في الصميم

جلال عارف يكتب: الوطن الليبي.. وفتاوى التقسيم !

جلال عارف
جلال عارف

ما حدث فى العيد فى ليبيا الشقيقة يعكس إلى أى مدى مازال البعض يراهن على استمرار الفتنة وزرع الانقسام بين أبناء الوطن الواحد. مساء الخميس الماضى أعلنت جهات الافتاء فى بني غازي أن الجمعة هو أول أيام عيد الفطر المبارك. بعدها فوجئ الليبيون بأن «المفتى المعزول» يعلن من طرابلس أن السبت هو أول أيام العيد تؤيده حكومة الدبيبة، لتعيش ليبيا مرة هذا الانقسام فى تحديد العيد داخل الدولة الواحدة، وليحتفل معظم الشعب الليبى فى الشرق والجنوب بقدوم العيد يوم الجمعة، بينما الأشقاء فى طرابلس مدعوون للصيام وفقاً لفتوى «المفتى المعزول» وقرار حكومة الدبيبة!!

فى يوم السبت شهدت صلاة العيد فى أكبر ميادين طرابلس العاصمة أحداثاً غير مسبوقة حيث وقع تراشق وعراك خلال صلاة العيد فى ميدان الشهداء، وغادر الكثيرون ولم يكملوا الصلاة، وقطع التليفزيون الرسمى بث صلاة العيد بعد أن ارتفعت صيحات الاستياء فى حالة الانقسام بين المؤسسات والقيادات الليبية والتى طالت حتى الاحتفال بالاعياد التى تجمع ولا تفرق، وتنشر البهجة لا مشاعر الغضب!!

يحدث ذلك فى وقت تتكثف فيه الجهود الدولية والاقليمية من أجل حل الأزمة الليبية وجمع الفرقاء وإجراء الانتخابات ووضع البلاد على الطريق الصحيح الذى يؤمن خروج المرتزقة الأجانب وحل الميلشيات وتوحيد مؤسسات الدولة وضمان إستقلالها ووحدة أراضيها. ولاشك أن تعمد الانقسام فى تحديد موعد العيد ليس إلا إشارة جديدة إلى أن البعض مازال مستعداً لفعل أى شىء من أجل التمسك بالسلطة والتحكم فى الثروة على حساب الشعب الليبى الشقيق الذى عانى الكثير، والذى يدرك أن وحدته هى صمام الأمان الذى يعيد الدولة ويحفظ استقلالها، والذى ينهى حكم الميلشيات ويضع حداً نهائياً للتدخل الأجنبي.

سيتجاوز شعب ليبيا الشقيق كل العقبات. وسترى ليبيا أعياداً تحتفل بها دون انقسام مفتعل، وفى ظل دولة مستقلة وموحدة، وسنحتفل معها جميعاً. عيد سعيد على كل الأشقاء فى ليبيا بعيداً عن فتاوى الانقسام!!