خبير آثار: إضافة كنيسة الملاك ميخائيل لمسار العائلة المقدسة فى كتاب جديد

كنيسة الملاك ميخائيل
كنيسة الملاك ميخائيل


فى ضوء اقتراب موعد الاحتفال بتعامد الشمس على مذبح القديس مار جرجس بكنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير بمنيا القمح والذى يوافق أول مايو من كل عام أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن هناك دراسة جديدة للدكتور حجاجى إبراهيم أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة طنطا الحاصل على وسام فارس من إيطاليا تضمنها كتابه الجديد  " المعقول فى خط سير العائلة المقدسة فى مصر"  .

والذى أهدى منه نسخة لقداسة البابا تواضروس الثانى وضعت منطقة دير وكنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير ضمن مسار العائلة المقدسة فى الرحلة السرية للعائلة المقدسة قبل موت هيرودس .

ويوضح الدكتور حجاجى إبراهيم فى كتابه أن الطريق السرى كان منذ قدومهم من فلسطين حتى وصولهم إلى الدير المحرّق وكانوا يتحركون بسرية تامة خوفًا من أن يلحق بهم جنود هيرودس ويقبضوا عليهم .

وبدأت الرحلة السرية فى مصر من رفح "رع بح" ثم العريش وقد أقام بها نبى الله إبراهيم تعريشة لزوجته سارة للإقامة بها فسميت العريش ثم الفرما وتعنى الأرض اللزجة وهى برامون بالقبطية وتعنى الوقفة فحين تقف فى الفرما فأنت بين قارتى آسيا وإفريقيا ثم إلى بلبيس "بربس" وبها معبد الإله بس القطة ثم تل بسطا "باستت" وهى القطة وعندها زلزلت الأصنام ثم كفر الدير بمنيا القمح بالشرقية حيث البئر الشهير بئر شيشنق وبه حاليًا كنيسة الملاك ميخائيل بمنيا القمح .

ونوه الدكتور ريحان إلى أن الشمس تتعامد بكنيسة الملاك ميخائيل في ظاهرة فلكية تحظى بزيارة المصريين مسلمين ومسيحيين ثلاث مرات سنويًا، أول مايو على مذبح القديس مار جرجس فى عيد استشهاده، و19 يونيو على مذبح الملاك ميخائيل فى عيده و22 أغسطس على مذبح السيدة العذراء فى عيدها ولكن حجبت أشعة الشمس عن هذا المذبح نتيجة إضافة مبنى خرسانى للخدمات الكنسية على واجهة الكنيسة عام 1984‪ ‬‬‬
ويستكمل الدكتور حجاجى إبراهيم رحلته كما جاءت فى كتاب " المعقول فى خط سير العائلة المقدسة فى مصر"  من موقع كنيسة الملاك ميخائيل بمنيا القمح إلى سخا ومنها إلى نبع الحمراء بوادى النطرون ومن وادى النطرون إلى سمنود ثم إلى موقع شبرا الخيمة حاليًا بالقليوبية.

ثم إلى باسوس ثم مسطرد ثم أون وتضم حلمية الزيتون والزيتون وعين شمس ثم المرج "المراجو" ثم اتجهوا إلى طريق الزعفرانة حاليًا إلى موقع دير الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وتفجرت هناك الآبار ثم طريق الشيخ فضل وبه قرية الشيخ فضل وهو طريق يؤدى إلى محافظة المنيا حاليًا ثم إلى الجرنوس بمغاغة وبها بئر مياه ثم عبروا بالمعدية إلى جبل الطير بسمالوط ثم الأشمونيين ثم بئر السحابة أو الصحابة والإسمين صحيحين فمن أسماء السيدة مريم السحابة ثم كوم ماريا إلى دير المحرّق بأسيوط نهاية الرحلة.

وبعدها بدأت الرحلة العلنية بعد موت هيرودس الملك الذى كان يطلبهم وبدأوا يتحركوا جهرًا بين الناس فاتجهوا إلى درنطة "درنكة" بأسيوط ثم عبروا بالمعدية إلى موقع المعادى حاليًا ثم إلى موقع بئر رومانى يشغله ضريح أبو السعود الجارحى الآن ثم إلى الموقع الذى بنى عليه جامع عمرو بن العاص وبه بئر قديم شربت منه العائلة المقدسة ثم البئر خارج حصن بابليون، وقد بنى حصن بابليون بعنيخي َوالآشورين فى الأسرة ٢٥ ودمره بسماتيك في الأسرة ٢٦ مع اتير النوبي ثم أعاد البناء تراجان سنه 98م  وجعله أصغر من الأول فأصبحت البئر خارجه ثم مغارة أبوسرجة ثم أرض حارة السقايين حيث البئر وهى الآن كنيسة الملاك ميخائيل وأول مدرسة بنات أيام سعيد باشا ثم حارة زويلة وبها بئر وصهاريج ثم باايسوس ثم مسطرد وأون (الحلمية والمطرية وعين شمس) ثم تل بسطة ومنها إلى الفرما ورفح إلى فلسطين.

وأشار الدكتور ريحان إلى وجود كتابات مهمة عن تاريخ دير وكنيسة الملاك ميخائيل ومعالمه المعمارية ومقتنياته ومخطوطاته الهامة منها كتاب "نافذة الماضي على الحاضر دير الملاك ميخائيل الأثري بكفر الدير" تقديم نيافة الحبر الجليل الأنبا تيموثاؤس أسقف الزقازيق ومنيا القمح علاوة على دراسات القس ويصا حفظى سعيد كاهن دير وكنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير ورؤيته ومحاولاته لتأريخ الدير .

وقد بُنيت الكنيسة بالطوب الأحمر والحجارة يسقفها قباب مرتفعة على شكل صليب متساوى الأضلاع على نظام أديرة وادي النطرون وتضم الكنيسة مدافن الرهبان الآباء القدامى وبئر قديم واللقان الأثري الذي يعود إلى القرن الرابع الميلادي المستخدم فى أعياد خميس العهد وعيد الغطاس وعيد الرسل.

وينوه القس ويصا حفظى سعيد كاهن دير وكنيسة الملاك ميخائيل إلى أن موقع كنيسة الملاك ميخائيل بكفر الدير كان مقرًا لرهبنة يطلق عليها "رهبنة الغار" وقد أخذت القرية اسمها من اسم الدير وكان يجتمع فيه الرهبان من المناطق حول الدير لتناول وجبة الأغابى أى وجبة المحبة وهناك اثنين من بطاركة الإسكندرية كانوا على رهبنة الغار حتى القرن الثامن الميلادى وقد مرت العائلة المقدسة بالموقع قادمة من تل بسطا والموقع يرجع إلى القرن الرابع الميلادى لكن مبنى الكنيسة الحالى من العصر الطولونى.

ويطالب الدكتور ريحان بوضع دير وكنيسة الملاك ميخائيل ضمن مسار العائلة المقدسة ووضعها ضمن خطة التطوير التى شملت تل بسطة التى استراحت بها العائلة المقدسة تحت شجرة وطلب السيد المسيح أن يشرب فدخلت السيدة العذراء مريم المدينة تطلب ماء من أهلها ولكن للأسف لم يعطيها أحد، فرجعت السيدة العذراء إلى السيد المسيح الذي قام بانباع بئر ماء شربوا منه جميعًا وباركه السيد المسيح .


وأكدت الاكتشافات الأثرية لحفائر جامعة الزقازيق وجود هذا البئر فى أكتوبر 1977 حيث تم اكتشاف بئرًا للمياه فى تل بسطة شمال صالة الأعمدة للمعبد الكبير مبنية بالطوب الأحمر عمقها 6.60م تعود إلى العصر الرومانى وأثناء أعمال الكشف تفجرت المياه بداخله من عين ماء جانبية ويرجح أنه البئر الذى أنبعه السيد المسيح ونشر ذلك علميًا الدكتور محمود عمر محمد سليم عام 2000 تحت عنوان "بئر العائلة المقدسة فى تل بسطة" كما أشار الدكتور حجاجى إبراهيم إلى وجود بئر شيشنق بموقع دير وكنيسة الملاك ميخائيل .


ويتابع الدكتور ريحان بأن التطوير يجب أن يمتد من تل بسطة إلى كفر الدير باعتبارها المنطقة التالية التى عبرتها العائلة المقدسة بعد تل بسطة وقد قامت محافظة الشرقية بتطوير تل بسطة برفع كفاءة الطرق المحيطة والمؤدية إليه وتطوير الموقع لاستقبال الزوار وعمل لوحات مرورية في مداخل المدينة لترشد الزائر إلى مكان تل بسطة كما قامت بعمل لوحات تعريفيه في المنطقة المحيطة بالمكان.
وقامت وزارة السياحة والآثار بتجديد قاعة العرض الأثرى، و إنشاء بوابات سياحية وبناء سور حديدى للحفاظ على الآثار، وإنشاء غرف للأمن والتفتيش، و إقامة برجولات سياحية ودورات مياه، ووضع لافتات إرشادية ومرورية وإعداد مسار سياحى للبئر الأثرية