الولايات المتحدة تساند الهند فى النزاع الحدودى مع الصين

جندى هندى يقف فى حراسة عند نقطة تفتيش على طول الحدود الصينية الهندية المتنازع عليها
جندى هندى يقف فى حراسة عند نقطة تفتيش على طول الحدود الصينية الهندية المتنازع عليها

مع تصاعد التوترات بين الصين والهند فى الامتدادات الوعرة لجبال الهيمالايا،على الحدود بين البلدين يحذر بعض الخبراء من أن الاشتباكات المستقبلية يمكن أن تتصاعد إلى حرب شاملة بين العمالقة المسلحين نوويًا، وتلعب الولايات المتحدة الان دورا فى النزاع الحدودى المستمر منذ عقود حيث تقدم المعلومات الاستخباراتية للهند لتضمن تفوقها على الصين فى هذا النزاع كجزء من استراتيجيتها فى المحيطين الهندى والهادئ للتحقق من النشاط الصينى فى المنطقة.


وذكر تقرير جديد أن معلومات استخباراتية حيوية قدمتها الولايات المتحدة إلى الهند مكنت الأخيرة من صد توغل عسكرى صينى محتمل فى جبال الهيمالايا العام الماضي. وطبقاً للتقرير فقد نقلت واشنطن تفاصيل معلومات استخباراتية إلى نيودلهى فى شراكة أمنية هى الأولى بين البلدين، وساعدت هذه المعلومات فى منع تصعيد الأزمة المستمرة بين العملاقين الآسيويين فى ديسمبر من العام الماضى إلى صراع أكثر خطورة.


أخبرت الولايات المتحدة المسؤولين الهنود بأحدث المواقع الصينية والتعزيزات من قبل جيش التحرير الشعبى الصيني، بحسب موقع «يو أس نيوز» يوم الإثنين نقلاً عن مسؤولين على علم بتفاصيل الصراع الحدودي.
جزء كبير من الحدود بين الهند والصين متنازع عليه بين البلدين، مع مطالبة بكين بولاية أروناتشال براديش فى شمال شرقى الهند بأكملها معتبرة أنها جزء من أراضيها.


ويزعم تقرير إخبارى أمريكى أن تبادل المعلومات بين الولايات المتحدة والهند قد فاجأ جيش التحرير الشعبى الصينى وأثار غضب بكين، الأمر الذى أجبرها على إعادة التفكير فى النهج الذى تتبعه من أجل احتلال الأراضى على طول الحدود.


وأشاد محللون يراقبون التقارب بين دلهى وواشنطن بالتغيير غير المسبوق فى الطريقة التى تتبادل بها الولايات المتحدة المعلومات مع حليفها الآسيوي. وهو يمثل اختباراً ناجحاً لكيفية تعاون الجيشين الآن وتبادل المعلومات الاستخباراتية بينهما.


وقالت دراسة أجراها مركز الأبحاث تشاتام هاوس فى لندن، إن الصين لديها ما ترد به بشأن التقارب بين الولايات المتحدة والهند؛ حيث يُزعم واشنطن ان الصين قام ببناء منشآت عسكرية فى جزر كوكوس، فى الجزء الشمالى الشرقى من خليج البنغال، التابعة لميانمار.


رغم ذلك؛ فإن سواران سينج، الأستاذ فى جامعة كولومبيا البريطانية فى كندا، قال إن ميانمار لا تملك الموارد ولا الحافز لبناء مثل هذه المنشآت على الجزر، وقد تمكنت الصين من الوصول إليها على مدار الثلاثين عامًا الماضية، وهذا جزء من خطة الصين لتوسيع وجودها فى المحيط الهندى.


ولا يمكن استبعاد أن تكون القوى الثالثة تلعب على هذه المشاعر وتؤجج التهديد الصيني. أما بالنسبة للأمريكيين الذين يزودون الهند بمعلومات استخباراتية، فهذا مرجح للغاية. وكما تظهر الأحداث فى أوكرانيا، فإنه يمكن أن يكون لهذه المساعدة تأثير على مسار الأعمال العدائية.


الهدف من «التسريب» هو إثبات أن التحالف العسكرى الاستراتيجى الهندى الأمريكى يزود نيودلهى بفوائد ملموسة فى النزاع الحدودى ونزاع الهند الاستراتيجى مع الصين على نطاق أوسع.. بدعم من المؤسسة السياسية بأكملها، استغلت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا اليمينية بقيادة ناريندرا مودى اشتعال التوترات الحدودية مع الصين عام 2020 لتوسيع العلاقات العسكرية الاستراتيجية الهندية الثنائية والثلاثية والرباعية بشكل كبير مع الولايات المتحدة واليابان. واستراليا. ويشمل ذلك توقيع اتفاقيات إمداد لوجستية متبادلة مع طوكيو وكانبيرا وتوسيع تدريبات مالابار البحرية الهندية السنوية لتشمل القوات البحرية لجميع شركاء الرباعية الأربعة. كما كثفت تعاونها مع الولايات المتحدة لمواجهة النفوذ الصينى عبر جنوب آسيا ، من جزر المالديف الصغيرة إلى نيبال وبنجلاديش.


مع وجود اقتصاد يبلغ خُمس حجم الصين ، تأمل الطبقة السائدة الهندية بشدة فى الاستفادة من خطط الولايات المتحدة واليابان والقوى الإمبريالية الغربية الأخرى لإضعاف الصين من خلال الضغط على الشركات متعددة الجنسيات القائمة محليًا لنقل مرافق الإنتاج وتطويرها.