النقاب والجريمة.. المليونيرة النصابة جمعت 6 ملايين جنيه بالنقاب

المتهمين
المتهمين

ضياء‭ ‬جميل‭ - ‬محمد‭ ‬طلعت

 لكل شخص الحق في ارتداء ما يراه مناسبًا لنفسه بشرط أن لا يكون الذي يرتديه يمكن أن يؤذي الآخرين ويسبب انتهاكًا للأمن والسلامة العامة، وهذا ما ينطبق على لبس النقاب فمن يرتديه له كامل الحرية لكن البعض استغل ذلك الرداء ذريعة لارتكاب جرائم جنائية وإرهابية أصبحت محفورة في وجدان المواطنين الذين تجرعوا مرارة فقدان الأحباء وضياع مدخراتهم لذلك ظهرت دعوات في المجتمع تطالب بحظر ذلك الرداء بسبب الضرورات الأمنية.

فكثير من جرائم القتل والسرقة والتحرش والتسول التي تم ارتكابها في الفترة الأخيرة كان وراءها النقاب الذي أصبح وسيلة تخفي أكثر منه رداءً محتشمًا فكم من جريمة ارتكبت كان من ارتكبها يرتدي النقاب، وكانت آخرها السيدة التي كانت تتسول في القاهرة الجديدة وهى ترتدي النقاب وبعد القبض عليها اُكتشف أنها تمتلك ٦ ملايين جنيه حصلت عليهم عن طريق النصب على مواطنين في الشرقية، وأنها ارتدت النقاب حتى لا يتعرف عليها أحد من الضحايا لكن الصدفة في من أسقطتها، وغيرها من الجرائم التي وقعت أخيرًا.

عقارب الساعة تجاوزت العاشرة مساءً بينما كان رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة يتابع الحالة الأمنية بدائرة القسم فجأة وجد إشارة من شرطة النجدة بنشوب حريق بمركبتى أتوبيس تابعين لإحدى المدارس الخاصة بدائرة القسم وعلى الفور انتقلت قوات الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة وتمكنت من السيطرة على الحريق وإخماده، دون حدوث ثمة إصابات، وبإخطار اللواء أشرف الجندي مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث برئاسة اللواء محمد عبد الله مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة لكشف غموض الواقعة بإجراء التحريات وجمع المعلومات أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعه سائق مقيم بدائرة القسم، عقب تقنين الإجراءات تمكن ضباط مباحث القسم من ضبطه وبمواجهته أمام اللواء محمد عبد الله مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة اعترف بارتكابه الواقعه، وأضاف بأنه نظرًا لوجود خلافات سابقة بينه ومدير المدرسة ارتدى النقاب على ملابس نسائية وتوجه لمحل الواقعة وسكب مادة قابلة للاشتعال بنزين من جركن كان بحوزته وأضرم النيران بالسيارتين، تم تحرير محضر بالواقعة وأمر مأمور قسم حدائق القبة بإحالة المتهم إلى النيابة العامة.

ارتياب

كما نجح أهالي منطقة كندلية بطنطا في القبض على شخص يرتدي نقابًا بعد أن شك الأهالي في صوته وطريقة سلوكه أثناء محاولتة استقطاب أحد الأطفال للتحرش به؛ فأمسك به الأهالي وتم تسليمة للشرطة للتحقيق معه والوقوف على أسباب وظروف وملابسات الواقعة، تلقى مدير أمن الغربية إخطارًا من شرطة النجدة بورد بلاغ يفيد تحفظ عدد من المواطنين على شخص يرتدي ملابس نسائية وتخفى في النقاب بمنطقة كندلية بدائرة قسم ثان طنطا على الفور انتقلت قوة أمنية من المباحث الجنائية بدائرة القسم وتبين أن إحدى السيدات بمنطقة كندلية بدائرة القسم اشتبهت في شخص يرتدي نقابا وملابس نسائية أثناء قيامه بالتسول حيث سمعت صوت رجالي فتتبعته حتى تم رصده وهو يستقطب طفلا يبلغ من العمر 8 سنوات وتأكدت من كونه رجلا، فاستغاثت بأهالي المنطقة وتحفظوا عليه وتم القبض على المتهم وجرى اقتياده إلى ديوان قسم الشرطة وبمواجهته اعترف بارتداء النقاب، وتحرر محضر بالواقعة واخطرت النيابة العامة وكلفت إدارة البحث الجنائي بسرعة تحريات المباحث حول الواقعة وسؤال شهود العيان في الواقعة والوقوف على أسباب وظروف وملابسات الواقعة وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بمحل البلاغ وجار تكثيف التحريات لكشف ملابسات الواقعة.

تحفظت الأجهزة الأمنية بقسم أول شرطة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية التحفظ على شخص يرتدي النقاب وملابس نسائية أثناء سيره في أحد شوارع المدينة حيث تمكن أهالي المنطقة من ضبطه بعد الاشتباه فيه وتسليمه إلى الأجهزة الأمنية بعد التعدي عليه بالضرب، تلقى مدير أمن الغربية إخطارًا من مأمور قسم أول المحلة بورود بلاغ لشرطة النجدة من أهالي منطقة أبوشاهين باشتباههم في شخص مجهول أثناء تواجده بالمنطقة وتمكنوا من ضبطه على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية في قسم شرطة أول المحلة إلى مكان الواقعة وتم ضبط المتهم واقتياده إلى ديوان قسم الشرطة وتبين أنه رجل ويرتدي نقابا في العقد الثالث من عمره وكان يسير في أحد شوارع منطقة أبوشاهين ودلت التحريات أن المتهم مقيم بمدينة المحلة الكبرى وكان يرتدي النقاب متخفيا من بعض الأشخاص في المنطقة التي تم ضبطه بها بينهم خلافات سابقة معهم خوفا من التعرض له وأن الأهالي شكوا في شخصيته خاصة مشيته ونوع الحذاء الذي كان يرتديه في قدميه.

لم تكن تلك السيدة هى الوحيدة التي تقوم بمثل هذا الفعل فاستخدام النقاب في عمليات التسول أصبح سمة سائدة في أغلب الشوارع حيث أصبحت عملية التسول باستخدام ما يخفي الوجه هو وظيفة لدى البعض وعندما يتم ضبطهم يكتشف من ورائهم جرائم كثيرة، في طنطا على سبيل المثال كانت إحدى السيدات تتسول مرتدية النقاب وفجأة تلك السيدة حاولت أن تخطف طفلا يسير في الشارع باستخدام توك توك ليتم إلقاء القبض عليها لتُكتشف أن تلك السيدة هى في حقيقة الأمر رجل تخفى تحت النقاب لكي يرتكب جريمته دون أن يكشفه أحد، ونفس الأمر بالضبط تكرر في اسيوط بعد أن حاول عاطل تخفى تحت نقاب خطف طفل لكن تم ضبطه، وفي اعترافاته قال إنه ارتدى النقاب حتى لا يتعرف عليه أحد ولن يستطيع شخص أن يجبره على خلع النقاب.

فأصبح ارتداء النقاب وسيلة البعض في ارتكاب الجرائم البشعة كما حدث في كفر الشيخ التي حاول فيها شخص قتل ابنته وإشعال النيران في جثمانها قبل أن يتم إنقاذها، ذلك المجرم ليرتكب جريمته كان يرتدي النقاب خوفا من أن تتعرف عليه ابنته قبل تنفيذ جريمته التى ارتكبها بسبب خلافات بينهما، وعلى ذلك هناك أمثلة كثيرة لجرائم تم ارتكابها باستخدام النقاب لكن أكثرها خطورة هى الجرائم الإرهابية التي استخدم فيها الإرهابيون النقاب في رصد الأماكن التي استهدفوها والامثلة لذلك كثيرة كشفتها اوراق التحقيقات في الكثير من الجرائم الإرهابية التي ارتكبت في السنوات الماضية.

المصلحة العامة

يقول الدكتور حسين عبد الفتاح استاذ علم الاجتماع: إن البعض استعمل النقاب كوسيلة لحجب نفسه عن الآخرين والانعزال عن المجتمع باستخدام ذلك الرداء ولكن لانستطيع أن ننتقد ذلك لأن لكل فرد الحق في ارتداء ما يراه مناسبا له، لكن على الناحية الأخرى استغله بعض الخارجين عن القانون للتخفي لكي يرتكبوا جرائمهم فهو وسيلة اخفاء سهلة ومنتشرة ولن يستطيع أحد أن يطلب من الشخص الذي يرتدي النقاب خلعه خاصة أننا مجتمع شرقي ولذلك من يريد أن يرتكب جريمة ويتخفى فيجد في ذلك الرداء وسيلة لذلك.

ويضيف استاذ علم الاجتماع؛ أنه يتذكر جريمة قديمة قرأها في الجرائد عن سيدة متزوجة كانت تأتي لها صديقتها المنتقبة للمنزل وتجلس معها في غرفتها وتمنع زوجها من الدخول عليهما في الغرفة لكي تستطيع صديقتها أن تجلس «براحتها» وبعد فترة اكتشف الزوج أن صديقة زوجته المنتقبة هى في حقيقة الأمر رجل يتخفى تحت النقاب لكي يقابل عشيقته تحت سمع وبصر الزوج المخدوع.

ويؤكد استاذ علم الاجتماع؛ أن هناك قضايا أخرى كثيرة كان النقاب هو الوسيلة التي تم استخدامها لارتكاب الجريمة فبعض العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية كان النقاب هو الوسيلة التي استخدمها الإرهابيون لرصد وتتبع أهدافهم وهى الجرائم التي راح ضحيتها عشرات من الأبرياء الذين لم تجف دماؤهم بعد لذلك لابد من تدخل الجهات المسؤولة لمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة حتى نستطيع أن نمنع عن العناصر الإرهابية وسيلة يستخدمونها في ارتكاب جرائمهم وفي ذلك ضرورة أمنية فالضرورات تبيح المحظورات كما يقول وإذا كان منع النقاب فيه مصلحة للعامة وضرر شخصي فالمصلحة العامة أهم بكثير ولذلك يجب أن يتم إصدار قانون لمنع النقاب في الأماكن العامة.

ويشير استاذ علم الاجتماع إلى أن الضرورات تتطلب أن يتم اتخاذ إجراء أو قانون لمنع النقاب لكن المناخ العام في مصر والعادات الاجتماعية ستمنع اتخاذ مثل ذلك القرار رغم الحاجة إليه خاصة أن البعض يتحدث عن أن النقاب هو رداء اسلامي رغم تأكيد الأزهر وعلماء الدين بأن النقاب ليس رداءً اسلاميا في شيء لكن العادات الاجتماعية في المجتمع ستجعل البعض يهاجم مثل ذلك القرار لذلك أتوقع أن لا يتم اتخاذ موقف حاسم في تلك المسألة في القريب العاجل بل ذلك الأمر سيأخذ سنوات طويلة قبل أن يحاول أحد اتخاذ موقف جاد وحازم في تلك المسألة.

ويقول أحمد مصطفى المحامي بالنقض: إن القانون لا يمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة بل إنه حرية شخصية يكفلها الدستور للجميع في ارتداء ما يراه مناسبا، لكن هناك بعض الضرورات القانونية والأمنية التي تُحتم على من تلبس النقاب اظهار وجهها في المصالح والمؤسسات الحكومية لتأكيد تعريفها الشخصي خاصة إذا كانت السيدة التي ترتديه تقوم بإجراء قانوني في المصلحة الحكومية، لكن غير ذلك ليس هناك ما يمنع قانونًا رغم أن هناك دعوات من قبل بعض أعضاء مجلس النواب لطرح قانون لحظر ارتداء النقاب في مؤسسات الدولة لكن لم يتم طرحه بعد.

ويضيف المحامي بالنقض؛ أن بعض المؤسسات العامة حظرت النقابة على العاملين فيها مثل جامعة القاهرة وذلك بحكم قضائي وحدث جدل كبير وقتها لكن لم يحدث شيء وتم تطبيق القرار وهو ما يجعل البعض يطالب بأن يكون ذلك الحظر في مختلف الأماكن الحكومية خاصة إذا ما تم الأخذ بالحكم الذي أصدرته محكمة القضاء الإداري؛ بأن النقاب يعوق التواصل المباشر في مؤسسات العمل وهى الدعوة التي أخذت بها المحكمة في حكم جامعة القاهرة لكن رغم بعض المحاولات الفردية لرفع دعاوى أخرى أمام المحكمة الإدارية العليا للحظر في كل الأماكن إلا أن ذلك لم ينجح ورفضت المحكمة أكثر من قضية في ذلك الشأن لذلك إذا لم يكن هناك قانون يحظر النقاب -لا يتعارض مع الدستور-  فلن يتم منعه عن طريق المحكمة.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 20/4/2023

أقرأ أيضأ : «ورورد وهدايا وترابط مجتمعي».. الداخلية تحتفل مع المواطنين بعيد الفطر| صور