في ذكرى ميلاد "سارد التاريخ " عبد الحميد جودة السحار.. ورحلته مع الأدب

الكاتب الكبير عبد الحميد جودة السحار
الكاتب الكبير عبد الحميد جودة السحار

تمر اليوم 25 أبريل ذكرى ميلاد الكاتب الكبير عبد الحميد جودة السحار، صاحب الأعمال الأدبية والإسلامية والدرامية التى مازالت ساكنة في وجدان القارئ والمشاهد.

وفي مقدمتها: «أبو ذر الغفارى - بلال مؤذن الرسول - أبناء أبو بكر ـ الإسراء والمعراج - الدستور من القرآن - الله أكبر - حياة الحسين - حياة محمد - سعد بن أبى وقاص - قصص من الكتب المقدسة - محمد رسول الله والذين معه 20 جزءا وعرضها التليفزيون وحققت شهرة واسعة - أبطال الجزيرة الخضراء - أحمس بطل الاستقلال - أرملة من فلسطين - الحصاد - الحفيد - الشارع الجديد - العرب فى أوروبا - من القصص الدينى - القصة من خلال تجاربى الذاتية - المستنقع - النصف الآخر - أم العروسة - آدم إلى الأبد - النقاب الأزرق - ثلاثة رجال فى حياتها - جسر الشيطان - صدى السنين - فات الميعاد - فى الوظيفة - فى قافلة الزمان - قلعة الأبطال - كشك الموسيقى - ليلة عاصفة - هذه حياتى - همزات الشياطين - وكان مساء - المسيح عيسى بن مريم - أنا الشعب»، وعمل في السينما منتجا ومؤلفا وكاتباً للسيناريو.

وكان أول فيلم يكتبه وينتجه هو «درب المهابيل»، وكتب للسينما: «شياطين الجو النصف الآخر ألمظ وعبده الحامولي، مراتي مدير عام، أم العروسة، الحفيد»، وشارك المخرج صلاح أبو سيف فى كتابة سيناريو وحوار فيلم «نور الإسلام»، وساهم مع توفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوي وعلي ماهر فى كتابة فيلم «الرسالة» الذى أخرجه مصطفى العقاد، وقد تولى رئاسة تحرير مجلة السينما عام 1973.

اقرأ ايضا :- سر دخول الشيخ شلتوت في صراع مع السينما

ولحى الجمالية الذي ولد به الأديب الكبير عبد الحميد جودة السحار في 24 فبراير 1913 تأثيرًا كبيرًا في شخصيته الإبداعية رغم دراسته بكلية التجارة بجامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة» عام 1937، ومن الأعمال الوظيفية التى انخرط فيها تعيينه مترجمًا بسلاح الطيران، ثم عمل بوزارة التجارة، ثم بالهيئة العامة للتعدين، وشغل أيضًا منصب رئيس مؤسسة السينما التى تولت إنتاج العديد من الأعمال الأدبية الشهيرة في عهده، ويقول عبد الحميد جودة السحار إن رحلته بدأت مع الأدب في حقبة الثلاثينيات بكتابة القصة القصيرة في مجلة «الرسالة».

ومجلة «الثقافة»، وكتب بعدها قصته التاريخية الأولى «أحمس بطل الاستقلال»، وروايته التاريخية الثانية «أميرة قرطبة»، وأنشأ لجنة النشر للجامعيين مع أصدقاء جيله نجيب محفوظ ومحمد عبد الحليم عبد الله وعلى أحمد باكثير، والتى كانت تقوم بنشر عمل أدبي شهري لكل واحد منهم، ويروي عبد الحميد جودة السحار في كتاب «هذه حياتى» أن أمه أطلقت عليه اسم عبد الحميد تيمناً باسم خاله الرابع، ونقتبس الفقرة التى يتحدث فيها عن طفولته عندما يقول: «ذات يوم رأيت باب البيت مفتوحًا على مصراعيه، فغافلت كل من فى الدار وانسللت أحبو إلى الحارة، وجاء حصان يعدو، وانقض على كالقدر، وإذ بيدين تنتشلنى من بين حوافر الحصان قبل أن أصاب بسوء، وإلا لمت مثلما مات قنصوة الغورى تحت سنابك الخيل فى معركة مرج دابق، وأهلي كلهم تجار.

كانوا يغلقون محالهم إذ أذن المؤذن بالمغرب، ثم يعودون إلى بيوتهم لا يغادرونها إلا فى صباح اليوم التالى لينطلقوا إلى عملهم، فما كانوا يزورون أو يزارون وما كانت لهم صداقات، كانت حارتنا أشبه بثعبان يصل ما بين شارعى الصوابى وشارع الحسينية الذى كان فى ذلك الوقت هو الشارع الرئيسى فى القاهرة، واحتفال المحمل يسناب فيه، وكان شارع الحسينية هو الطريق الذى يتبختر فيه جنود الحلفاء على ظهور جيادهم أثناء الحرب العالمية الأولى، كنت صغير السن أثناء هذه الحرب لأننى من مواليد 1913 لكننى كنت أغنى مع الأطفال: «الله حى..عباس جى».

وسمعت من أبى أن الخديو عباس حلمى سافر إلى تركيا وفى أثناء وجوده هناك قامت الحرب بين ألمانيا وتركيا من جهة، وبين الإنجليز وحلفائهم من جهة أخرى، وأن الإنجليز عزلوا «عباس حلمى الثانى» وعينوا «السلطان حسين كامل»
 
وأتذكر وأنا في السادسة من عمرى ثورة 1919 التى قامت فى طول البلاد وعرضها وقام الشعب بحفر الخنادق فى الطرقات ليمنع عربات الإنجليز من الانطلاق فى شوارع القاهرة لقمع المظاهرات التى انتشرت فى كل مكان، وذات يوم خرج الأزهر فى مظاهرة ضخمة يهتف «الاستقلال التام أو الموت الزؤام» وخرجنا من فصولنا فى حماسة نهتف «الاستقلال التام أو الموت الزؤام» وإن كنت لا أدرى ما هو الموت الزؤام.