فى أول أيام شهر يناير 2023.. جلست الزوجة على مكتب زوجها فى المنزل وأمسكت بقلمه وكتبت:
فى السنة الماضية أجريت لزوجى عملية إزالة الحصوة، ولازم الفراش عدة أيام، ثم بلغ الستين من عمره، فترك وظيفته المهمة التى ظل يعمل بها لمدة خمسة وثلاثين عاماً.
وفى نفس العام توفى والد زوجى جد الأولاد..
ورسب ابنى فى البكالوريوس فى كلية الطب لتعطله عن الدراسة لعدة شهور بسبب إصابته فى حادث كسرت فيه قدمه
وأجرينا عملية اللوز لابنتنا.. ومرضت أنا بفيروس الكورونا.
وفى نهاية الصفحة كتبت: يالها من سنة سيئة للغاية.
دخل عليها زوجها ليريد الجلوس على مكتبه، فلاحظ شرود زوجته، فاقترب منها ومن فوق كتفها قرأ ما كتبت.
فترك الغرفة بهدوء من دون أن يقول شيئا..
ولكن بعد دقائق عاد وقد أمسك بيده ورقة أخرى، وضعها بهدوء بجوار الورقة التى كتبتها زوجته.. فتناولت الزوجة ورقة الزوج وقرأت ما فيها:
فى السنة الماضية شفيت من آلام الحصوة بعد أن عانيت منها لسنوات طويلة، وبلغت الستين وأنا فى تمام الصحة.. وسأتفرغ للكتابة والتأليف بعد أن تم التعاقد معى على نشر أكثر من كتاب مهم.
وعاش والدى حتى بلغ الخامسة والثمانين من دون أن يسبب لأحد أى متاعب وتوفى فى هدوء من دون أن يتألم..
ونجا ابننا من الموت فى الحادث وشفى بغير أى عاهات أو مضاعفات.
وشفيت ابنتى من آلام اللوز التى عانت منها كثيراً.
ونجاة زوجتى من الفيروس اللعين.
وختم الزوج كلامه قائلاً: يالها من سنة أكرمنا الله بها وانتهت بكل خير..
