عزيمة إكرام تتخطى اللا معقول

الفتاة المغربية إكرام بكير
الفتاة المغربية إكرام بكير

فعلت الفتاة المغربية إكرام بكير كل شيء.. ولا تزال تأمل في المزيد.. فهي في أوائل العشرينات من عمرها، وأنهت دراستها بنجاح، وحصلت على شهادة الثانوية العامة بمعدل مشرّف، بجانب أنها كانت دائماً تحصل على جائزة التحدي، واستطاعت الجمع بين الدراسة والعمل في نفس الوقت.

عملت الشابة الملهمة في مركز اتصالات، وهي دون يدين، واستطاعت تحقيق استقلاليتها المادية، بينما تدرس في قسم القانون في مدينة فاس بوسط المغرب، وتتمنى دراسة الصحافة، بجانب عملها كبائعة في محل.

اقرأ أيضًا | شؤون الحرمين تفعل مبادرة إرشاد لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة

وشعار إكرام هو “الحياة تحدٍّ ولا يأس مع الحياة”، وتؤمن بقوة بأن عليها التمتع بكامل استقلاليتها لتثبت للعالم بأن الإعاقة ليست مانعاً، وأنها حتى بدون يدين تستطيع فعل كل ما تريد حرفياً.

ويعني ذلك أنها تستطيع القيام بأعمال المنزل والتنظيف، وتستطيع إمساك قلم والكتابة به، وتستطيع البيع والشراء ونقل الأدوات كما تشاء، وبقدر ما تشاء، ولا شيء يمنعها على الإطلاق، ورغم ذلك تقول إكرام: “كنت دائما ومازلت أسمع كلمة (مسكينة) تتردد على مسامعي، لأنني ولدت بإعاقة، لكنها كلمة لم تحطمني بقدر ما كانت حافزا بالنسبة إلي للتقدم والنجاح وإثبات الذات”.

هكذا تعبر إكرام عن تجاوزها لإعاقتها، وإستطاعت أن تلهم الكثيرين ممن هم في وضعيتها وتزرع داخلهم الأمل والرغبة في النجاح، فتقول: “بالصبر والثقة بالنفس، استطعت مواجهة الجميع، فأنا مثل جميع الناس، أعيش حياة عادية، أقوم بكل أموري اليومية بنفسي دون مساعدة من أحد، أمارس هواياتي كالرسم والغوص بشكل طبيعي جدا”. 

وتدعو الأشخاص ممن هم في وضعيتها إلى التمسك بالأمل والتخطيط للمستقبل والعمل على ترك بصمتهم في الحياة، فتقول: “لا يجب أن نمر في هذه الحياة مرور الكرام، فداخل كل واحد منا قوة خفية ينبغي إخراجها، والإعاقة الحقيقية هي إعاقة الروح وليس الجسد”.

وكل من يعرف إكرام يجد أنها جمعت بين الرقّة وقوة الشخصية، فهي فتاة طيبة لا تفارق الابتسامة وجهها، وفي نفس الوقت شخصيتها من فولاذ لا تتزعزع همتها ولا يهزمها شيء.