عاجل

الأمير ضرار.. حكاية الصحابي الجليل شجاع وفارس ومقامه في الصعيد

الأمير ضرار
الأمير ضرار

يحتفل أهالي قرية هو بنجع حمادي،  سنويا، في هذا التوقيت الهجري من كل عام، بمولد سيدي الأمير ضرار، وأخته خولة، التي يطلق عليها " الفارس الملثم"، ويعد مقام الأمير ضرار وأخته، من أشهر المقامات في الصعيد، خاصة لكون صاحب المقام من صحابة رسول الله الأجلاء، فلقد كان شجاعا وفارسا،  ولقب بقاتل الملوك.

ويحتفل أبناء الطرق الصوفية،  كل عام، بمولد الأمير ضرار، داخل مسجده ومقامه،  الموجود وسط مقابر قرية هو التاريخية،  والتي أبهرت الفرنسيين، ويكون الاحتفال عبارة عن تلاوة القرآن ومدح والوعظ والإنشاد وإطعام الطعام.

والأمير ضرار هو ضرار بن الأزور، وهو مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن أسد بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الأسدي.

لم يكن الأمير ضرار وحده من يتميز بالشجاعة، لكن تميزت بها أيضًا أخته "خولة"، التي بني لها مقام بجواره، وهي من حاربت ببسالة في الجيش الإسلامي في حرب الروم، متخفية، وسميت لذلك بالفارس الملثم، لإنقاذ أخيها "الأمير ضرار"من الأسر في أيدي هرقل ملك الروم وقتها.

كان الأمير ضرار فارساً شجاعًا، شاعرًا، ومن المحاربين الأشداء الأقوياء ومحبي المعارك، ويقول البعض إن ذكر اسمه كان كافيًا ليدُب الرعب في قلوب الأعداء، وله مكانة عند النبي، حيث كان يثق به، فيرسله إلى بعض القبائل فيما يتصل بشؤونهم، وقد أرسله ذات مرة ليوقف هجوم بني أسد.

كان يحبه النبي ويعتمد عليه لمهارته في صد المرتدين منهم بني أسد، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما غبنت صفقتك يا ضرار، بحسب رواية أبو وائل عن ضرار بن الأزور إنه يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أمدد يديك أبايعك على الإسلام، ثم قال: تركت القدح وعزف القيان.. والخمر تعلله وانتهالا، وكري المحبر في غمرة.. وحملي على المشركين القتال، فيارب لأغبنن صفقتي.. فقد بعت مالي وأهلي ابتذالا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما غبنت صفقتك يا ضرار”.

وشارك الأمير كقائد في العديد من الغزوات، كحرب المرتدين، وفتوح الشام، وكان من الذين تعاهدوا على الثبات في وجه الروم، وذلك عندما وقف عكرمة بن أبي جهل يقول: من يبايع على الموت؟ فكان ضرار أول من استجاب له، وأخذ يشجع الناس على الصبر والثبات.

ووفقا لروايات فلقد قدم الأمير ضرار وأخواته إلى صعيد مصر، وأقاموا بمنطقة " هو " حتى ماتوا، وكان لهم العديد من الكرامات حسب أقوال أهالي المنطقة، وبني للأمير ضرار مسجد وضريح، ولأخته خولة ضريح في نفس المنطقة، ويتوافد عليه المحبين، ويعتبر اليوم هو عيد "البيات السنوي" للاحتفال بالأمير ضرار.

وداخل المقام تجد لوحة معلقة،  مكتوب عليها، "يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(17)” سورة الحجرات آية “17”، نزلت عن "بني أسد"، قبيلة الأمير ضرار الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يعتقدون أنهم يمنون عليه، أنهم أسلموا دون قتال.

وأهل القرية يقولون حول وجود مقامه بقرية هو إنه محارب قوي جاء لمصر تحديدًا قرية هو أثناء الحروب مع الروم تحت قيادة خالد بن الوليد، حيث معارك المقاتلين المسلمين مع الروم، في موقعة هور، برفقته أخته “خولة” و”محمد الناظر” ابن عمومتهم.

ويقال إن الأمير ضرار رغم بسالته آسر أثناء الحرب مع الروم في نفس المنطقة بعد قتاله بشجاعة، وأنقذته أخته الأميرة خولة، التي لقبت بالفارس الملثم، بعد إخفائها خبر أسره عن المقاتلين وارتدت زي الحروب مخبأة وجهها، وحاربت هي الأخرى بشجاعة مع المقاتلين.