ذكرى عيد تحرير سيناء| اللواء هشام الحلبي: محاربة الإرهاب شملت مساري الأمن والتنمية المستدامة

اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي
اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي

أشار اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، المُستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، للدور الوطنى للقوات المسلحة فى مُكافحة الإرهاب بسيناء من خلال التعاون مع أهالى سيناء الشرفاء والشرطة، فأجداد وأبناء شيوخ وقبائل وعواقل سيناء كان لهم دور كبير فى حرب الاستنزاف وأكتوبر 1973، وشدد الحلبي على أن القوات المسلحة خلال مكافحتها للعمليات الإرهابية كان لديها بعد قانونى وآخر إنسانى من خلال دعم أهالى سيناء بالمواد الغذائية والرعاية الطبية، وكل ما يحتاجه الأهالى وهذا لعب دورًا مهمًا فى إحياء وتعمير سيناء.

وأوضح الحلبي، أن محاربة الإرهاب شملت مسارين، العسكرى والأمني، وظهرت نتائجه خلال عمليات حق الشهيد وغيرها، والمسار الآخر التنمية المستدامة التى تراعى حق الأجيال القادمة، ومنها الإنفاق فى سيناء وتنمية محور قناة السويس وتنمية القرى والمصانع والاستثمارات الضخمة، وجعل سيناء على خريطة التنمية المحلية، مؤكدا أن المشروعات التنموية بسيناء تسير بوتيرة عالية نظرا لضخ المليارات بها، لأن الدولة لا تبخل بأى اعتمادات مالية فى سبيل تحقيق النهضة لأبناء سيناء، وخاصة فى المجال التعليمى والصحى التى عانت منه سيناء مؤخرا وسيناء أرض البطولات والملاحم والنصر ولابد من توعية الشباب لأنها أرض مقدسة.

وشدد على أنه بعد حرب أكتوبر 1973 قُدِّر لطابا مرة أخرى أن تكون فى دائرة الاهتمام لكلٍ من الدبلوماسية المصرية والإسرائيلية، وذلك خلال ترتيبات الانسحاب النهائى من سيناء تنفيذا لاتفاقية السلام، حيث بدأت مقدمات المشكلة كالآتى: عادت مسألة الحدود الآمنة تطرحها إسرائيل بعد حرب أكتوبر 73، إلى أن عُقدت معاهدة السلام فى مارس 79، التى نصت فى مادتها الأولى على أن تنسحب إسرائيل من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، إلا أن إسرائيل بعد توقيع المعاهدة قررت توسيع الأقاليم التى تحيط بميناء إيلات، وشرعت فى إقامة فندق سياحى فى وادى طابا دون إبلاغ مصر، ومن هنا بدأ خلاف حول الحدود خاصة عند علامة الحدود رقم 91 بمنطقة طابا، وفى أكتوبر 81، وعند تدقيق أعمدة الحدود الشرقية، اكتشفت اللجنة المصرية بعض مخالفات إسرائيلية حول 13 علامة حدودية أخرى أرادت إسرائيل أن تدخلها ضمن أراضيها، وأعلنت مصر أنها لن تتنازل أو تفرط فى سنتيمتر واحد من أراضيها وأن الحفاظ على وحدة التراب الوطنى المصرى هدف أساسى وركيزة لكل تحرك.

اقرأ أيضًا | ذكرى عيد تحرير سيناء| اللواء نصر سالم: لأول مرة.. قيادة سياسية تشخص المرض والعلاج لربط سيناء بالمحافظات بإنشاء الأنفاق

وقال إنه دارت مباحثات على أعلى مستوى بين الجانبين استخدمت إسرائيل فيها كل أساليب المراوغات، وأعلنت مصر أن أى خلاف حول الحدود يجب أن يُحل وفقا للمادة السابعة من معاهدة السلام بأن يتم الحل عن طريق المفاوضات، وفى حالة فشلها يتم اللجوء إلى التحكيم، وأبدت مصر رغبتها فى اللجوء إلى مشارطة التحكيم، فقامت بتشكيل لجنة فنية تضم مجموعة من الأساتذة والخبراء والمتخصصين فى القانون الدولي بدراسة الجوانب القانونية للتوفيق والتحكيم، كما شكلت مصر لجنة فنية أخرى للاتفاق على النظام الذى سيسود المناطق المتنازع عليها، حيث رأت مصر أنها تفضل اللجوء إلى التحكيم فى المقام الأول، واستمرت المفاوضات لأكثر من 4 سنوات ولصعوبة الوصول إلى حل للنزاع وبتدخل أمريكا تم الاتفاق فى 11 سبتمبر 1986 إلى اللجوء لهيئة تحكيم دولية بسويسرا، ونتيجة للجهود الدبلوماسية والسياسية المكثفة واستنادا للوثائق القانونية والتايخية الدامغة التى قدمتها مصر للمحكمة مع الزيارات الميدانية لهيئة المحكمة لنقاط النزاع الحدودية على الطبيعة، منوها إلى أنه أسدل الستار بقضية طابا برفع الرئيس الراحل حسني مبارك العلم فوق طابا 1989 بعد معركة سياسية ودبلوماسية استمرت لأكثر من 7 سنوات، وأرادت مصر تكريس هذا الدرس بأن يتفهم العالم مغزى الإشارة، وأن يدركوا أن استقرار المنطقة وأمنها يضمن الاقتناع بحتمية إعادة الحقوق والأراضى العربية لأصحابها.