أمريكا تعلن الحرب على الصين بإجراءات غير مسبوقة

الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن

قالت صحيفة بوليتكو الأمريكية في تقرير لها أن الإدارة الأمريكية الحالية تنوي اتخاذ تدابير غير مسبوقة للحد من تنامي الاقتصاد الصيني وتأثيراته حول العالم.


وأضافت في تقريرها، إن إدارة الرئيس جو بايدن كانت منقسمة في البداية حول مدى قوة الحد من المشاركة الاقتصادية مع الصين، لكن يبدو أن المسؤولين في أمريكا يقتربون من التوصل إلى اتفاق بشأن ضرورة الحد الكامل من صعود بكين التكنولوجي والعسكري.


وتوقع التقرير الأمريكي صدور قرارات غير مسبوقة خلال الشهر الجاري تهدف للحد من الاستثمارات الأمريكية في الصين، مشيرًا إلى أن الإدارة بدأت بالفعل في إطلاع المجموعات الصناعية مثل غرفة التجارة على الخطوط العريضة للأوامر التنفيذية المرتقبة، والتي من المتوقع أن تطلب من الشركات اخطار الحكومة باستثماراتها الجديدة في الصين. 


تأتي هذه التطورات في وقت حساس بشكل خاص للإدارة الأمريكية وفقًا لبوليتكو، لأنها كانت تحاول تهدئة التوترات والحفاظ على العلاقات التجارية مع بكين، خاصة مع تأرجح موقف الاقتصاد الأمريكي.

اقرأ أيضا: جو بايدن يُعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة 2024


ووفقًا للتقرير، فإن الازمة بين البلدين وصلت إلى ذروتها بعد اسقاط منطاد التجسس الصيني فوق الولايات المتحدة في فبراير الماضي. لكن الإجراءات العدوانية تهدد بإغراق كلا البلدين في دوامة اقتصادية.


وخلال الأسبوع الماضي، اتخذ فريق بايدن الاقتصادي بشكل علني موقفًا أقل عدوانية، حيث اجتمع صناع السياسة الاقتصادية العالمية في واشنطن لعقد اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وخلال الاجتماع، تمت الإشارة للقلق المتصاعد بشأن دور الصين كمقرض عالمي ضخم. 


في الوقت ذاته، أصدرت الصين من جانبها بيانات جمركية جديدة تظهر أن التجارة مع الغرب انخفضت في الربع الأول، مما أثار مخاوف من التباطؤ الاقتصادي.


ونقلت الصحيفة الأمريكية تصريحات نسبتها لمسئول كبير في الإدارة الأمريكية لم تذكر اسمه، حول الأمر التنفيذي الذي طال تأجيله بشأن الاستثمارات الأمريكية في الصين: "نريد أن نتأكد من أننا نقوم بذلك بشكل صحيح". "نريد التأكد من أننا نتشاور مع حلفائنا ونتشاور مع مسئولين في قطاع الصناعة".


أشار تقرير بوليتكو إلى اجتماع بايدن والزعيم الصيني شي جين بينج في نوفمبر الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي، ووصفته بأنه نقطة تحول في لهجة كلا الجانبين. في ذلك الاجتماع، تعهد الزعيمان بوضع "أرضية" للعلاقة المتوترة، خاصة بعد رحلة رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان والتي أدت إلى انخفاض العلاقات الدبلوماسية إلى أدنى مستوى لم تشهده العلاقات بين البلدين منذ عقود.


إلا إن حادثة المنطاد الصيني في فبراير الماضي، أشعلت عاصفة من الانتقادات من جانب الكابيتول والبيت الأبيض، مما أدى بالتبعية إلى تأجيل كل خطط الرئيسين الأمريكي والصيني، كما تجمدت أيضا الخطط الاقتصادية والاقتراحات بين البلدين.


لكن إدارة بايدن أصبحت الآن وفقًا لبوليتكو، حريصة على إعادة فتح الحوار الاقتصادي، ودفع الولايات المتحدة لتخفيف سياساتها التقييدية على التجارة والاستثمار في الصين، خاصة مع تفاقم مشكلة البطالة وأزمة الديون والحاجة الملحة للتعافي من إغلاق كوفيد.


مع ذلك، فإن الرغبة الأمريكية في تجديد الحوار مع الصين لها حدود، حيث يمضي البيت الأبيض قدما في وضع قرار تنفيذي غير مسبوق للإشراف الحكومي واسع النطاق على الأعمال التجارية الأمريكية في الصين.