كلام فى الرياضة

صلاح الرمز

عماد المصرى
عماد المصرى

 أدعى أننى من بين أكثر من كتب ودعم وفرح وشجع تجربة الاسطورة المصرية محمد صلاح.. لدرجة أن كثيرا من زملائى الذين أثق فى آرائهم فى النقد الرياضى، اتهمونى أننى أكتب عن صلاح «عمال على بطال»..

بعضهم قريب منى فى السن وتابع إنجازات فريق ليفربول منذ أيام الأسكتلندى كينِى دالجليش والويلزى آيان راش، ومن بعدهم روبى فاولر وأستيفان جيرارد من الاساطير الذين وضعوا فريق الريدز بين الاعظم فى أوروبا والعالم.. ولم يكن يحلم إنسان مصرى أو عربى أن يأتى اليوم الذى نجد فيه لاعب كرة قدم عربيا أو مصريا يناطح كل هؤلاء الأساطير، ويصبح هو الملك المتوج لهذا النادى العظيم، وما بالنا والحلم الإعجازى قد تحقق اليوم وفى خلال السنوات العشرة الأخيرة، لنرى شابا مصريا لم يلعب للاهلى ولا للزمالك ولا الإسماعيلى ولا الاتحاد، وهى الفرق الجماهيرية الكبرى فى بلدنا الحبيبة مصر، لكنه هبط على الكرة العالمية من الجبل الأخضر بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد ان عانى سنوات طوالا ليثبت اقدامه على ملعب عثمان أحمد عثمان بنادى المقاولون العرب، وكان يأتى برحلة سفر يومية لمدة أربع ساعات من قرية نجريج مركز بسيون التابع لمحافظة الغربية، رحلة كفاح كتب الله لها النجاح، بالانتقال الى الأنديه الاوربية بداية ببازل السويسرى ومنه إلى فريق تشيلسى الإنجليزى ثم الى نادى فيرونتينا الإيطالى ومنه ينتقل لنادى العاصمة الايطالية روما مع المدرب الإيطالى العبقرى سبالتى الذى استنهض فى صلاح كل طاقاته  لينتقل منه إلى ليفربول الإنجليزى ليقوده لمنصة البطولات الغائبة واهمها البريميرليج وبطولة دورى الأبطال الاوروبى، بخلاف المجد الشخصى كهداف للبريميرليج أكثر من مرة.. صلاح ليس 134 هدفا سجلها لليفربول فى الدورى الإنجليزى تصدر بها قائمة هدافى الفريق تاريخيا ولا أهدافا لا تعد صنعها لزملائه، ولا هو محمد صلاح أسطورة الكرة المصرية، إنه رمز للرياضى والإنسان المصرى، الذى حفر طريقه فى الصخر وصنع نفسه بنفسه..

وكان الفضل لله أولا وآخرا، ثم للجهد والمثابرة وقوة التحمل والتواضع، صلاح هو مثل المعلم عثمان أحمد عثمان رمز المقاولون العرب رحمه الله، الرجل العصامى الذى بنى إمبراطورية ضخمة، هكذا صلاح هو العصامى الذى وصل لقمة العالم والذى أتمنى من كل شاب مصرى أن يدرس هذه التجربة الفريدة ولا ينظر لها على أنها تجربة كفاح لاعب كرة قدم، بل هى معركة بطل مصرى مع الحياة ليصبح صلاح الرمز.