لحظة سكينة

حامد وسره الباتع

سكينة سلامة
سكينة سلامة

رغم مشاركتى الاجبارية فى معسكر مغلق بسبب مرور ابنى من عنق زجاجة الثانوية العامة، تخليت فيها مؤقتا عن أدوار تقع على عاتقى وبعض من مسئولياتى واكتفيت بدور الأم فى هذه الفترة ،وعلى الرغم من وضعى لبعض القواعد الصارمة لهذا المعسكر حيث منعت كل وسائل الاتصال والترفيه، ولكن لم أستطيع أن أمنع نفسى من مشاهدة بعد الأعمال الدرامية الهادفة مثل الكتيبة ١٠١ وسره الباتع. وهنا وقفت أمام مسلسل سره الباتع وشخصية حامد المعبرة عن الإنسان المصري.

حامد الذى وقف أجداده أمام الهكسوس والتتار والصليبيين وقاوموا الحملة الفرنسية والاحتلال الانجليزى والذى تحدى العالم وعبر خط بارليف وحرر أرضه ورفع راية بلاده.

حامد الذى يشبه أرض مصر فى خيرها وعطائها، والذى خرج فى ٢٠١١ وهتف عيش حرية عدالة اجتماعية ورفض أن ترتدى مصر النقاب وهتف يسقط يسقط حكم المرشد.

حامد هو زوجى الشهيد العقيد هانى محمد سليمان الذى ضحى بروحه فداء لهذا الوطن.

حامد هو كل شهيد، وهو والد وجد كل شهيد، هو المواطن المصرى الذى لم تزيده المحن إلا صبرا وايمانًا بوطنه وأرضه.

حامد الذى واجه المحتل بشجاعة، وواجه المحن بالصبر والإيمان.

أما عن السر الباتع الموجود لدى حامد وكل حامد فهو الإيمان بهذا الوطن وقدسيته، مهما اشتدت المحن ومهما واجه من الصعاب، يظل مؤمنا بوطنه، محافظًا على كرامته وأمنه وهى سر الروح المصرية السارية فى جنبات المصريين منذ فجر التاريخ.

هذا السر الباتع لم أجد له أفضل من وصف النبى صلى الله عليه وسلم حينما وصف المصريين بأنهم فى رباط إلى يوم القيامة.

وهذا الرباط هو الإيمان الراسخ فى أعماق قلوب المصريين منذ آلاف السنين، وهو الذى حافظ على وحدة هذا الوطن وأرضه وحدوده منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا وستظل هذه الروح وهذا الإيمان بقدسية هذا الوطن إلى قيام الساعة.

ومهما كانت الظروف الاقتصادية سيظل الحفاظ على سلامة ووحدة وقدسية هذا الوطن هى الشغل الشاغل لكل مصري، متسلحين بالسر الباتع وايمانهم بقيمة هذا الوطن.