عاجل

في يوم التراث العالمي.. جهود تنمية 14 موقعاً تراثياً استثنائياً في مصر

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يوم التراث العالمي هو يوم تحتفل به العديد من دول العالم 18 أبريل من كل عام وهو يوم حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS) للاحتفاء برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي من أجل اليوم العالمي لحماية التراث الإنساني، حسب الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في باريس في عام 1972.


وفى إطار هذا يرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار الممتلكات المدرجة كتراث عالمي استثنائي في مصر وعددها 14 ممتلكًا موزعة منها ستة ممتلكات تراث ثقافي وممتلك تراث طبيعي وخمسة ممتلكات تراث ثقافي لا مادي وممتلكان تراث ثقافي لامادي مشترك.

ويشمل التراث الثقافي خمسة ممتلكات سجلت تراث عالمى عام 1979 وهى ممفيس ومقبرتها منطقة الأهرامات من الجيزة إلى دهشور، منطقة طيبة ومقبرتها (الأقصر)، معالم النوبة من أبو سمبل إلى فيلة، منطقة أبومينا غرب الإسكندرية، القاهرة الإسلامية، وممتلك سجل عام 2002 وهى مدينة سانت كاترين، ويشمل التراث الطبيعى موقع واحد هو وادى الحيتان أدرج عام 2005 ويشمل التراث الثقافى اللامادى خمسة ممتلكات هى السيرة الهلالية أدرجت عام 2008، ولعبة التحطيب أدرجت عام 2016، والأراجوز أدرج عام 2018، والنسيج اليدوى فى صعيد مصر أدرج عام 2020، والاحتفالات المرتبطة بالعائلة المقدسة 30 نوفمبر 2022 .

وبخصوص التراث الثقافى اللامادى المشترك يشمل النخلة كتراث ثقافى لامادى مشترك سجل عام 2019 مع 14 دولة هى مصر، الإمارات، السعودية، البحرين، العراق، الأردن، الكويت، سلطنة عمان، فلسطين، اليمن، تونس، المغرب، موريتانيا، السودان، والخط العربى الذى تم تسجيله عام 2021 تراث ثقافى لامادى مشترك مع 16 دولة هى مصر، السعودية، البحرين، العراق، الأردن، الكويت، سلطنة عمان، فلسطين، لبنان، اليمن، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، السودان.

وأشار الدكتور ريحان إلى مجهودات الدولة فى تنمية وتطوير التراث العالمى فى مصر فمنذ تسجيل ممفيس ومقبرتها منطقة الأهرامات من الجيزة إلى دهشور قامت بعثات آثار أجنبية تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار وبعثات آثار مصرية باكتشافات هامة بالمنطقة تمثلت فى مراكب الشمس، الطريق الصاعد ومعبد الوادى للملك خوفو، المراكب الغربية بجنوب الهرم، حفائر نزلة السمان، الاكتشافات الجديدة للطريق الصاعد والمعبد السفلى، الجبانة الشرقية ومعبد خوفو الجنائزى، كما تم الكشف عن أهرام الملكات والهرم العقائدى وحفائر الجبانة الغربية وثكنات العمال وورش ومواقع الاستيطان بالجيزة والمدينة المفقودة بنزلة السمان وجبانة العمال بناة الأهرام، كما تم الكشف عن الميناء وحفائر أمام معبد الوادى للملك خفرع وحفائر جنوب هرم منكاورع والجبانة الرمزية للمعبود أوزير، و اكتشاف مقبرة حتتب، 3 مقابر من الدولة الحديثة و4 مقابر من الدولة القديمة ومقبرة كاملة لأحد أكبر قادة الملك رمسيس الثانى فى سقارة وافتتاح مقبرة ميحو واكتشاف مقبرة نيث واكتشاف خبيئة بجبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون).

ونوه الدكتور ريحان إلى إنجازات الدولة بمنطقة طيبة ومقبرتها (الأقصر) حيث تم الكشف عن تابوت لم يمس من قبل بمقبرة الوزير أمنحتب حوى بمنطقة العساسيف بالأقصر بداخله مومياء "مغنى آمون" ومقبرة رئيس المخازن وصانعى الجعة للإلهة موت فى عصر الرعامسة بمنطقة الخوخة بجبانة طيبة بالبر الغربى ومقبرة ضخمة تحتوى على بقايا لما يقرب من 50 مومياء منها ما يخص أفراد من العائلة الملكية يرجح انتماؤها إلى الملكين تحتمس الرابع وأمنحتب الثالث من عصر الأسرة 18 واكتشاف مقبرة "ثاو آر خت إف" بالبر الغربى بمدينة الأقصر وتعود إلى عصرالأسرة الـ19 واكتشاف مقبرة ثاو آر خت إف بالبر الغربى بمدينة الأقصرتعود إلى عصر الأسرة 19 واكتشاف مقبرة ملكية فى البر الغربى بالأقصر، واكتشاف «أقدم مدينة سكنية بمدينة الأقصر تعود إلى العصر الروماني». واكتشاف خبيئة العساسيف التى تعد أعظم الاكتشافات فى القرن الحالى باعتبارها الاكتشاف الثالث الأكثر شهرة عالميًا فى خلال ثلاثة قرون وتضمنت 30 تابوت خشبي ملون بوجه آدمي، بينها توابيت لرجال ونساء، وأخرى لثلاثة أطفال.

وتابع الدكتور ريحان بخصوص معالم النوبة من أبو سمبل إلى فيلة كشفت البعثة المصرية بمنطقة البر الغربى بأسوان وخاصة بالقرب من مقبرة الأغاخان نحو 20 مقبرة تنوعت أغلبها بين العصور اليونانية الرومانية والعصور المتأخرة والعصر المسيحى المبكر، كما نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بإدارة المحاجر والمناجم فى اكتشاف نقوش صخرية ترجع إلى أواخر العصر الحجرى القديم خلال مسح أثرى فى وادى سوبيرة شمال أسوان، وعثرت البعثة على شواهد أثرية أخرى تصور ورش صنع الأدوات الحجرية وطرقها القديمة ومناطق المحاجر كما تم اكتشاف ست مقابر بمنطقة قبة الهواء تحتوى على أجزاء من قناع جنائزى وتميمة معدنية صغيرة تظهر الإله خنوم وكمية كبيرة من الفخار التى لا يزال بعضها محتفظ بمحتوياتها القديمة، واكتشاف ورشة لصناعة العناصر المعمارية فى منطقة جبل السلسلة الأثرية شمال مدينة أسوان واكتشاف نقوش هامة بوادى أبو صبيرة شمال شرق أسوان ترجع إلى العصر الحجرى الحديث.

ونوه الدكتور ريحان إلى أهمية دير مارمينا كقيمة عالمية استثنائية فهو مسجل كأثر بالقرار رقم 698 لسنة 1956 ومسجل تراث عالمي باليونيسكو عام 1979 ويرجع تاريخ إنشاؤه إلى أواخر القرن الخامس والنصف الأول من القرن السادس الميلادي ويبعد 75 كم غرب الإسكندرية، 60كم جنوب مدينة برج العرب القديمة ومساحة الموقع ألف فدان، أكتشف عام 1905 على يد العالم الألماني كاوفمان ثم حفائر المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية من 1925 إلى 1929، وحفائر المتحف القبطي بالقاهرة 1951 – 1952، ومنذ عام 1961 بدأ المعهد الألماني للآثار بالقاهرة في حفائر برئاسة الدكتور بيتر جروثمان، وقد أسفرت التنقيبات بموقع أبو مينا منذ عام 1905 عن كشف مدينة كاملة كان يطلق عليها "المدينة الرخامية" لكثرة الرخام بها بالإضافة إلى مجموعة من الكنائس والمنازل والحمامات، ويعتبر دير "أبو مينا" مركزًا لتجمع الحجاج المسيحيين لانطلاقهم في رحلة الحج المقدسة إلى جبل موسى ودير سانت كاترين والبعض كان يتوجه من دير سانت كاترين إلى القدس، بل كان دير مارمينا نفسه مقصدًا للحجاج من أوروبا والتبرك بمياه بئر القديس مينا، وقام المجلس الأعلى للآثار بتنفيذ أكبر مشروع لخفض منسوب المياه الجوفية بالإضافة إلى تنفيذ مشروع ترميمه وتطوير الموقع العام ككل.

وبخصوص دير سانت كاترين فإن الدولة تقوم بأكبر مشروع فى تاريخ المنطقة وهو مشروع التجلى الأعظم الذى يتضمن 14 مشروعًا منها إنشاء فندق جبلى 150 غرفة بوادى الراحة على مساحة 16.80 فدان، وتصميم النزل البيئى الجديد بمنطقة وادى الراحة 216 غرفة ومنطقة الحديقة الصحراوية ودرب موسى امتداد وادى الراحة خلف النزل البيئى القائم حاليًا، ومشروع درء أخطار السيول بمحيط مدينة سانت كاترين البلدة التراثية، وإنشاء مركزًا للزوار بمدخل المدينة بموقع ميدان الوادى المقدس، وتطوير مركز المدينة التراثى، وإنشاء وتطوير الحى السكنى الجديد بالزيتونة، وتطوير المنطقة السياحية الاستثمارية منطقة الهضبة بوسط المدينة، وإحياءً مسار نبى الله موسى من وادى الراحة إلى جبل التجلى ليؤكد للعالم أجمع أن هذه المنطقة هى الذى تجلى عندها المولى عز وجل لنبيه موسى عند شجرة العليقة المقدسة وتجلى مرة أخرى حين دك الجبل ولذلك يوجد الجبلين متقابلين بالمنطقة جبل موسى وجبل التجلى، علاوة على جهود كل الوزارات ومؤسسات الدولة فى المشروع القومى إحياء مسار العائلة المقدسة كطريق للحج فى مصر والمشروع القومى لتطوير القاهرة التاريخية.