سر دخول الشيخ شلتوت في صراع مع السينما

الشيخ شلتوت
الشيخ شلتوت

عمر القاضي

الشيخ محمود شلتوت واحد من اهم علماء الأزهر الشريف نظرا لسعيه في التقريب بين المذاهب الإسلامية وحرصه على تطوير وتجديد الأزهر ووصوله إلى المكانة الراقية دائما حتى يظل منارة المسلمين عبر البلاد

ولد شلتوت عام 1893 بمركز ايتاى البارود بمحافظة البحيرة وقد حفظ القران الكريم منذ الصغر والتحق بمعهد الإسكندرية وبعد حصوله على الشهادة النظامية عمل مدرسا بمعهد الإسكندرية ثم قام العالم الازهرى محمد المراغى شيخ الأزهر بنقله إلى القاهرة ليعمل مدرسا بالأزهر.

تم تعيينه عام 1946 عضوا في مجمع اللغة العربية ثم مراقبا للبعوث الإسلامية واخذ يتدرج في المناصب حتى تم ترشيحه وكيلا للأزهر وذلك عام 1950 ولكنه رفض بسبب اشتراط الملك فاروق بتخليه عن الخطابة والتدريس ،ولكنه عين مرة أخرى وكيلا للأزهر عام 1958 ومن ثم تولى مشيخة الأزهر الشريف عام 1958

وظل النهوض بالأزهر الشريف محور اهتمامه وتركيزه فصدر في عهده قانون تنظيم الأزهر وقام بإنشاء مجمع البحوث الإسلامية وقام بزيادة عدد البعثات الأزهرية للدول الأوربية

وقام بتأليف العديد من المؤلفات مثل فقه القران والسنة ،مقارنة المذاهب ،رسالة الأزهر ،القران والقتال مع العديد من المؤلفات التي ترجمت إلى لغات كثيرة

وفى عام 1959 دخل الشيخ شلتوت في صراع مع السينما بسبب اعتزام شركة إنتاج كبرى عن طرح فيلم عن قصة النبي "يوسف الصديق" واسناد دور النبى الى احد الممثلين ليقوم بتجسيده على الشاشة وكان من المقترح ان يقوم بكتابه القصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ .

وقد بعث رسالة إلى السيد ثروت عكاشة وزير الإرشاد والثقافة وقتها عن رأيه في إنتاج الأفلام التي تتصل بالأنبياء والرسل وقال له :

هل من المناسب ان تتعرض سيرة الرسل والأنبياء على شاشة السينما إلى التشويه والتخمينات وان يقوم الممثلين بأداء دور هؤلاء الأنبياء دون معرفة ودراسة تاريخهم ومواقفهم ليراها الناس على هيئة أشخاص عاديين

وقد قال الامام الأكبر انه لن يسمح مطلقا التمثيل أو التصوير بالنسبة للأنبياء جميعا ولا هناك فرق بين واحد منهم وأخر نظرا لقداستهم جميعا ، وبالفعل تم ايقاف تصوير الفيلم بناءا على اصراره لوقف هذه المهزلة بحسب ما نشرته مجلة أخر ساعة فى 22 ابريل عام 1959

وقد حصل على عدد من الجوائز والأوسمة وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة ميدان باندونيسيا وحصل على درجة الأستاذية الفخرية من دولة الكاميرون ووسام العرش من ملك المغرب وغيرها الكثير.

وظل الشيخ شلتوت رئيسا للأزهر الشريف طوال 5 سنوات حتى عام 1963 الا انه قدم استقالته إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بسبب تقليص صلاحيات شيخ الأزهر حتى توفى في نفس العام عن عمر يناهز 70 عاما .

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم