بقلم واعظة

نجلاء شمس تكتب: العيد بين الطاعة والفرح

نجلاء شمس
نجلاء شمس

العيد عبادة، والأعياد فى الإسلام تأتى بعد طاعة واستجابة من العباد لربهم ، وبذلك يجمع ديننا بين الطاعة والفرحة ، ولكن قد أصبحت مظاهر الاستعداد والفرح بالأعياد هذه الأيام يلحقها كثير من سوء التدبير ؛ فكم مِنْ أموال تُصرف على هذه المظاهر وغيرها ؛ فإذا نظرت فى المجتمع تجد خلال السنوات الماضية قد انتشرت المغالاة فى مظاهر الفرح بالأعياد وأصبحت ظاهرة سلبية فى الأعياد، ولا شك أن هذه المغالاة تثقل كاهل الأسرة ، فما أكثر الأحداث المؤلمة والمظاهر المحزنة التى تنزل بالناس فى أيام الأعياد ؛ نتيجة التسابق إلى الإسراف بأشكاله المختلفة وصوره المتنوعة، نعم إظهار الفرح والبهجة بمناسبة الأعياد أمر طيب وسنة نبوية شريفة ؛ ولكن علينا أن نُظهر الفرح فى حدود الآداب الإسلامية وألا ندع بعض العادات والتقاليد تُسيطر علينا، ونُحِّمل أنفسنا تحت شعار الفرح فوق ما نطيق من تكاليف مالية باهظة لا داعى لها ، ويكفى ذلك بما يحقق الإعلان بفرحة العيد واعلم أن المغالاة  فى مظاهر الفرح بالأعياد تتنافى مع الشرع والذى يجب اتباعه فى الاحتفال بالأعياد أن يكون غير مخالف للشرع، فلا بد أن يكون هناك عدم مبالغة فى التكاليف دون إسراف أو تبذير، قال تعالى «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين»َ «الأعراف 31» ويسن فى ثياب العيد أن تكون جديدة، فمن لم يجد ثوبًا جديدًا  لبس أفضل ما عنده من الثياب إعلانًا للفرح والسرور، وإظهارًا لنعمة الله عليه ،» حُكى أن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله رأى ولدًا له يوم عيد وعليه قميص ممزّق، فبكى رحمه الله فقال له ابنه ما يبكيك يا والدي؟ قال عمر رحمه الله: أخشى يا بنى أن ينكسر قلبك فى يوم العيد إذا رآك الصبيان بهذا القميص فقال يا أمير المؤمنين: إنما ينكسر قلب من أعدمه الله رضاه، أو عقّ أمه وأباه. وإنى لأرجو أن يكون الله راضيًا عنى برضاك فبكى عمر، وضمه إليه وقبله ودعا له، فكان أزهد الناس بعده «  وعليه، فينبغى أن نكفّ أيدينا عن التبذير المبالغ فيه، وليكن العيد فرصة للمواساة والتكافل ، وختامًا أقول: مما لا شك فيه أن أعيادنا بحمد الله تتسم ببعض مظاهر التعاون الاجتماعى من زكاة الفطر وصدقات للأسر الفقيرة لكن هذا قليل بالنسبة لما ينبغى أن تكون عليه أعيادنا، فنحن نكتفى بالعطاء القليل مع استطاعتنا أن نبذل الكثير.