تكريم «ست الحبايب».. 400 ألف جنيه من «ليلة القدر» لمساعدة 100 من الأمهات المكافحات

«أرزاق» تتسلم مساعدة مالية من «ليلة القدر»
«أرزاق» تتسلم مساعدة مالية من «ليلة القدر»

بين أحضان مؤسسة «أخبار اليوم» كانت الفرحة تملأ العيون والدموع معا فى ليلة عيد الام.. هذا هو المشهد الذى سيطر على مائة أم من أمهات الايتام اللائى طرقن أبواب مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية «ليلة القدر» من أجل مساعدتهن فى توفير حياة كريمة لهن ولأبنائهن الصغار بعد أن فقدن عائلهن المادى الوحيد.

ففى كل عام ننتظر هذا اليوم الموعود لكى نعبر عن حبنا لهذه السيدة العظيمة التى ضحت بكل ما لديها  من أجل توفير حياة كريمة لصغارهن، فقد تحملت وحدها مشاكل الحياه اليومية وكافحت لتربى أطفالها، حتى جاءت المؤسسة لتطيب خاطر ست الحبايب فى عيدها، وتقدم لهن هدية بسيطة تقديرا لجهودهن فى تحديات الظروف الاقتصادية الصعبة وعملهن ليلا ونهارا حتى لا ينهار البيت بعد وفاة الأب الذى تركهن بلا دعم ولا سند .. لا عمل ولا معاش، لذلك أهدتهن «ليلة القدر» مبلغ 400 ألف جنيه لعمل مشروعات صغيرة يتحدين بها ظروف حياتهن القاسية.

■ أعضاء مجلس إدارة مصطفى وعلى أمين الخيرية خلال تقديم المساعدات المالية

أقيم الاحتفال بتكريم الأمهات بحضور صفية مصطفى أمين رئيسة مجلس أمناء مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية وصفاء نوار نائبة رئيس تحرير الأخبار ومديرة المشروعات، لتسليم المبالغ المالية للأمهات، وسط حالة من البهجة والسعادة التى ملأت الوجوه وأطلقت الأمهات الزغاريد فرحاً باستلام الشيكات.      

◄ أسماء تكافح بأبنائها
أسماء صلاح سيدة تبلغ من العمر 33 عاماً تكبدت مسئولية أولادها الأربعة، حملت على عاتقها مسئولية صغارها، بعد أن توفى زوجها فكادت أن تفقد الأمل لكونها ربة منزل لا دخل مادى لها سوى معاش شهرى تتقاضى منه مبلغ 515 جنيها، وهو مبلغ لا يكفى لتوفير متطلبات الحياة الاساسية لاسرة مكونة من الأم و4 أبناء أكبرهم هدير 17 سنة، تقوى 13 سنة، آسيا 9 سنوات، وأحمد 7 سنوات، ومع مرور الأيام بدأت الأزمات تتفاقم وبدأ الصغار المطالبة بتوفير احتياجاتهم الاساسية فى الحياة، وعلى الرغم من المعاناة التى تعيش فيها أسماء إلا أنها راضية بمشيئة الرحمن صامدة فى مواجهة الصعاب تقول: أفعل ما بوسعى لتوفير حتى القليل لابنائى ولكن معاشى لا يكفى لتوفير هذه الاحتياجات، ومن هنا بدأت المعاناة والالم، ولذلك قررت اللجوء الى جمعية ليلة القدر لمساعدتى فى توفير مبلغ لكى أتمكن من فتح باب رزق لى ، فقررت الجمعية دعم اسماء بمبلغ مالى للمساهمة فى عمل مشروع صغير كمصدر دخل لها ثابت.

اقرأ أيضًا | دار الإفتاء: ليلة القدر باب كبير للتوبة.. وتكثيف قراءة القرآن من أحب الأعمال

 

◄ «أرزاق» وأطفالها الخمسة
بالرغم من ابتسامتها الهادئة التى تملأ وجهها الملائكى وصغر عمرها حيث تبلغ 28 عاما، إلا أنها تخفى وراءها الكثير من المشقة والعناء فحياتها المملوءة بالأحزان والشجن كادت أن تقضى عليها، هى أرزاق رمضان، توفى زوجها وترك لها 5 أطفال أكبرهم مصطفى الطالب بالصف الثالث الإعدادى، ومعتز بالصف السادس الابتدائى، ملك فى الصف الخامس الأزهرى، اما مريم فهى تلميذة بروضة الأطفال أى المرحلة الدراسية ما قبل الابتدائية، وآخر العنقود هو محمد صاحب العام ونصف العام، تحكى «أرزاق» والدموع تملأ عينيها: بذلت ما بجهدى حتى لا أشعر أطفالى بعجزى، أحيانا كنت أقف عاجزة أمام متطلباتهم التى تفوق قدرتى المالية فليس لدىّ سوى معاش الأرامل الذى يصل إلى 450 جنيها ، ولكننى قررت اللجوء إلى ليلة القدر للتقدم بأوراقها لمساعدتها، ولذلك قررت مؤسسة ليلة القدر الخيرية إهداءها مبلغا ماليا لمساعدتها فى بدء مشروع جديد يساعدها فى هذه الحياة.

 

◄ مشروع لـ «قطة»
مشروع صغير ولقمة عيش بالحلال .. هذا هو حلم السيدة قطة رجب صاحبة الـ 41 عاما الذى تعيش فى منزل ريفى بسيط بصحبة أبنائها فى منطقة البدرشين بمحافظة الجيزة، وذلك بعد وفاة زوجها، تقول «قطة» لدى أربعة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، أكبرهم ايمان 21 عاما، أيمن 18 عاما، ابتسام طالبة فى الصف الثانى الاعدادى، وآخر العنقود ابنتى ملك تلميذة فى الصف السادس الابتدائى، وليس لى دخل مادى سوى معاشى الشهرى حيث أتقاضى مبلغ 550 جنيها هذا هو كل ما املك فى الحياة، حاولت البحث عن العمل فى كل مكان لكونى فى مدينة ريفية لم استطع العمل فى اى مكان، فوقفت عاجزة امام متطلبات أبنائى والحياة، لذلك بحثت لطلب مساعدة مادية لأقيم مشروع، وبسبب ظروفى المالية الضعيفة سارعت بتقديم  أوراقى إلى مؤسسة مصطفى وعلى أمين الخيرية «ليلة القدر» من أجل تحقيق حلمى فى إقامة مشروع صغير لمساعدة أبنائى وتوفير حياة كريمة لهم، ونظراً لظروف حياتها الصعبة، فاستجابت ليلة القدر وقدمت لها مبلغا ماليا من أجل إقامة مشروع تتمكن من خلاله توفير متطلبات أبنائها.

 

◄ مساعدة «ماجدة»
وهنا كانت السيدة ماجدة عيد صاحبة الـ 48 عاما تجلس بعيدا عنا لكنها تتابعنا بنظراتها وعينيها اللامعتين، ذهبنا اليها وتحدثنا معها وكانت تبتسم وتقول جئت الى جمعية ليلة القدر لطلب المساعدة، حاملة متطلبات واحتياجات أبنائى الأربعة ولا أملك سوى معاش أرامل 420 جنيها، بعد أن تركنى زوجى وغادر لرب كريم ، وهو ما لا يكفى لسداد متطلبات الأبناء فأكبرهم أدهم 24 عاماً حاصل على الابتدائية، سناء 22 سنة حاصلة على الثانوية، محمد 19 سنة، وأصغرهم شهد 16 عاما طالبة بالصف الثانى الثانوى، وذلك بخلاف دفع إيجار شهرى لمنزلى المكون من حجرتين وصالة معيشة، وأضافت: هذه الصعوبات ليست هى الوحيدة بل إننى مصابة بمرض القلب، لذلك قامت ليلة القدر بمساعدتها بمبلغ مالى فى محاولة لمساعدتها فى ظل ظروفها القاسية.

 

◄ فرحة «إيمان»
وبنبرة صوت هادئة يخيم عليها الحزن تقول إيمان عبده أرملة وأم لسبعة ابناء جميعهم فى مراحل التعليم المختلفة بدءا من ضحى بالصف الاول الثانوى وهبة بالصف الثانى الاعدادى وعبدالرحمن طالب بالأول الإعدادى، وملك فى الخامس الابتدائى، هاجر بالصف الثالث الابتدائى ومحمد وفاطمة فى الاول الابتدائى، وليس لدىّ اى دخل مادى ثابت سوى مبلغ 500 جنيه من أهل الخير، وأضافت أنا أقيم فى منزل ريفى صغير بقرية فى البدرشين التابعة لمحافظة الجيزة، وبعد وفاة زوجى ضاق بى الحال كثيرا، فكل ما أتمناه هو مصدر رزق ثابت حتى أستطيع تربية أطفالى، وتحقيق أحلامى فيهم من خلال التعليم الجيد، ولذلك قررت ليلة القدر مساعدة إيمان بمبلغ مالى لمساعدتها فى القيام بعمل مشروع صغير حتى تتمكن من توفير متطلبات الحياة وتحقيق أمنيتها فى صغارها.

 

◄ رزق «أم البنات»
كانت الدموع تتساقط على وجهها كالمطر الذى يغسل أوراق الشجر ويعيد لها رونقها وشبابها بعدما تركت الأيام بصماتها وأحداثها العصيبة على ملامح وجهها وبدت كعجوز برغم انها لم تتعد الخمسين من عمرها إنها كريمة شمروخ صاحبة  الـ 49 عاما، تقول: « توفى زوجى وترك لى 3 فتيات، وأتقاضى معاشا شهريا للأرامل 1324 جنيها، لكن هذا المبلغ لا يكفى لتوفير الاحتياجات الأساسية للحياة، وعندما علمت بمساعدة مؤسسة ليلة القدر الخيرية لأمهات الايتام أرسلت لهم طلبا لمعاونتى على الحياة الصعبة لرعاية صغيراتى ..ثم أخذت تقبل يديها حمداً لله بأنه استجاب دعوتها ونالت تكريم مؤسسة ليلة القدر ثم ابتسمت.