الشيخ محمود يوسف مبعوث الأوقاف إلى فرانكفورت:مصر الأزهر تمنح منهجها الوسطى لكل المسلمين

دول العالم تنظر إلى «العمامة» الأزهرية بما يليق بوجاهتها ومكانتها

الشيخ محمود يوسف
الشيخ محمود يوسف

لا تتوقف رسالة الأزهر الشريف إلى تأسيس المنهج الإسلامى الوسطى فى داخل مصر، بل تمد أياديها إلى كل مسلمى العالم من خلال حوارييها ودعاتها.. وكان هذا الحوار الرمضانى مع الشيخ محمود يوسف، مبعوث الأوقاف إلى مدينة فرانكفورت بألمانيا:

يؤكد الشيخ محمود يوسف أن الأزهر الشريف يمثل قبلة الباحثين عن دراسة الدين الإسلامى فى العالم كله، وأنه لم يكتف بدعم الوافدين إليه بكل ما يملك من علم ومال، وإنما أرسل أبناءه إلى كل بقاع العالم لنشر رسالة الإسلام الوسطية، بعيدًا عن الغلو والتطرف، حيث يحترم العالم كله العمامة الأزهرية ويقدم إليها كل تبجيل واحترام يليق بجلال الأزهر الشريف ورسالته الضاربة فى عمق التاريخ.


رحلة مع القرآن
ويقول الشيخ محمود عن رحلته إلى بلاد الألمان: فى أيامٍ طيبة مباركة، فى رحلة فى رحاب كتاب الله، القرآن الكريم، وعلى مدد كلماته الطيبات عقدنا العزم، وعلت الهمم وشدت الرحال إلى بقعة من بقاع الأرض متعطشة لسماع آيات بينات من كلام رب العالمين بأصوات القراء والشيوخ المصريين. وقد بدأت رحلتنا الطيبة من مطار قاهرة المعز، وحلقت طائرتنا قاصدة مدينة فرانكفورت الألمانية، ومن وقتها بدأت الأجواء والنسمات الرقيقة الطيبة؛ لأن نيتنا طيبة ومقصدنا نشر كلمات الله فى الأرض، كما أمر الله سبحانه. وكان وصولنا يوم الأربعاء فى أول ليلة من ليالى شهر رمضان المعظم، وكنا جمعا طيبًا من القراء والأئمة الكرام.


فرحة ألمانية
ويتابع الشيخ محمود قائلا: علت الفرحة وجوه الأخوة الذين استقبلونا من السفارة المصرية بألمانيا، وسهلوا لنا كل الإجراءات، وحملوا معنا أمتعتنا، وشعرنا بسعادة غامرة لا يوفيها الوصف، وتمم فرحتنا استقبال رئيس المجلس الأعلى للمسلمين بنفسه، ثم رحلنا قاصدين مكان الاستراحة المؤقت، وكان فى المكان وقتها القنصل المصرى ونائبه، وإخوة لنا من الجزائر والمغرب وتناولنا غداءنا فى هذا المطعم المغربى الرائع؛ ثم تقابلنا بعد ذلك مع المسئولين عن المساجد والجمعيات التى سننزل عندها ضيوفًا؛ وكانت رحلتى إلى مدينة «جيسن» شمال فرانكفورت، وهناك استقبلنى أهل الجمعية الإسلامية استقبالا حارا، وتقابلت مع الكثيرين من أجناس عربية وغير عربية، ثم رفع الأذان وأقيمت الصلاة، وصدحتُ بكلام ربى أروى العطاش من حلاوة القرآن الكريم.
روحانيات «جيسن»


وعن المساجد فى ألمانيا يضيف الشيخ محمود: تزين المسجد بالصلوات والشعائر، وهذا المسجد الذى يتكون من فلتين، كل منهما عبارة عن ثلاثة طوابق، وكنت أسكن فى الطابق الثالث بالمسجد؛ وقد تزاحم المصلون فى أول يوم، وكانت فرحتهم غامرة؛ كانوا يستمعون لتلاوة القرآن، وينتظرون الصلاة بعد الصلاة، ويرحبون بالشيخ ويكرمونه أشد ما يكون الإكرام؛ وبدأت الروحانيات التى لا توصف، وتزداد كل يوم، والناس هنا فى الجمعية الإسلامية يصنعون الطعام ويجهزون الموائد الرمضانية ويدعون الناس إليها، فيقبل المسلمون من مختلف الجنسيات والألوان والثقافات.
ويتابع أنه يزور أهل المسجد المساجد التى بجواره، فمثلا زرنا مسجد بخارى التركى وتلونا القرآن الكريم قبيل المغرب وألقيت كلمة الترحيب، وما أجمل أن نجتمع على المحبة والسلام، وقد تجسد هذا الحب فى مشهد راقٍ عندما تناولنا الطعام على مائدة واحدة مسلمين ومسيحيين مع وفد من حكومة جيسن، والأجمل أنهم كانوا يتعاملون بالتراحم والتكافل فيخصصون أيامًا لتوزيع الإفطار على غير القادرين وعلى اللاجئين من الجنسيات المختلفة، التى تزيد على المئة جنسية، وقد تعددت جنسيات المسلمين واختلفت، ولكن جمعهم مشرب واحد وهو الذكر الحكيم الذى يضم الجميع بروحانيته وعظمته وبركاته، حتى الأطفال كان لهم نصيب من الخير؛ فقد أتوا إلى المسجد للصلاة مع والديهم وأسرهم كاملة.
يوم مفتوح!
ويواصل الشيخ محمود قائلا إن يوم السبت، يوم مفتوح تأتى فيه الأسر جميعها؛ كى يلتقوا ويتناولوا طعام الإفطار ثم يجلس الجميع حول الإمام يطلبون دعاءه، ويؤمّنون خلفه بقلوب خاشعة؛ ولا أنسى هنا يوم الجمعة فتكثر الأنوار وتزدان البركات ويتجمع الكثير من أنحاء المدينة يستمعون إلى الخطيب، فإذا فرغ من خطبة الجمعة ترجمت لهم الخطبة إلى الألمانية، فيفرح المسلمون بذلك جدا؛ كما أن إمام المسجد فى فرانكفورت يسهم كثيرا فى تحفيز المسلمين للتبرع للمسجد والإنفاق على أعمال الخير والبر، كذلك هنا مع تعدد الجنسيات عربية أو غير عربية لا نشعر بهذا التعدد، ولكن نشعر بأنهم جنسية واحدة متحابين متسامحين يجمعهم الإسلام والقرآن؛ وأجمل ما رأيت طفلة تخترق الصفوف لكى تستمع إلى القرآن، ثم تأتى وتجلس بجواري، وكان الشيخ الذى يتلو القرآن قريبًا منها، وهى تأنس إليه وكأنه أبوها.


ويؤكد الشيخ محمود أن الشكر فى كل هذا الجهد يرجع إلى وزارة الأوقاف المصرية التى تقدم كل إمكانياتها لنشر منهج الأزهر الشريف فى ربوع الأرض، مع تقديم كل الدعم للأئمة والقراء الموفدين إلى دول العالم، وهى سياسة مخلصة تحرص عليها القيادة السياسية برئاسة الرئيس السيسى حفظه الله، ود. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الذى يدعم أبناءه الأئمة والقراء فى كل مكان بالعالم.