قصة آية

د. عبد الحميد البطاوى  أستاذ التفسير بالأزهر الشريف
د. عبد الحميد البطاوى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف

فى هذا الباب والذى يحمل عنوان «قصة آية» نقدم لك عزيزى القارئ فى كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك شرحا بسيطا لآية أو أكثر من آيات كتاب الله كان لها قصة وسبب.

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَيرَ النَّاسِ لأهلِه، وأكثرَ النَّاسِ عدلًا بينَ زوجاتِه، وأَبعدَ النَّاسِ عن الظُّلمِ، وقد تزوج بعد خديجة سودة بنت زمعة، ولم يصب منها ولداً.


يقول د. عبد الحميد البطاوى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف: عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يفضل بعضنا على بعض فى القسم من مكثه عندنا، وكان قل يوم إلا وهو يطوف علينا جميعًا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ التى هو يومها فيبيت عندها ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفَرِقت أن يفارقها رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يا رسول اللَّه، يومى لعائشة، فقبل ذلك منها.


وفى هذا الحديثِ تَقولُ عائشةُ رضِى اللهُ عنها لِعُروةَ بنِ الزُّبيرِ: «يا بنَ أُختي»، «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يُفضِّلُ بعضَنا على بعضٍ»، أي: لا يُميِّزُ إحدانا على الأُخْرى، «مِن مُكثِه عِندَنا»، أي: مِن مَبيتِه وجُلوسِه عندَ زَوجاتِه، «وكان قلَّ يومٌ إلَّا وهو يطوف»، أي: وكان كثيرًا ما «يَطوفُ علَينا جميعًا»، أي: يَدورُ على زَوجاتِه كُلِّهنَّ، «فيَدْنو مِن كلِّ امرأةٍ»، أي: فيَقتَرِبُ، فيَمكُثُ عِندَها ويُعطيها حظَّها مِنه، «حتَّى يَبلُغَ إلى الَّتى هو يومُها، فيَبيتُ عِندَها»، ولقد قالَت «سَودةُ بنتُ زَمعةَ»، وهى زوجةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، «حينَ أسنَّتْ»، أي: حينَ كَبِرَت، «وفَرِقَت»، أي: خشِيَت وخافَت، «أن يُفارِقَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم»، أي: يُطلِّقَها فقالَت: «يا رسولَ اللهِ، يَومى لعائشةَ»؛ قالَت، أى عائشةُ: نَقولُ: فى ذلك أنزَل اللهُ تعالى وفى أشباهِها أي: وفى مِثلِ هذه الحالةِ، «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) النساء.