب أحد منهم بأى مكروه.. وأنهم قرروا الذهاب الى مصر نظرًا لتمتعها بالأمن والاستقرار والامان ويحبون الشعب المصرى ولا يشعرون بأى تفرقة.

أما الحاج أبو بكر صديق من الخرطوم فقال إن رجال الدولة المصرية ساعدتهم فى عملية الاجلاء كما تم إجلاء آلاف السودانيين وعدد من الرعايا الاجانب الموجودين فى السودان من دول مثل الصين وجنوب افريقيا واليونان والمجر وايطاليا وقبرص وباكستان وموريشيوس، مشيدًا بما شهده من استعدادات فى معبر أرقين تتمثل فى سيارات الإسعاف المجهزة والعيادات المتنقلة وتشغيل المعبر على مدار الساعة وتوفير الحافلات لنقلهم ودور الهلال الاحمر المصرى فى تلقى الاستغاثات وتوفير الدعم الطبى والنفسى للقادمين الى المعبر.

وقالت الحاجة مجيدة محمود من مدينة أم درمان إن مصر بشعبها وقيادتها دائمًا وابدا ستظل كبيرة فى اعينهم لما رأوه من دعم لهم ، فى الوقت الذى اسرعت فيه دول كبرى لإجلاء رعاياها الدبلوماسيين ، تركت مصر عددًا من أفراد بعثتها الدبلوماسية كى يساعدوا فى عمليات اجلاء المواطنين المصريين والسودانيين والرعايا الأجانب، وهو ما يؤكد حرص القيادة السياسية والدولة المصرية على أمن وسلامة كل أبناء الجالية المصرية وعودتهم سالمين ودعم أبناء الدول الأخرى والحرص على سلامتهم.

الوضع فى السودان

وقالت وعد محمد من الخرطوم إن الوضع فى السودان صعب للغاية وتدمرت كافة الخدمات والبنية التحتية وأحد أفراد أسرتها أصيب فى الاشتباكات ويتلقى الان العلاج فى أحد المستشفيات فى السودان.. مما اضطرهم للمجيء الى مصر من خلال معبر أرقين فى رحلة استغرقت يومين حتى وصلوا الى المعبر.. وقالت وعد إن رؤيتها لعدد من الأطفال يلعبون كرة القدم فى ساحة معبر أرقين جعلها تبكى وهذا الشعور بالأمان الذى يشعر به الأطفال الآن على الأراضى المصرية لم يشعروا به طيلة أيام نتيجة الحرب المستعرة داعية ان تظل مصر بلد الأمن والأمان. 

الحاج البكرى إبراهيم قال إن الأوضاع الأمنية والمعيشية صعبة جدا فى السودان ، وأن هناك بعض المواطنين السودانيين يستغلون هذا الوضع وقاموا بزيادة أجرة الاشخاص الذاهبين الى المعبر فبعدما كانت الرحلة من الخرطوم أو أم درمان تتكلف ٨٠٠ جنيه أصبحت الأجرة الان تصل الى ما يقرب من ١٥ ألف جنيه مصرى ، أما على الجانب المصرى فالأشخاص الذين فقدوا أموالهم تقوم مصر بتوفير حافلات مخصصة لهم والذهاب بهم الى داخل الاراضى المصرية، بالاضافة الى أن السلطات المصرية تقوم باستثناء من فقدوا أموالهم من رسوم الدخول، مشيرا الى أنهم سعداء جدا لوصولهم المعبر شاكرين كل جهود الدولة المصرية التى بمجرد دخولهم المعبر المصرى شعروا معه بالأمن والطمأنينة.

رحلة شاقة

وقال أحمد محمد من الخرطوم وهو طبيب شرعى إن الوضع الأمنى بات صعبا للغاية فى السودان، خاصة بعد ضرب قوات الدعم السريع حراس السجون مثل سجن الهدى الذى يتواجد به عدد كبير من المجرمين، مشيرًا الى انه  خاف على أسرته وابنائه وعلى حياته فقرر النزول الى مصر نظرا لأنها أكثر الدول أمانًا وأنهم يعشقون التراب المصرى.

ويقول تشيانج جين شين من الصين إنه جاء الى معبر أرقين بعد رحلة شاقة وستواصل سفارة بلاده مع سفارة مصر فى الخرطوم من أجل إجلائه الى المعبر واصدقائه واسرته، حيث إنه يعمل فى مجال تكنولوجيا المعلومات فى السودان.

وقال إن عملية الإجلاء كانت صعبة ومعقدة للغاية نظرا للاشتباكات الدائرة فى السودان، ولكنه يشكر مصر على كل الجهود الكبيرة التى قامت بها من أجل عملية إجلائه هو واصدقائه.

ويقول هادى برهان من موريشيوس إنه يعمل فى أحد البنوك فى السودان وإن الاوضاع أصبحت صعبة للغاية مما اضطره لترك البلاد على الفور.. مشيرا الى أنه جاء قبل سنوات إلى مصر وأنه أحب هذا البلد وشعر به بالأمان والاستقرار والطمانينة مشيرًا الى انه وجد كل الدعم والتعاطف من شعب مصر، شاكرًا كل الجهود الحثيثة التى تقوم بها السلطات المصرية من أجل استخراج التصاريح الخاصه بهم رغم الأعداد الكبيرة والهائلة التى تأتى الى المعبر.

إقرأ أيضاً|«أخبار اليوم» تكشف بدائل تحويل الطلاب المصريين بالسودان وغرب روسيا للجامعات المصرية