استعد للافتتاح.. متحف إيمحتب حلم «لوير» الذي تحقق| صور

متحف إيمحتب
متحف إيمحتب

تفتتح وزارة السياحة والآثار خلال الأسابيع القادمة متحف إيمحتب بمنطقة آثار سقارة وذلك بعد الإنتهاء  من أعمال إعادة تأهيل مبنى المتحف والترميم المعماري الدقيق له ووضع سيناريو العرض المتحفي للقطع الأثرية التي سيضمها المتحف.

وتتلخص حكاية المتحف في أنه ذات يوم حَلُم العالم الفرنسي" جان فيليب لوير" الذي قضي ٧٥ عامًا في العمل الأثري في سقارة بمتحف يضُم نِتاج حفائر سقارة.

كانت البداية عام 1997م، عندما وضع أول حجر في البناء، ولكن للأسف لم تسنح الفرصة للعالم الفرنسي أن يري حلمه، فوافته المنية عام ٢٠٠١م، استكمل الحلم وأصبح اسمه "متحف ايمحتب" وينسب الإسم إلى المهندس المعماري والطبيب إيمحتب.

تم افتتاح المتحف عام ٢٠٠٦ م بحضور الدكتور زاهي حواس وزوجة الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" آنذاك.. يضم متحف إيمحتب ست قاعات، منهم" مكتبة المهندس فيليب لوير، وقاعة العمارة،  قاعة مقابر سقارة، قاعة طرز سقارة، وقاعة البعثات.

من أهم القطع الآثرية المعروضة بالمتحف مومياء الملك «مري إن رع» أقدم مومياء ملكية، الأدوات الجراحية للطبيب قار والجبن المحنط وتمثالين الحكيم «بتاح حتب».

متحف عواصم مصر

وكان الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار قد أوضح أنه سيتم خلال الأسابيع القادمة افتتاح متحف ايمحتب بمنطقة سقارة الأثرية، لافتاً إلى أن ذلك يأتي بعد الانتهاء من أعمال إعادة تأهيل مبنى المتحف والترميم المعماري الدقيق له ووضع سيناريو العرض المتحفي للقطع الأثرية التي سيضمها المتحف، هذا بالإضافة إلى جاهزية قصر محمد على بشبرا، ومتحف عواصم مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة للافتتاح.

كما أشار  وزيري، إلى الاكتشافات الأثرية التي تتم على مستوى الجمهورية والتي منها ما يتم من أعمال في ذراع أبو النجا والعساسيف بمحافظة الأقصر، وتونة الجبل والغريفة بمحافظة المنيا، ومنطقة سقارة الأثرية، وبالوجه البحري.

وعن بعض أعمال الترميم بالمتاحف والمواقع الأثرية في مصر، أشار إلى نجاح فريق عمل من مرممي المجلس الأعلى للآثار في الكشف لأول مرة عن منظر لزودياك بسقف صالة الأعمدة من الناحية الجنوبية لمعبد إسنا، كما تم الانتهاء من إزالة الاتساخات والتكلسات من معبد هابو وأصبح جاهز للافتتاح، بالإضافة إلى الانتهاء من معبد بن عزرا، وحصن بابليون وجاهزيتهم للافتتاح.

وأشار وزيري إلى أنه تم خلال الأربعة سنوات الماضية افتتاح 20 متحف، كما أنه سيتم خلال الأسابيع القادمة افتتاح المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية وذلك بعد توقف 17 عاماً والذي يعد المتحف الوحيد المُتخصص في الحضارة اليونانية والرومانية، كما أنه سيعرض لأول مرة قطع أثرية من الآثار الغارقة.

يأتي ذلك بعد قيام وزارة السياحة والآثار برفع كفاءة متحف إيمحتب بسقارة وذلك في إطار استراتيجية الوزارة لتحسين تجربة الزائرين من المصريين والسائحين بالمتاحف والمواقع الأثرية أثناء زيارتهم، حيث تم الانتهاء من أعمال تنسيق الموقع العام لموقع المتحف، من حيث تغيير الأرضيات الحجرية التالفة بمسار الزيارة وتطوير شبكات الري بمناطق الزراعات الخارجية والمنطقة المحيطة بالمتحف، بالإضافة إلى تغير منظومة الإضاءة والتأمين داخل المتحف، وأعمال التشطيبات النهائية لقاعات العرض، وأعمال رفع كفاءة وحدات التكييف المركزي.

عرض القطع الأثرية

وكان مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار قد أكد أن المشروع تضمن أيضا إنشاء مركز للترميم، بالإضافة إلى تطوير فتارين العرض تمهيدا لعرض القطع الأثرية بها طبقا لرؤية سيناريو العرض بعد تطويره، لافتا إلى أنه سيتم كذلك تطوير الخدمات المقدمة للزائرين عن طريق تزويد المتحف بعدد من اللوحات الإرشادية والتعريفية وشاشات عرض تفاعلية يتم من خلالها عرض مادة فيلمية عن بعض الاكتشافات الأثرية بموقع جبانة سقارة، بالإضافة إلى توفير كل سبل الإتاحة بالمتحف لإستقبال السياحة الميسرة من ذوي الهمم، وتزويد الموقع بالكافتيريات والبازارات، الأمر الذي من شأنه يعمل على تحسين تجربة الزائرين بما يتناسب مع أهمية المتحف والموقع الأثري ككل.

متحف إيمحتب

يعد متحف إيمحتب واحداً من أهم متاحف المواقع الأثرية بمصر، والذي تم إنشائه تخليدًا وتكريمًا لذكرى المهندس المعماري المصري "إيمحتب"، كما أن موقعه بمنطقة سقارة الأثرية يساهم بشكل كبير في زيارته إذ يحرص زائري الموقع من المصريين والأجانب على زيارته للتعرف عن قرب على كل ما يخص المهندس المعماري الفريد صاحب المجموعة الهرمية للملك زوسر.

هرم الملك «زوسر»

ويحتوي متحف إيمحتب على 6 قاعات يعرض بالقاعة الأولي قطعة حجرية نادرة وهي عبارة عن قاعدة هرم الملك «زوسر»، والتي تحتوي على ألقاب المهندس والطبيب "إيمحتب". أما القاعة الثانية فهي مكتبة المهندس وعالم الآثار الفرنسي المرحوم "جان فيليب لوير"، الذي عمل لمدة 75 عامًا في سقارة للكشف عن المجموعة الهرمية للملك زوسر، في حين تضم القاعة الثالثة على أهم نماذج العناصر المعمارية بمجموعة هرم زوسر، والقاعة الرابعة تسمي قاعة مقابر سقارة والتي تحتوي على أهم مقتنيات ملوك الأسرة الخامسة والسادسة، من أبرزها مومياء الملك "مري إن رع" أحد ملوك الأسرة السادسة، والتي تعتبر أقدم مومياء ملكية.

ملوك الأسرة الثانية

في حين تضم القاعة الخامسة عددًا من الأواني المختلفة الأشكال والأحجام، اكتشفت داخل هرم الملك زوسر وبعض ملوك الأسرة الثانية وتسمي قاعة طرز سقارة، كما تحتوي أيضًا على أهم منحوتات النماذج الخشبية والحجرية لكبار الموظفين. أما القاعة الأخيرة فهي قاعة البعثات، والتي تعرض أهم نتاج حفائر البعثات المصرية والأجنبية التي عملت في سقارة، وتضم أهم وأقدم مجموعة من أدوات الجراحة في التاريخ، وكذلك التماثيل البرونزية للمعبودات المصرية. بالإضافة إلى قاعة للتهيئة المرئية، والتي تعرض مواد فيلمية عن أهمية سقارة الأثرية.

اقرأ أيضا| السياحة والآثار تُشكل غرفة عمليات خلال العيد لمتابعة المعتمرين والسياح