لا تحتاج منة شلبي بالتأكيد للحديث عن موهبتها الفنية، وذكائها الشديد في إختيار الأعمال التي تقدمها، وبراعتها في تقديم الأدوار التي تجسدها، والتي جعلتها الممثلة المصرية والعربية الوحيدة إلى الآن التي ترشح لجائزة “إيمي” العالمية عن عمل باللغة العربية، وهو مسلسل “في كل أسبوع يوم جمعة”، لكني أتحدث الآن عن الكاريزما المتفردة التي تتمتع بها منة التي تبدو واضحة في حلقات مسلسلها “تغيير جو” الذي عرض في النصف الثاني من شهر رمضان وتألقت من خلاله في تجسيد شخصية “شريفة” التي تعمل مهندسة ديكور وتصمم المتاهات، وهي نفسها تعيش داخل متاهة بسبب الظروف الإجتماعية التي تواجهها، ومنة في هذا المسلسل تؤكد في كل مشهد أنها تملك كاريزما من نوع خاص جدا، كاريزما تجعلها قادرة علي أن تكسر الحد الفاصل بين الشاشة والجمهور، لتتسلل بسهولة إلى عقل وقلب المشاهد وتسحره ليستقبل ويصدق أدائها الفني للشخصية التي تجسدها، وكأنها شخصية حقيقية من الواقع يعرفها أو يتمنى أن يعرفها وينسى تماما أنها شخصية درامية، وهذا الأمر لا يتحقق فقط بالموهبة والأداء الفني الجيد، أنما بهذه الكاريزما المتفردة التي تمتلكها منة والتي قدمت في مسلسل “تغيير جو” مجموعة من أجمل المشاهد الإنسانية والدرامية، خاصة في المشاهد الأولى التي جمعتها مع والدتها التي جسدت دورها الفنانة شيرين، أو في مشهد رد فعلها عند سرقة حقيبة يدها في لبنان، والتي تحتوي على كل أوراقها المهمة، والتي جعلتها غير قادرة على العودة لمصر ومشاهد قصة حبها مع “فارس”، ثم اكتشافها خداعه لها، وأنه متزوج، وفي المشهد الذي يجمعها مع الأردني إياد نصار عقب ذلك، وهي تحاول أن تخفي صدمتها وجرحها بإبتسامة تخفي بها دموعها، وهو مشهد شاهدنا مثله في بعض الأعمال الفنية، لكن مع منة وكاريزمتها كان مشهد إنساني ساحر، ورغم تألق بعض الفنانات، إلا أن منة احتفظت لنفسها ببصمة فنية خاصة بها من خلال كاريزمتها المتفردة.
قلب جريء
منة شلبي كاريزما متفردة
