شهادات الأبطال فى ملحمة العبور والسلام وبدأت معركة التنمية في أرض الفيروز

«عيد تحرير سيناء».. عميد نبيل أبوالنجا: تنمية سيناء.. أمن قومي

صورة موضوعية
صورة موضوعية

النظرة الاستراتيجية التى ظهرت عقب ملحمة نصر أكتوبر 1973، وأجبرت العدو نحو السلام، ومن بعده جاء تحرير كامل التراب فى أرض الفيروز، جعلت من سيناء أرضًا للنماء والخير لمصر، حتى باتت تجمع كل مكونات التنمية الشاملة. ويُعد يوم 25 أبريل من كل عام ذكرى نصر وبطولة لا تُنسى فى تاريخ مصر.

قال عميد نبيل أبوالنجا من رجال قوات الصاعقة المصرية، وهو الذى قاد عملية «خلف خطوط العدو»: المهمة المستحيلة كانت فى الوصول إلى رجال الصاعقة خلف خطوط العدو لإمدادهم بالمؤن، حيث قمنا بعدة محاولات كى نستطيع أن نقوم بالمهمة كان معى 3 رجال من حرس الحدود ومندوب بدوى من قبائل الترابين والحويطات من أهل سيناء، وكان معنا من 40 إلى 50 جملاً واخترقنا قوات العدو سيرًا مسافة 80 كم فى عمقه، حتى مضيق سدر جنوب منطقة صدر الحيطان، وتم الإمداد بالسلاح والمؤن والذخيرة لإعطاء الفرصة لقواتنا لإنشاء الكبارى الثقيلة على القناة التى ستعبر عليها مدفعيتنا والدبابات والصواريخ والأسلحة الثقيلة الأخرى ونفذنا العملية بنجاح وعودنا مرة ثانية سالمين. 

وتابع: لأهل سيناء دور كبير فى حرب أكتوبر فكانوا معنا عيوننا داخل سيناء،  فهم مصريون يعشقون تراب مصر ووطنيتهم لا توصف. 

وأضاف: عودة الأرض كانت نقطة فارقة تمامًا، وهى الأساس لعملية السلام، حتى تمكنا من كسر نظرية الحدود الآمنة خارج الحدود من موانع طبيعية وصناعية، وتم فرض السلام من جانب مصر من منطلق القوة، فرضتها قوات مسلحة قوية وقادرة، وتحرك على إثره عمل دبلوماسى وسياسى ناجح.

اقرأ أيضًا | «مصر بعد 50 عاما من حرب أكتوبر 1973» ندوة بكلية الهندسة جامعة دمنهور

وأوضح أن القوة الصلبة المتمثلة فى القوات المسلحة تدعم القوة الناعمة والعمل الدبلوماسى والسياسي، وهو يمثل النموذج المحترف المعروف باسم «القوة الذكية»، وصولًا إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدول، مشيرًا إلى أن الرئيس السادات هو أول من استخدم القوة الذكية، حتى تحقق النصر وتحررت آخر ذرة رمال من أرض سيناء الغالية.. وهناك خطط حكومية لتوطين ملايين المصريين فى شبه جزيرة سيناء خلال المرحلة المقبلة، عبر توفير خدمات متكاملة لهم، وتوفير كل وسائل «الحياة المُريحة» لإقامتهم فيها.وتستهدف خطة التوطين فى سيناء جذب نحو 3 ملايين مواطن على المدى القريب للعيش فى سيناء، لتصل إلى قرابة 8 ملايين مواطن على المدى البعيد.وترتكز خطة التوطين على فكرة التجمعات التنموية التى تعتبر خطوة على طريق تنمية المناطق البدوية داخل سيناء.

ووصف اللواء نبيل أبو النجا مشروعات التوطين وتحفيز المواطنين على الانتقال لسيناء بأنه ملف أمن قومي للدولة المصرية، حيث إن مشروعات تنمية سيناء ستسهم فى زيادة الدخل القومي للدولة، وتوفير فرص عمل جديدة، وزيادة الرقعة المأهولة بالسكان، فضلاً عن إفشال المخططات التى تستهدف هذه المنطقة الجيوستراتيجية.

واضاف أن جذب المواطنين للعيش فى «أرض الفيروز» يحتاج إلى حوافز عديدة، من بينها توفير الخدمات الأساسية لهم، وألا يتم التعامل بالفكر القديم الذى كان يقوم على إعطائهم أراض فى الصحراء وتركهم يواجهون مصيراً صعباً ويعجزون عن تعميرها، والجهود التنموية المبذولة فى سيناء حاليا غير مسبوقة، لكن يتبقى أن يتم زرع البشر فى أرض سيناء والاهتمام بهم جيدا.