شاهد عيان: «تدخلنا للصلح بينهما كثيرًا إلا هذه المرة»

ليلة إشهار «السكاكين» بين زوجين بالإسماعيلية.. الجيران يعثرون عليهما غارقين في دمائهم

صورة موضوعية
صورة موضوعية

منذ صباح اليوم، والجيران في حي الكويت بالأربعين في محافظة السويس، يحاولون تهدئة زوجين أصابهما حالة من حالات النفور، حتى أن صوت شجارهما وصل إلى الشارع، وبات الأمر إن لم يتدخل العقلاء من أهالي المنطقة، ينذر عن كارثة سوف تحدث. بالفعل استطاع الأهالي تهدئة الزوجين، وتركوهما في حالة هدوء، لكن لم يعرفوا أن هذا الهدوء هو الذي يسبق العاصفة، فسرعان ما عاد الزوجان إلى شجارهما. وانتهى الأمر بأن اعتديا على بعضهما البعض بأسلحة بيضاء، وإصابتهما بإصابات خطيرة. تفاصيل هذه الواقعة في السطور التالية.

في حدود الساعة الثانية ظهرًا، من يوم الجمعة الماضي، سمع قاطنو شارع محمد رضوان، في مساكن حي الكويت، أمام مساكن شل القديمة، أصوات شجار قادم من شقة الأستاذ "على"، وأصوات صياح لزوجته "مي".

في البداية رفض الجيران التدخل، لأنها مشكلة أسرية خاصة بزوج وزوجة، والداخل بينهما خارج، لكن بعد دقائق زادت حدة الشجار، وتعالت الأصوات، وصاحبت الأصوات ألفاظ بذيئة، غاية في التدني وسوء الأخلاق، "على" يكيل لزوجته شتائم بالجملة، بالأب والأم، و"مي" تُسمع زوجها بذاءات لا حد لها ولا وصف، عليه..؛ 

صعد أهالي شارع محمد الرضوان إلي الشقة محل الصراخ، وأطرقوا بابها، وعندما فتح لهم "على" دخلوا على الفور الشقة، وبدأوا في الإصلاح بينهما.

استمر الأمر وعقلاء شارع محمد رضوان يوفقون بين الرجل وزوجته قرابة ساعة، وانتهى الأمر إلى أن بدت علامات الصلح بينهما، وأن آثار الشجار قد ولت إلى غير رجعة.

اقرأ أيضًا | إصابة شخصين في مشاجرة بين بائعي خضروات بمنشأة ناصر

◄ الخناقة تشتعل
كانت الأسباب، التي بُني عليها الشجار، تتعلق بخلافات مالية، بين الرجل وزوجته، وكلها أسباب، يدرك العقلاء أنها موجودة في كل بيت، وليس من الداعي أو الضروري أن يصل الأمر بينهما إلى ما وصل الأثنان إليه.

كل هذه النصائح، ألقاها الأهالي على مسامع الرجل وزوجته، خصوصا بعد أن استفاض "على" بالحديث أمامهم عن أن السبب وراء هذا الخلاف طلبت منه زوجته مبلغا من المال، في حين انه لم يمتلكه في الوقت الراهن، طلب منها معرفة السبب الذي طلبت من أجله هذا المبلغ، فرفضت مصارحته، فنشبت المشاجرة.

بعد أن نزل الأهالي من الشقة، استكان الوضع قليلًا، وتم تهدئة الإرجاء، حتى ظن الجميع أن الخلاف بين الاستاذ "على" وزوجته "مي" ولى إلى غير رجعة.

ساعة جرت في ذيلها ساعة أخرى، وفجأة تعالت الأصوات مرة أخرى، لكنها هذه المرة لم تكن مصاحبة بالألفاظ البذيئة كالمرة الأولى، بل كانت مصاحبة بالآنين، والصراخ، الصادر عن وجع شديد لا يقدر عليه الإنسان.

مرة أخرى صعد الأهالي، وطرقوا الباب، لكن أحد لم يفتح لهم، مما دعاهم إلى دخول الشقة عنوة، وصدموا من هول ما شاهدوه.

الزوجة، ملقاة على الأريكة وآثار الدماء بادية في كل جسدها من أثر النزيف، وجهها ويديها وقدميها ورأسها، والزوج ملقى على الأرض بجانبها غارقًا هو الآخر في دمائه، ويمسك بيده سكينًا انغرس في أسفل بطنه، إلى جانب آثار لدماء وسحجات على يديه وقدميه.

عليه، تم إبلاغ الإسعاف، والتي حضرت على الفور، إلى موقع الحادث، وتم نقل المصابين إلى مستشفى السويس العام، وسط تساؤلات لا أحد يعرف الإجابة عليها.
"قطعوا بعض"!

بعد الفحص، تبين أن "على" وزوجته "مي"، بعد أن هدأ الشجار بينهما في المرة الأولى، عاد الأثنان مرة أخرى إلى الشجار، لكن هذه المرة كانت بطريقة مغايرة، حيث استل كل واحد منهما سكينًا واعتدى على الآخر.

"على" أصاب زوجته في قدميها ويديها ورأسها ووجها، و"مي" أصابت زوجها بإصابات متعددة في فخده الأيمن والأيسر وركبتاه، بالإضافة إلى طعنة نافذة أسفل البطن من الناحية اليمنى.
وتبين من التقرير الطبي أن حالة الزوجة أفضل من حالة الزوج، وأن خطورة حالة "علي" تتطلب تواجده في العناية المركزة للاطمئنان على صحته.

◄ شهود عيان
حكى أحد شهود العيان رفض ذكر اسمه، لـ"أخبار الحوادث"؛ أن زواج الأستاذ "علي" من مدام "مي"، لم يكن منذ فترة بعيدة، وأنه لم يمر على زواجها ٣ سنوات، وخلالها كان الزوجان دائما الشجار مع بعضهما البعض، وفي كل مرة كان ينتهي الأمر بينهما للصلح، لكن أن يصل بينهما الأمر إلى أن يعتديا على بعضهما البعض بالسكاكين، هذا لم يكن في مخيلة أي أحد من أهالي المنطقة.

أمر آخر رجحه أحد شهود العيان لـ"أخبار الحوادث" قائلا: "فرق السن بينهما كبير، عم علي عنده ٥٧ سنة، ومراته عندها ٣٣ سنة، الفرق بينهم ٢٤ سنة، وده اللي كان بيخليهم دايما مختلفين، هو له تفكيره وهي لها تفكيرها، عشان كدا كان عادي خلافتهم المستمرة، لكن إنهم يرفعوا على بعض السكاكين، وكانوا هيموتوا بعض، ده اللي محدش كان يقدر يصدقه".

◄ بلاغ رسمي
تلقت غرفة عمليات إسعاف السويس، بلاغًا بوجود مشاجرة داخل شقة سكنية، في مساكن حي الكويت، أمام مساكن شل القديمة، وتحديدًا في شارع محمد رضوان، بين زوجين، بسبب خلافات مالية.

وأنه تم نقل الزوج "على ن م"، البالغ من العمر 57 عامًا إلى مستشفى السويس العام، مصابًا بجرح طعني شبه نافذ، أسفل البطن، من الناحية اليمنى، بالاضافة إلي إصابته في الركبة اليسرى، والفخذ الأيمن، والأيسر، وأن الحالة العامة تحت الملاحظة الطبية.

وأيضًا تم نقل زوجته، "مي ا م"، البالغة من العمر ٣٣ عامًا، إلى ذات المستشفى، لكن حالتها شبه مستقرة، ومصابة بعدة كدمات وجروح في أنحاء متفرقة من جسدها.

بعدها، وردت إشارة إلى الأجهزة الأمنية في محافظة السويس، من مستشفى السويس العام، يفيد بوصول زوج مصاب بجروح قطعية بقدميه، وطعنة نافذة أسفل البطن، وزوجته التي كانت مصابة بجروح قطعية، إثر مشاجرة نشبت بينهما.

وتبين من تحريات الأجهزة الأمنية في محافظة السويس؛ أن هناك مشاجرة بالأسلحة البيضاء نشبت بين الزوجين، تعديا على بعضهما بالضرب خلالها، واستخدما أسلحة بيضاء، مما تسبب ذلك في تعرضهما إلى إصابات متفرقة في أنحاء الجسد.

وجرى تحرير محضر بالواقعة وإبلاغ جهات التحقيق، حتى تتولى التحقيقات، للكشف عن ملابسات الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.