على موائد المسلمين والأقباط .. «فسـيخ ورنجــة» طبــق يجمــع المصـــرييـن فـى العيـد

الفسيخ والرنجة علي موائد المصريين
الفسيخ والرنجة علي موائد المصريين

تتوالى أعياد المصريين لتدخل الفرحة على جميع فئات الشعب المصرى فى أسبوع واحد، فتبدأ بعيد القيامة وشم النسيم وعيد الفطر المبارك، وعلى الرغم من وجود طقوس خاصة بالاحتفال بكل عيد منهما، فإن هذا العام تجمعهم نفس المائدة ونفس الأطباق المميزة من الأسماك المملحة، فبعد إفطار الأقباط فى عيد القيامة بأطباق اللحوم الشهية وكذلك تناول المسلمين لأصناف منوعة طوال شهر رمضان، يقرر كل منهما التغيير فى الموائد لتكون أطباق الرنجة والفسيخ هى المسيطرة فى أجواء العيد.

تواصلت آخرساعة مع عدد من الأسر للتحدث عن طقوس الاحتفال بالأعياد هذا العام وكيف يتم إبراز مظاهر الفرحة والاحتفال، وكذلك معرفة حجم السوق وشروط ضمان سلامة الأسماك المملحة وأسعارها، وأبرز المنتجات الجديدة التى أصبحت تغير فى سوق الفسيخ والرنجة.

تقول مارينا إن عائلتها تحتفل باليوم التالى لعيد القيامة مباشرة وهو يوم شم النسيم بالتجمع سويا فى منزل الجدة، ويتم تقسيم الأدوار على كل فرد للتحضير للاحتفال بذلك اليوم، فتقوم والدتها ووالدها بتحضير وجبات الغداء المتمثلة فى الفسيخ والملوحة وتنظيفها وتحضير الأطباق المميزة منهم بالخل والليمون، أما الخال فيكون عليه تحضير وجبات الإفطار والخال الآخر له دور فى المساعدة بشى الرنجة وتنظيفها ووضعها فى الأطباق وتغليفها لتكون جاهزة للأكل، وهناك من يقوم بتحضير المشروبات المثلجة، وأيضا الخالة تقوم بتحضير أطباق التونة والسلطات، ويبدأ اليوم أولا بتناول الإفطار ثم يتم التجهيز للألعاب لحين انتهاء أدوار الأكبر سنا فى تحضير الغداء.

ومن بين الأدوار التى تقوم بها مارينا هى التصوير وتوثيق كل الخطوات التى يقوم بها الجميع للاحتفاظ بهذه الذكريات الجميلة مع الأسرة، مع قيام الأطفال باللعب بالكرة والكبار يفضلون الشطرنج، ثم يأتى موعد الغداء ويتم التجمع فى شقة أخرى فى نفس المنزل لكنها فارغة ليتم تناول الأسماك المملحة بها، ولأن هناك البعض الذى لا يفضل تناول أطباق الأسماك فيقومون بتناول الأطعمة الأخرى فى الدور العلوى بمفردهم حتى يتم التجمع مرة أخرى للاحتفال بالعيد سويا وتناول المثلجات والمشروبات الباردة والساخنة والتقاط الصور التذكارية أثناء اللعب والمزاح بين أفراد العائلة.

فرحة العيد

أما نيرة فترى أن الاحتفال بعيد الفطر بالنسبة لهم كأسرة مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال لها طقوس خاصة، فيبدأ اليوم بعد صلاة العيد وارتداء الأطفال الملابس الجديدة والذهاب إلى جدتهم اوالدة زوجهاب، لقضاء اليوم معها والتمتع بشكل السفرة التى لا تقاوم والمليئة بأطباق الرنجة والفسيخ العائمة فى الطحينة والخل والتى تزينها بشرائح البصل الأخضر وأطباق الخيار والخس وعدد كبير من أرغفة الخبز البلدى الطازج، ولكن لم ينته العيد بذلك وإنما يتم استكماله فى اليوم التالى عند والدتها والتجمع مع أشقائها وتناول الرنجة والفسيخ للمرة الثانية، خاصة أن والدها يحرص على شراء السمك البورى قبل العيد بشهر لتقوم الأم بتخليله وصنع الفسيخ المنزلى منه لضمان نظافته ولتمتعه بمذاق أحلى من الجاهز، كما تقوم الوالدة بتجهيز أطباق الرنجة وتنظيفها من القشور والجلد وإضافة عليها بعض شرائح الليمون والبصل سواء الأخضر أو الأحمر، ليتناول الجميع هذه الأكلات المميزة والشعور بفرحة العيد وسط الأهل.

اللمة تحلى

وتشير ريم، إلى أن والدها فى يوم العيد يحرص على تجمع أعمامها وعماتها وأولادهم فى منزلهم ليتعدى عدد الأفراد الـ25 فرداً ما بين كبار وشباب وأطفال، ويبدأ الجميع فى التجهيزات من الصباح الباكر فى حديقة المنزل، سواء بتحضير أطباق الرنجة والفسيخ والملوحة، أو بعض المشويات الأخرى لمن لا يهوى الأسماك المملحة، وتبدأ هنا فرحة العيد مع علو أصوات ضحكات الصغار ومزاح الكبار والتزاور والشعور بأن باب المنزل لا يغلق فى هذا اليوم منذ بدايته لآخر اليوم، وخاصة بعد غروب الشمس وتناول الجميع وجبات الغداء ثم تبدأ الفقرات الأخرى من الألعاب وتناول المشروبات ولعل أبرز كوب الشاى بالنعناع الذى لا يحلو اليوم بدونه وكذلك حلويات العيد من كعك وبسكويت.

استعدادات السوق

ومن جانبه، أوضح حازم المنوفى، رئيس شعبة المواد الغذائية بالإسكندرية، أن محلات الرنجة والفسيخ وجميع الموالح من تونة وسردين وماكريل تشهد إقبالا كبيرا فى موسم الأعياد هذا العام، وقد تم طرح كميات كبيرة من الأسماك المملحة فى الأسواق قد تصل إلى ما يقرب من مليون طن مع تفاوت الأسعار لتكون فى متناول الجميع. حيث إن سعر كيلو الرنجة يتراوح من ٦٠ إلى ١٠٠ جنيه حسب حجم السمكة واحتوائها على بطروخ من عدمه، أما كيلو الفسيخ فيتراوح سعره بين ١٥٠ و٢٠٠ جنيه، وكيلو السردين يصل إلى ٣٥ جنيها وكيلو الملوحة يتراوح من ٩٠ إلى ١٠٠ جنيه.

ونصح رئيس شعبة المواد الغذائية بالإسكندرية المستهلك بالتأكد من تجمد الرنجة عند الشراء، لأن طريقة الحفظ الصحيحة لها تكون تحت الصفر، كما أوضح بعض العلامات التى يجب ملاحظتها عند شراء الفسيخ لضمان سلامته بحيث يكون لون جلد السمكة لامعا ومشدودا وأن لا يكون به أى نوع من المخاط، وكذلك أن يكون قوام سمكة الفسيخ متماسكا ولا يمكن فصل الرقبة عن الجسم بسهولة، والخياشيم تكون حمراء ووردية اللون، وعين السمكة تكون ذات بريق ولامعة وتكون حادة وغير غائرة والقشور غير سهلة النزع وجسم السمكة غير منتفخ.

منتجات صحية

وفى السياق، يشير إيهاب الأشقر، صاحب أحد محلات الفسيخ والرنجة، إن السوق المصرى يشهد إقبالا كبيرا خلال أيام العيد مما استدعى التغيير والتطوير فى المهنة وتقديم منتج جديد وصحى وبمواصفات سليمة بداية من التمليح والتخزين والتعبئة لتقديم منتج صحى جاهز للأكل مباشرة للمستهلك بدون خوف أو قلق وبشكل لم يعتد عليه من قبل وبدون أى رائحة منفرة، ويتم ذلك عن طريق عدة خطوات تبدأ منذ شراء المنتج، فعلى سبيل المثال يتم الحصول على نوع مخصص من السمك البورى المخصص لصنع الفسيخ يتم شراؤه من مزارع تقدم أنواع علف ممتازة تجعل مذاق السمك مميزا ومختلف عن المتوفر فى جميع الأسواق، وكذلك الرنجة فيتم توفير الرنجة الهولندى ذات المذاق الجيد واللون الفاتح من الداخل فضلا عن تمتعها بقلة الملح بها مما يجعلها لا تشكل ضررا على الصحة، كما أنها لا يوجد بها أى رائحة ازفارةب، ويتم تصنيع ذلك فى المصانع الخاصة بالمواصفات الصحية، هذا فضلا عن طريقة حفظها بالمحلات فى درجة حرارة محددة الأمر الذى يجعل المنتج طازجاً دائما.

فيليه الرنجة والفسيخ 

ولمزيد من الراحة للمستهلك يتم إعداد وجبات الرنجة والفسيخ فى شكل أسماك مخلية افيليهب وتحفظ فى أوعية غذائية صحية وتقدم للمستهلك فى حقائب هدايا قيمة لتصلح لتقديمها كهدية للغير بشكل مشرف وبمذاق صحى. كما تم إدخال منتجات جديدة فى سوق الفسيخ والرنجة، ولعل أبرزها الرنجة اليونانى حيث يتم إعدادها على الطريقة اليونانية من خلال تنظيفها أولا وتقطيعها لشرائح ثم يتم تدخينها فى أفران خاصة بطريقة علمية، وكذلك تم صنع الماكريل المدخن والسلمون المدخن بنفس الطريقة السابقة، ويوضح الأشقر أن الأسعار ارتفعت نسبياً خلال موسم العيد.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 19/4/2023

أقرأ أيضأ : محافظ بني سويف يلتقي عددًا من الأطفال الأيتام يوجه بحسن رعايتهم