بدون تردد

محمد بركات يكتب: هجوم الربيع (٢/٢)

محمد بركات
محمد بركات

ذكرنا بالأمس أن على العالم أن يرتب أموره وينظم حياته، على أن الحرب الدائرة فى أوكرانيا حاليًا ستطول لعدة أشهر ومستمرة حتى إشعار آخر، وأن آثارها وتداعياتها السلبية ستستمر فى التأثير على كل الدول والشعوب طوال هذه المدة، فى ظل الأهداف والنوايا المعلنة من طرفى النزاع والصراع الرئيسيين وهما الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا فى جانب وروسيا على الجانب الآخر.

وقلنا إنه بات واضحاً أن هناك تصعيداً معتمداً ومعلناً من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ودول حلف الاطلنطى «الناتو» فى هذا الاتجاه، وانهم يركزون فى تصريحات متكررة على التأكيد باستمرار الحرب وعدم التوقف فى القريب، ويعدون العدة كى تقوم القوات الأوكرانية وهم معا بالسلاح والعتاد والمعلومات والتخطيط بهجوم كاسح على القوات الروسية فى الربيع الحالى.

وذكرنا أن الهدف الأمريكي الأوروبي من ذلك أصبح معلناً فى ظل التصريحات المعلنة من جانبهم، باستمرار الدعم غير المحدود لأوكرانيا مالياً وعسكرياً ولوجيستياً، على أمل التمكن من الانتصار فى الحرب وهزيمة الجيش الروسى، وهو ما يمكنهم من إضعاف روسيا عسكريا واقتصادياً بما يؤدى إلى القضاء على آمالها فى المنافسة على قيادة النظام الدولى الحالى أو الجديد.

وللوقوف على حقيقة الأوضاع وما يمكن أن تسفر عنه خلال المرحلة المقبلة، يحتاج الأمر إلى قراءة متأنية للتطورات الجارية حاليا طبقا لواقع الحال على الأرض، ومواقف الاطراف والدول المنخرطة فى الحرب والمتورطة فى الصدام، فى ضوء ما تكشف مؤخراً وأصبح واضحاً ومعلناً.

وفى ذلك هناك عدة نقاط مستحقة للرصد والتسجيل، ابرزها على الاطلاق ما تسرب وأعلن على الجانبين بأن كلاً منهما سواء روسيا أو أوكرانيا كان ينتظر انتهاء الشتاء وذوبان الجليد المسيطر والمغطى لساحات القتال حتى يبدأ هجوماً كاسحاً على الطرف الآخر.

والهدف الأوكراني بدعم أمريكي أوروبي هو استعادة الأراضى والقطاعات التى استولت عليها القوات الروسية،...، والهدف الروسى هو الاستيلاء على المزيد من المناطق الأوكرانية لتأمين ما استولت عليه بالفعل وأصبح فى حوزتها.

وبذلك نستطيع القول بأهمية ما سيحدث فى الأسابيع القادمة فى ضوء ما هو متوقع من هجمات الربيع على الجانبين.