بدون تردد

محمد بركات يكتب: نستطيع.. بالعلم والعمل (1)

محمد بركات
محمد بركات

ليس هناك مبالغة على الاطلاق فى القول بوجود حقيقة راسخة ومسلم بها فى العالم كله شرقه وغربه، تشير وتؤكد على أن الوسيلة الوحيدة والصحيحة لنمو الدول والشعوب وتقدمها، تعتمد بصورة أساسية على مقدرة هذه الدول على الأخذ بالعلم والعمل طريقا ومنهجا لتحقيق ذلك، بوصفه مسارا اختياريا للوصول إلى ما نسعى إليه.

وفى هذا الإطار فإن ما نلمسه ونراه على أرض الواقع يقول، أن هناك توافقا عاما بين الجميع على إعلاء قيمة العمل والعلم، باعتبارهما ضرورة لازمة لإحداث طفرة واضحة ونقلة موضوعية فى بناء الدول وتطورها، ونهضة وتقدم الشعوب والمجتمعات.

وفى يقيني أن كل الحضارات الانسانية جاءت كنتاج طبيعى لهذه الحقيقة، بما يؤكد الارتباط الشرطى بين نمو وتقدم الدول والشعوب، وقدرتها على العمل الجاد وإحاطتها الواعية بعلوم العصر.

وإذا كنا نسعى الآن بكل الجهد والإصرار لتحقيق طفرة كبيرة فى واقعنا الاقتصادى والاجتماعى، من خلال الانطلاق المتسارع والمدروس على طريق الاصلاح الشامل، فإن ذلك يتطلب إدراكا واعيا للحقيقة التى تؤكد أن الوسيلة المضمونة لتحقيق ذلك هى بالعمل والعلم معا.

وأحسب أن ذلك يتطلب منا السعى لزرع وترسيخ ذلك الادراك لدى جميع المواطنين، والشباب منهم بصفة خاصة، وأن تتم ترجمة ذلك الادراك إلى منهج عمل وهدف حياة،..، وهو ما يستوجب إعادة بناء الانسان المصرى، على أسس وقواعد صحيحة، بالتعليم الجيد والمتطور، فى اطار منظومة ثقافية وعلمية واجتماعية وانسانية وقيمية رفيعة ومتطورة.

وهذه المنظومة يجب أن تؤكد فى جوهرها ومحتواها، على إعلاء قيمة العلم وقدسية العمل المخلص والجاد، وترسيخ قيمة الانتماء الوطني فى عقل ووجدان شبابنا.
(وللحديث بقية)