قصة اية

د. عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف
د. عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف

فى هذا الباب والذى يحمل عنوان «قصة آية» نقدم لك عزيزى القارئ فى كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك شرحا بسيطا لآية أو أكثر من آيات كتاب الله كان لها قصة وسبب.

فى ختام حلقات هذا الباب وإنتهاء أيام شهر رمضان المبارك وكل عام وأنتم بخير نقدم لك عزيزى القارئ قصة الختام وهى عن أيات سورة المدثر من الآية 11 إلى الآية 17، حيث يتحدث عن أسباب النزول وقصة هذه الآيات د. عصام الروبى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف قائلا: جاء فى سببِ نزولِ هذه الآيات الكريمات أنها نزلتْ فى الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة الْمَخْزُومِيّ، وَإِنْ كَانَ النَّاس خُلِقُوا مِثْل خَلْقه، وَإِنَّمَا خُصَّ بِالذِّكْرِ لاخْتِصَاصِهِ بِكُفْرِ النِّعْمَة، وَإِيذَاء الرَّسُول صلى اللهُ عليه وسلّم، وَكَانَ يُسَمَّى  أي: الوليد الْوَحِيد فِى قَوْمه، قَالَ اِبْن عَبَّاس رضى الله عنهما: «كَانَ الْوَلِيد يَقُول: أَنَا الْوَحِيدُ بْن الْوَحِيد، لَيْسَ لِى فِى الْعَرَب نَظِير، وَلا لأبِى الْمُغِيرَة نَظِير»، وَكَانَ يُسَمَّى الْوَحِيد، فَقَالَ اللَّه تَعَالَى: « ذَرْنِى وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيداً (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (17)» (المدثر).. ومعنى الآيات: دَعْ يَا مُحَمَّد عليه الصلاة والسلام، أَمْرَ الَّذِى خَلَقْته فِى بَطْن أُمّه وَحِيدًا، لا شَيْء لَهُ مِنْ مَال ولا وَلَد إِلَيَّ، فقد بَسَطتُ له فى العيش بَسْطاً، حَتَّى أَقَامَ بِبَلْدَتِهِ مُطَمْئِنًّا مُتَرَفِّهاً يُرْجَع إِلَى رَأْيه، ثُمَّ إِنَّ الْوَلِيدَ يَطْمَع بَعْدَ هَذَا كُلّه أَنْ أَزِيدَهُ فِى الْمَال وَالْوَلَد. وَقَالَ الْحَسَن وَغَيْره: أَيْ ثُمَّ يَطْمَع أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَكَانَ الْوَلِيد يَقُول: «إِن كَانَ مُحَمَّدٌ صَادِقًاً فَمَا خُلِقَتْ الْجَنَّة إِلا لِي، فَقَالَ اللَّه تَعَالَى رَدًّا عَلَيْهِ وَتَكْذِيباً لَهُ: «كَلاَّ «أَيْ: لَسْتُ أَزِيدهُ، فَلَمْ يَزَلْ يَرَى النُّقْصَان فِى مَاله وَوَلَده حَتَّى هَلَكَ، وما ذاك إلا بسبب كفره بآيات الله تعالى، وتكذيبه للنبيّ عليه الصلاة والسلام وهذا جزاءُ كلِّ مَن جَحدَ بالذِّكْر إذْ جاءه.
يستفاد من هذه الآيات أن من سلك سبيل الغواية ويعاند الله ويتجبر على خلقه كانت هذه كلها إرهاصات بهلاكه وعذابه.. نسأل الله تعالى الهدى ونعوذ به من الضلال.