عيد الفطر فى أسوان مناسبة لتجمع الأهل وموسم للزواج

عيد الفطر فى أسوان مناسبة لتجمع الأهل وموسم للزواج
عيد الفطر فى أسوان مناسبة لتجمع الأهل وموسم للزواج

يحرص أهالى محافظة أسوان على قضاء الأعياد ببلدتهم أسوان، وسط الأهل والأقارب والخلان ويتوافد أهل محافظة أسوان المقيمين خارج المحافظة سواء بمدن مصر المختلفة أو بالخارج  لقضاء عيد الفطربقراهم ومدنهم، حيث يعد موسم لزواج الشباب.

اقرأ أيضا| مواصلة تنفيذ خطة ترشيد إستهلاك الكهرباء بالمنشآت الحكومية بأسوان 
و تحرص قبائل أسوان المختلفة علی إحياء تراث الأعياد الذي توارثته جيلا بعد جيل، خاصة في عيد الفطر، حيث يتميز العيد بعادات لم تنقطع . تبدأ من ثبوت رؤية إعلان هلال شوال حتي نهاية اليوم الثالث، ورغم تعدد القبائل بمحافظة أسوان فأن عادات العيد تبدو متشابهة بينهم إلى حد كبير.


العيد فى النوبة


يحرص أهل النوبة على أحياء التراث وعادات ما قبل التهجير، حيث تقابلك أول عبارة صباح يوم العيد "كوريج أنجا ناليه" ومعناها عيدكم سعيد بالنوبية، ومن أهم عادات النوبة في عيد الفطر الحرص على تقديم أطباق التمر باللبن والمعروف بلغة النوبة بـ"الكوريه".
ويقول محمد صبري سرور رئيس الإتحاد النوعي للجمعيات النوبية بأسوان بأن النوبة دائما ما تجسد المعني الحقيقي للتواصل والمحبة مع اختلاف قبائلها . سواء الكنوز أوالفاديجكا أوالعرب. فهم ذو أصول واحدة . ويتحدث سرور عن مظاهر الاحتفال بالعيد في النوبة قائلا: أنها تبدأ  بحرص السيدات علي زيارة أشقائهن اللاتي فقدن عزيزا لديهن بعد أذان الفجر، بينما يتوجه الرجال في نفس الوقت إلی المقابر لزيارة قبور الموتي، وهناك  يتم وضع حبوب الذرة والقمح وسعف النخيل ورش المياه علی القبور قبل العودة لأداء صلاة العيد وتبادل الفاكهة والتمر المغلي في اللبن.

وعن أشهر المأكولات والمشروبات النوبية في العيد تقول أسماء محمد، من قرية غرب أسوان: يبدأ يومنا بتناول الكعك والقراقيش والشعرية باللبن، التي تعد الطبق الرئيسي بالبيت النوبي في عيد الفطر، كما نتناول "الجاري" وهو نوع من مربی البلح  المخلوطة بالترمس والحلبة والسمسم و "القشرنقيق "، وتعد من الأكلات الشهيرة التي تمنح الجسد قوة  بعد صيام شهر رمضان، هذا بالإضافة إلي تناول المديدة وعصير البلح المعروف "بالشوربون".
فيما تعد منطقة المنشية بأسوان من أشهر المناطق التي تتفرد بأحتفالات متميزة بعيد الفطر، حيث يتجمع شباب المنشية بعد أداء صلاة العيد مباشرة، ويبدأون الغناء النوبي الجماعي الذي يعبر عن فرحة استقبال عيد الفطر بالدفوف.

ويقول شعبان حسين، من أبناء المنشية أن أهل المنطقة  يتنقلون من منزل إلی آخر، حيث يقدم صاحب المنزل أطباق الضيافة  من الفشار والفول السوداني والبلح، بالإضافة إلی الشاي بالحليب مع الكحك والبسكويت.


طواجن السمك غداء الأسوانيين


تعد وجبات طواجن الأسماك هی الرئيسية صباح يوم العيد عند الأسوانلية وهم سكان  العاصمة، فهی عادة توارثتها الآجيال، وتبدأ كل أسرة أسوانية أو «أصوالية»، كما يطلقون عليهم في تجهيز طواجن الأسماك  المتعددة سواء بالطحينة أو بقمر الدين  والزبيب والقراصيا عقب ثبوت رؤية هلال العيد.

خبيز العيد

أما الطقوس المعتادة وكما يقول محمد إبراهيم، تبدأ في  الأيام الأخيرة من رمضان  حيث ترفع الأسر حالة الطواريء معلنة بدء «خبيز» العيد وهو عبارة عن العيش البلدي الشمسي، والمِنين والقراقيش، والمِنين بكسر "الميم" هو عبارة عن مخبوز معجون بخميرة اللبن والحلبة وقليل من الكُركُم، ويضيف إبراهيم قائلاً: «المِنين» يتبارك به الأصوالية بتوزيعه في المدافن ترحما علي أرواح الأموات، وما يفيض منه تتناوله الأسر جماعة مع الشاي بعد العودة من زيارة المقابر.
ويشير عادل سعيد، من منطقة الشنقراب، إلی أن وجبة إفطار العيد الرئيسية عند الأصوالية هي السمك «المطجن»، وعادة ما يكون سمك الساموس أو القراقير، حيث تبدع السيدات الأصواليات في إعداده.

ويؤكد: كنا ننتظر ليلة العيد بفرحة شديدة، ومعظم البيوت القديمة كانت تمتلك «الطابونة»، وهی عبارة عن فرن بلدي مصنوعة من الطوب اللبِن، ومنها يخرج  أطعم بسكويت وكحك ومِنين وطواجن سمك تكون جاهزة للإفطار.


أعياد البشارية والعبابدة


لا تختلف مظاهر الأحتفال بعيد الفطر عند قبائل العبابدة والبشارية مهما اختلفت وطالت المسافات، حيث يتم تجهيز وجبات الإفطار  من خلال أدوات مصنعة من البيئة الطبيعية. ومن أهم هذه الوجبات والمشروبات لحم "السُلات"  المشوية من لحوم الضأن والعصيدة والأوتم والجبنة والجابوري. 

تناول اللحوم
ويقول عادل عوض، من قبائل البشارية في أسوان إن القبائل  مازالوا يحافظون على تناول اللحوم منذ قديم الزمان، ولكن في عيد الفطر تتصدر وجبة "الأوتم"  مائدة العيد . حيث يتم تجهيزها بكمية دقيق مغموس في الماء داخل إناء يوضع على النار ويقلب باستمرار، وبعد تسويته يضاف إليه لبن الإبل، كما تعد «الكسرة» من الأكلات الشهيرة الأخرى خلال أول أيام عيد الفطر، وهی عبارة عن عجينة تُسوی في تراب ساخن يعرف بـ«المَلمودة» ثم تغطى بالجمر حتى يستوي أحد جانبيها ثم تقلب على الجانب الآخر حتى تستوي تمامًا وتصبح صالحة للأكل باللبن.

رأس المشروبات

وأضاف عوض قائلاً: إن المشروب الرسمي والأكثر شهرة لدى قبيلتي البشارية والعبابدة هو مشروب «الجَبَّنة»، الذي يتربع على رأس المشروبات الساخنة التي يحرص على احتسائها أبناء قبيلتي "العبابدة" و"البشارية" والقبائل الأخرى التي تسكن المنطقة في العيد . ويتم تجهيز «الجَبَّنة» من خلال عملية تحميص يدوي للبن الأخضر  داخل إناء مصنوع من الفخار وتستمر عملية التحميص حتى يتحول لون البن الأحمر إلى بني غامق.  وأثنائها يضاف إلى البن قليل من حبات القرنفل و الحبهان و الزنجبيل حسب النكهة التي يطلبها الضيف. وبعد التجهيز يضاف إلى «الجّبنة» قليل من السكر ثم يقدم المشروب داخل فناجين صغيرة.

فطيرة «الجابوري»
ويتحدث الشيخ عوض هدل، شيخ البشارية في أسوان عن فطيرة «الجابوري» التي تتصدر وجبة الإفطار في العيد قائلا: أنه يتم تجهيزها بالدقيق والماء ثم يقٌطع العجين إلی قطع صغيرة ويتم فردها لتتشكل على هيئة فطير، وتدفن العجينة داخل حفرة مليئة بالأخشاب الموقدة بالنار لمدة 20 دقيقة وتقدم ساخنة، كما تعد وجبة «العَصيدة» من أهم الأكلات الرئيسية التي يتم تناولها ويتم تجهيزها من الدقيق والماء والعسل واللبن وتحتوي على قيمة غذائية متكاملة في العيد بعد صيام شهر كامل.