معارك عنيفة في الخرطوم ودارفور رغم الهدنة وأكثر من 50 دولة تُجلي رعاياها

استمرار إجلاء الرعايا الأجانب من السودان
استمرار إجلاء الرعايا الأجانب من السودان

اندلعت اشتباكات جديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على أطراف العاصمة الخرطوم، رغم هدنة أبدى الجيش استعداده لتمديدها، وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات، في خطوة لإيقاف المعارك التي تسببت بمقتل 512 شخصًا على الأقل وإصابة نحو 4200 آخرين.

وفيما يحتدم القتال في إقليم دارفور المضطرب بغرب السودان، يأتي ذلك بالتزامن مع إرسال الصين عدة سفن حربية لإجلاء نحو 1500 من رعاياها يعيشون بالسودان، وكذلك مواصلة دول عربية وغربية عمليات الإجلاء لمواطنيها.

اقرأ ايضاً | اجتماعات تحضيريا للنسخة الثانية لمنتدى التكامل الاقتصادي العربي

وفي الخرطوم، التي تمثل مع مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا، تفاقم الشعور بانعدام القانون، مع انتشار عصابات السلب والنهب، وتسببت الضربات الجوية والقصف المدفعي في مقتل 512 شخصًا على الأقل، وإصابة نحو 4200 آخرين، وتدمير مستشفيات.

والحد من توزيع المواد الغذائية فى الدولة الشاسعة، التى يعتمد ثلث سكانها البالغ عددهم 46 مليون نسمة بالفعل على المساعدات الإنسانية.. وتحركت 50 دولة غربية وعربية لإجلاء رعاياها من السودان إثر الإعلان عن هدنة جديدة لمدة 72 ساعة بين طرفى النزاع فى البلاد، بوساطة سعودية أمريكية.

وتشهد عمليات الإجلاء، قيادة السعودية لأضخم عملية نقل لرعايا أجانب من أحد البلدان فى تاريخها، بينما تشارك الإمارات فى نقل رعايا نحو 19 دولة من السودان، قالت إنها ستستقبلهم على أراضيها قبل نقلهم إلى بلدانهم.

وكانت الهدنة الجديدة التى توسطت فيها واشنطن والرياض، قد سمحت ب«فتح ممرات إنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى المستشفيات والمناطق الآمنة، وإجلاء البعثات الدبلوماسية».

وأعلنت وزارة الدفاع الصينية أن بكين أرسلت سفن قوتها البحرية إلى السودان لمساعدة رعاياها على مغادرة هذا البلد الواقع فى شمال شرق إفريقيا، ويشهد حالة من الفوضى حالياً. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كيفى فى بيان إن «تدهور الوضع الأمنى فى السودان مستمر». وتقول الصين إنها أكبر شريك تجارى للسودان، وإن أكثر من 130 شركة صينية كانت توظف استثمارات وتعمل هناك فى منتصف 2022.

وأعلنت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند أن بلادها سترسل نحو 200 جندى إلى السودان لتنسيق عمليات الإجلاء من هناك، فى الوقت الذى أعلنت فيه أوتاوا إجلاء نحو 180 كندياً. من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن الوضع فى السودان، مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى موسى فكى.

واتفق بلينكن ورئيس المفوضية على أن ضغط قيادة الاتحاد الإفريقى على القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا يزال ضرورياً لوقف العمليات العسكرية على الفور والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.

فى غضون ذلك، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 16% فقط من المرافق الصحية فى المدينة لا تزال تعمل، وتوقعت وقوع «عدد كبير آخر من الوفيات»؛ بسبب المرض ونقص الغذاء والماء والخدمات الطبية. وجاء فى بيانات جديدة للأمم المتحدة، أن ما يقدر بنحو 50 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد قد تعطل علاجهم بسبب الصراع، وأن المستشفيات التى ما زالت تعمل تواجه نقصاً فى الإمدادات الطبية والكهرباء والمياه.

ودفعت الأزمة بأعداد متزايدة من اللاجئين نحو عبور حدود السودان، وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ب270 ألف شخص ربما فروا إلى جنوب السودان وتشاد وحدهما.

ووصف أجانب تم إجلاؤهم من الخرطوم الوضع هناك، قائلين إن الجثث تتناثر فى الشوارع، والمبانى تحترق، وهناك مناطق سكنية تحولت إلى ساحات قتال، بالإضافة إلى شبان يتجولون بأسلحة بيضاء كبيرة. وأعلن البيت الأبيض أن أمريكيًا ثانيًا لقى حتفه هناك.