«عروس القناة».. ذكرى وضع حجر أساس الإسماعيلية 

موضوعية
موضوعية


كتب: فتحي البيومي

هي عروس القناة وزهرة مدائن مصر، هى معشوقة أهلها وفاتنة زائريها، هى الجمال المتجسد في شوارعها والعبير المنتشر في نسمات هوائها، هي قبلة الباحثين عن الهدوء والسكينة والجمال ، في شوارعها جمال الأزهار وفي حدائقها خضرة السندس وهواء البساتين، فعلى كل شاطئ من شواطئها حكاية، وفي كل شبر من أرضها علامة.


من لم ير جمال الإسماعيلية لم ير يوما جمالا، ومن لا يعرف بطولات أهلها لم يقرأ التاريخ يوما، فمن أولادها العديد من الأبطال وعلى أرضها سطرت أعظم الملاحم. 


في السابع والعشرين من شهر أبريل في كل عام تتجدد ذكرى وضع حجر الأساس لمدينة الإسماعيلية حيث تم الاحتفال بهذه المناسبة عام ١٨٦٢ في عهد الخديوي سعيد باشا وقد أطلق عليها حينها مدينة التمساح لوقوعها شمالي بحيرة التمساح تلك البحيرة التى امتدت  في العصور القديمة فكانت النهاية الشمالية للبحر الأحمر.
مسميات مدينة الإسماعيلية.


وعن مسميات الإسماعيلية السابقة لما هي عليه الآن يقول الباحث والمؤرخ "أحمد فيصل" كانت تسمى الإسماعيلية قبل ذلك طوسون وهو أول اسم أطلق عليها من قبل نسبة إلى طوسون ابن سعيد باشا ويطلق هذا الأسم حتى الآن على إحدى المناطق بها.


 ثم أطلق عليها اسم "الإسماعيلية" وذلك في 4 مارس 1863 ، تكريماً لإسماعيل باشا الذي تولي عرش مصر خلفا لسعيد باشا في 18 يناير وكان من أطلق عليها هذا الاسم هو "فرديناند دي لسبس"   وكان ذلك بحضور اللورد "إليون" حاكم دلهي السابق ومن وقتها سميت المدينة باسم الخديوي إسماعيل تقديرا له.


خطاب ديلسبس في وضع حجر الأساس


وقد ألقى فرديناند دي لسبس خطابا في يوم الاحتفال بوضع حجر أساس الإسماعيلية قال فيه " إن اسم إسماعيل يبعث بالنسبة للعرب ذكرى الأب الأول لذريتهم ، إسماعيل بن هاجر وإبراهيم، سوف يكون هذا التكريم الذي نقدمه لحاكم مصر تكريما للعرفان والمحبة، فليدم حكم إسماعيل، ويحمى الإسماعيلية وليعيش إسماعيل" .

اقرأ أيضا| اقتصادية قناة السويس: 91 سفينة بميناءي السخنة والأدبية بحمولة 2 مليون طن


موقع الإسماعيلية الجغرافي.


وعن مكان بناء مدينة الإسماعيلية يقول "فيصل" بنيت الإسماعيلية حول بحيرة التمساح لكي تكون مركزا لشركة قناة السويس العالمية للملاحة هنا نشأت الإسماعيلية كمركز لجميع الأعمال الخاصة بالحفر، وحفرت لهذا الغرض ترعة الإسماعيلية لإيصال المياه العذبة إلى منطقة القناة طبقا لشروط امتیاز حفر القناة سنة ١٨٥٤م.


العمران في الإسماعيلية


وعن بدء حركة العمران بالإسماعيلية يقول "فيصل" مع بداية حفر القناة بدأ العمران في الإسماعيلية ومع زيادة عدد القادمين إليها لخدمة أعمال الحفر تم إقامة قرى من الخيم للعمال في مناطق مختلفة حول مناطق الحفر، وأقام سكان الإسماعيلية الأوائل من العمال الأوروبيين والمصريين منذ أبريل 1859 في الخيام والعشش ، أما رئيس الموقع فقد أقام في خيمة كبيرة وأقام موظفو الشركة من الأوروبيين في خمس خيام استبدلت بعد ذلك بأكشاك خشبية تم جلبها من فرنسا وأقيمت على خط الكثبان الرملية الصغيرة على ارتفاع مترين ونصف المتر .

 


وأقامت الشركة لهم قرى في القنطرة والفردان وسرابيوم وغيرها، وعندما أتت العائلات والأفراد لخدمة أعمال الحفر وكان أغلبهم من الصعيد تمركزوا في منطقة أو مكان أطلق عليه عرايشية العبيد نسبة إلى أن معظم سكانها كانوا سمر البشرة على عكس  منطقة العرايشية والتي تميز سكانها بالبشرة البيضاء لكونهم جاءوا إليها من العريش وقد أضيف إليها مصر لتصبح عرايشية مصر ولتميزها عن عرايشية العبيد التي سميت في فترة عرايشية السودان نظراً لوجود عدد كبير من السودانيين بها.


وأما عن الأحياء الأخرى يقول "فيصل" كان هناك  حي العرب الغربي وهو الحي الأقدم ، وأطلق على جزء منه "المحطة الجديدة وحي الإفرنج"  وبدأ العمران مع زيادة عدد القادمين إلى المدينة واجتذبت مدينة الإسماعيلية إليها تدريجيا مجموعة متزايدة من العاملين في التجارة والخدمات وتم إنشاء عدد من الفنادق لخدمة رجال شركة القناة والمهندسين والعمال، وأصبحت كمدينة اقرب إلى العمران تتوفر بها مياه الشرب والمواد الغذائية عن بورسعيد وقد كانت الحكومة المصرية تنظر إليها بعين الاعتبار.

وقد وفد إليها الكثير من التجار وأصحاب الفنادق كما أشرنا وذلك لخدمة الشركة والمهندسين والعمال فكثرت الفنادق أو اللوكاندات في المدينة وكان من أشهرها هوتيل "المسافرين " وكوستا و اتلانتا وسبلندد وتشرشل و التمساح ونفرتاري ورمسيس وأوتيل بانيون الحي العربي وكانت هذه هي  أشهر اللوكاندات في حينها.


أشهر مقاهي الإسماعيلية


وأضاف "فيصل"  قد وجد مع نشأة المدينة ما يقرب من ستة مقاهي أربعة منها في الحي الإفرنجي وأثنان في الحي العربي وقد أنشئت ليستريح عليها القادمون من عناء السفر من القادمين للعمل في المدينة أو لغير ذلك، وكذلك تكون متنفسا لقضاء وقت ما بعد العمل لمن يعمل بحفر قناة السويس.