وزير الأوقاف: من أراد ‏العزة فليطع الله ورسوله ويتواضع لخلق الله

الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن (العزيز) اسم من أسماء الله الحسنى، حيث يقول ‏‏(سبحانه): "وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ"، و يقول (سبحانه): "اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، ‏ويقول (سبحانه): "إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ"، واقترن اسم الله العزيز باسمه الغفور وباسمه ‏الغفار في مواضع عديدة في كتاب الله (عز وجل) منها قوله تعالى: "رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا ‏بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ"، ومنها (قوله تعالى): ‏"وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ‏غَفُورٌ"، العزيز القوي المنيع الذي يغفر عن عزة وقوة لا عن ضعف حاشا لله (عز وجل)، فمن معاني العزيز ‏القوي العلي المنيع الذي لا ينال جنابه، ومن معاني العزيز القاهر الذي لا يقهر ولا يغلب، ومن معاني ‏العزيز القوي المتين، ومن معاني العزيز عالي القدر، الذي لا ند له ولا شبيه ولا نظير.

 وزير الأوقاف

وتابع الوزير، في كلمة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»: واقترن اسم الله (عز وجل) العزيز باسمه سبحانه الوهاب: "أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ ‏رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ"، للدلالة على أن تصرفه (سبحانه وتعالى) في العطاء المادي ‏والمعنوي لا ينازعه فيه منازع، ولا يغالبه فيه مغالب، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا ‏ينوب عنه نائب، ولا يصل عطاء من معط إلى معط إلا بإذنه، فمن أعطاك؟ وكيف أعطاك؟ لن ‏يعطيك إلا بإذنه: لا تخضعن لمخلوق على طمع، فإن ذلك نقص منك في الدين
لن يقدرَ العبدُ ‏أن يعطيَك خَرْدلةً، إلا بإذنِ الذي سوَّاك مِن طين، فعزته (عز وجل) متضمنة الإنعام على خلقه، ‏ تفضل وإنعام عن عزة وقوة وغنى.

اقرأ أيضا | وزير الأوقاف يهنئ رئيس الجمهورية بعيد الفطر المبارك

واردف الوزير، واقترن اسمه (عز وجل) العزيز باسمه (عز وجل) المقتدر، حيث يقول سبحانه: "كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ"، واقترن اسم الله (‏عز وجل) العزيز باسم الله (عز وجل) العليم في قوله تعالى: "ذَلِكَ َ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ"، ‏‎و يقوله ‏(سبحانه): "إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ", كما اقترن اسم الله (عز وجل) ‏العزيز باسمه (عز وجل) القوي، حيث يقول سبحانه: "مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ ‏عَزِيزٌ"، ويقول (سبحانه): "وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا".

وأكد أن هناك آثارًا تترتب ‏على معرفة اسم الله (عز وجل) العزيز، أولها: أن العزة كلها لله (عز وجل ) فالله هو القوي العزيز، قال (سبحانه): " إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ ‏اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ مَا قَدَرُوا اللَّهَ ‏حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ"، وجمع (سبحانه وتعالى) بين العزة والعلم في خلق السماوات ‏والأرض، حيث يقول (سبحانه): "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ"، ويقول (سبحانه): ‏‏"فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ", والعزة في ‏الدنيا والآخرة لله (عز وجل)، والعزيز من أعزه الله، يقول (سبحانه): "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي ‏الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى ‏كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، ويقول (سبحانه): "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ"، ومن أراد ‏أن ينال العزة من الله (عز وجل) فعليه أولا بطاعة الله (عز وجل) وطاعة رسوله (صلي الله عليه وسلم)، وبالتواضع لخلق الله، حيث ‏يقول نبينا (صلي الله عليه وسلم): "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا ‏تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ"، ويقول نبينا (صلي الله عليه وسلم): "ثلاثةٌ أقسِمُ عليْهنَّ وأحدِّثُكم حديثًا فاحفظوهُ قالَ: ما نقصَ ‏مالُ عبدٍ من صدقةٍ ولا ظلِمَ عبدٌ مظلمةً فصبرَ عليْها إلَّا زادَهُ اللَّهُ عزًّا ولا فتحَ عبدٌ بابَ مسألةٍ إلَّا ‏فتحَ اللَّهُ عليْهِ بابَ فقرٍ " وقالوا: 
تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ
على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تكُ ‏كالدخان يعلو بنفسه
إلى طبقات الجو وهو وضيع

وأوضح أن العزة الكاملة لله، والكبرياء لله، والملكوت لله، ‏والعظمة لله، والعزيز من أعزه الله، والغني من أغناه الله.
ولقد أعز الله أنبياءه ورسله وأعز كتابه ‏فوصف القرآن الكريم بأنه كتاب عزيز فقال سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ ‏لَكِتابٌ عَزِيزٌ"، فالقرآن عزيز عند الله، عزيز عند المؤمنين، "لا يَأْتِيهِ الباطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ولا مِن خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِن ‏حَكِيمٍ حَمِيدٍ"، أعزه الله لأنه كلامه فكلامه (سبحانه وتعالى) عزيز محكم، وهذا شهر رمضان، شهر ‏القرآن، أعز الله من أعز كتابه، وأكرم الله من أكرم كتابه، وهو النور المبين وهو الحق المبين، ويقول: "إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ"، ويقول سبحانه:‏‎ ‎"فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ‏وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظيم"، هو قرآن كريم، وهو نور مبين، وهو قرآن عزيز، فيه شفاء ورحمة للمؤمنين، من قال به صدق، ومن ‏حكم به عدل، لا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد، هو الذي يهجم ‏عليك، ‏الحسن منه دفعة واحدة، فلا تدري أجاءك الحسن من جهة لفظه، أم من جهة معناه، فلا تكاد ‏الألفاظ تصل إلى الآذان حتى تكون المعاني قد وصلت إلى القلوب، لم تلبث الجن إذ سمعته ‏أن قالوا: "إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا"، وما أن سمع ‏أحد الأعراب (قوله تعالى): "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ ‏الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ", حتى انطلق قائلا: أشهد أن هذا كلام ‏رب العالمين لا يشبه كلام المخلوقين، وإلا من ذا الذي يأمر الأرض أن تبلع ماءها فتبلع، ويأمر ‏السماء أن تقلع عن إنزال الماء فتقلع؟ إنه رب العالمين ولا أحد سواه. 

وختتم بدعاء قال فيه، فربنا رب عزيز وهو العزيز ‏العليم الحكيم، الغفار الوهاب القادر المقتدر وكتابه كتاب عزيز، وعباده أعزاء في الدنيا والآخرة، فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين، نسأل الله أن يجعلنا منهم وأن يهدينا وإياكم إلى ‏سواء السبيل.