ذكر تقرير "ريج زون" النفطي أن الإمدادات العالمية تظهر بوادر نمو مع عودة صادرات النفط الخام الروسية إلى ما يزيد على ثلاثة ملايين برميل يوميا الأسبوع الماضي بينما في أسواق الوقود العالمية يتباطأ البنزين والديزل في وقت ينبغي أن يرتفع فيه أو يبلغ ذروته.
ولفت إلى تفكير شركات التكرير الآسيوية في خفض أحجام التداول مع ضعف الهوامش أخيرا ما يشير إلى أن المصافي لم تتمكن من تحميل تكاليف أعلى على المستهلكين، ناقلا عن أبحاث الطاقة في "ستاندرد تشارترد" تأكيدها أنه يبدو أن بعض الإثارة حول تخفيضات "أوبك+" قد تلاشت وسط تدفقات خفيفة كما أثرت المؤشرات الفنية في الأسعار.
وسجل النفط الخام أول خسارة أسبوعية له في شهر بعد محو معظم المكاسب الناتجة عن التخفيض المفاجئ للإنتاج من قبل تحالف "أوبك+" حيث حقق كل من خام برنت ونايمكس خسائر أسبوعية بنحو 5.4 و5.6 في المائة على الترتيب.
وأدى ارتفاع الأسعار بمقدار سبعة دولارات بعد إعلان "أوبك+" إلى ما يسمى فجوة الرسم البياني، التي دفعت بعد ذلك إلى تحرك تصحيحي نحو الأسفل لملء الاختراق الكبير في الأسعار، حيث سجلت الأسعار في مارس أدنى مستوى لها في 15 شهرا في أعقاب الاضطرابات المصرفية التي هزت الثقة بجميع الأسواق. وذكر التقرير أن الجمع بين الإعلان المفاجئ من قبل "أوبك+" بشأن تخفيضات الإنتاج إلى جانب انخفاض التدفقات العراقية أدى إلى دفع النفط مرة أخرى إلى نطاق 80 دولارا حيث لا يزال عديد من مراقبي السوق يراهنون على انتعاش الطلب في الصين ما أدى إلى نمو اقتصادها بأسرع وتيرة خلال عام وهو ما وضع البلاد على المسار الصحيح لتحقيق هدف النمو، لافتا إلى زيادة صناديق التحوط من الرهانات الصعودية على الخام في الأسبوع المنتهي في 18 أبريل، ما عزز المراكز الطويلة في خامي غرب تكساس وبرنت إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر وستة أسابيع على التوالي.
ومن جانب آخر، أوضح تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تراجعت في نهاية الأسبوع الماضي لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ أواخر مارس حيث أدت هذه الخطوة أيضا إلى انخفاض السوق في ختام تعاملات الأسبوع.
وأوضح أن النفط الخام وصل إلى مستويات سعرية لم يصلها من قبل منذ الإعلان غير المتوقع عن خفض إنتاج "أوبك+" مشيرا إلى أنه بشكل أساس يمكن اعتبار أن أحد الدوافع الأساسية لانخفاض أسعار النفط الخام هو الخوف واسع النطاق من احتمال حدوث ركود اقتصادي.
ولفت التقرير إلى أنه مع انخفاض الأسعار اعتقد بعض المحللين أن الضعف يعزى إلى تسعير السوق في تخفيضات إنتاج "أوبك+" ومع ذلك ومع اشتداد ضغط البيع بعد سلسلة من المؤشرات الهبوطية أصبح من الواضح أن المتداولين كانوا يستشعرون حالة ركود محتمل وما يترتب عليها من انخفاض الطلب، عادا أن ضعف نقاط النشاط الاقتصادي يشير إلى انخفاض الطلب على الوقود.
وأشار إلى مخاوف الركود المتسعة والمتعلقة بأداء الاقتصاد الأمريكي خاصة بعدما أظهر تقرير منفصل من فيلادلفيا الفيدرالي أن نشاط المصانع في منطقة وسط المحيط الأطلسي انخفض بشكل حاد إلى أدنى مستوى له منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام في أبريل الجاري حيث يتوقع المصنعون في المنطقة أن يظل النشاط ضعيفا خلال الأشهر الستة المقبلة.
وذكر التقرير أن البيانات الاقتصادية المقلقة في الولايات المتحدة والتوقعات برفع سعر الفائدة مرة أخرى أضافت ضغطا هبوطيا كبيرا على أسواق النفط في الأسبوع الماضي، موضحا أنه في حين أن الإشارات الواعدة للطلب على النفط في الصين وتقرير انخفاض المخزونات أعطى ذلك أسعار النفط بعض الدعم إلا أنه يبدو أن الاتجاه الهبوطي يقود السوق.
ونوه إلى أنه تم تداول خام غرب تكساس الوسيط عند 77 دولارا للبرميل في أعقاب زيادة مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 4.5 مليون برميل في اليوم و1.5 نقطة مئوية مشيرا إلى الارتفاع في استهلاك المصافي حيث جذب تباطؤ الطلب على البنزين معظم الاهتمام.
وأضاف التقرير أنه بصرف النظر عن تقلص المخزونات النفطية سيشير تحديد المواقع إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار حيث ارتفع صافي طول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط من صناديق التحوط ومديري الأموال إلى أعلى مستوى منذ أوائل نوفمبر 2022، عادا أن نهضة السياحة تعزز الطلب على وقود الطائرات في الصين، كما أن من المرجح أن تشهد عطلة عيد العمال المقبلة زيادة بنسبة 157 في المائة في الحجوزات مقارنة بشهر أبريل الجاري.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات جلسة الجمعة، لكن ذلك لم يساعد على تفادي خسائر أسبوعية كبيرة. وعند التسوية، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 56 سنتا إلى 81.66 دولار للبرميل، كما صعدت عقود الخام الأمريكي بنحو 50 سنتا مسجلة 77.87 دولار للبرميل. وسجل كل من خام برنت ونايمكس خسائر أسبوعية بنحو 5.4 و5.6 في المائة على الترتيب، وتزامن مع تلك الخسائر، انخفاض أسعار النفط الخميس لأقل مستوى منذ إعلان "أوبك+" تخفيضات إضافية في مستويات الإنتاج مطلع الشهر الجاري.
اقرأ أيضا استمرار تدفق الخام الروسي إلى الهند دون عراقيل بدعم ترتيبات شركات التكرير
