في أمريكا.. المواطنون صامتون أمام جرائم الشوارع.. والشرطة تتأخر

حادث سطو عنيف لمتجر كبير في اوستن
حادث سطو عنيف لمتجر كبير في اوستن

دينا جلال

  يبدو أن الامن والامان في الشوارع حالة ينعم بها المجرمون والسارقون في أمريكا في ظل الفوضى الأمنية العارمة، يرتكبون اغلب الجرائم دون تدخل من الشرطة أو المواطنين، لا يوجد من يقف امامهم، الانتقادات موجهة للشرطة طوال الوقت بسبب التحرك ببطء نحو حوادث إطلاق النار والسطو المسلح والسرقة بالإكراه والجناه يصعب الوصول اليهم، أما الأمريكيون انفسهم فهم مصابون بحالة من القلق والإحباط ترصدها إحصائيات متنوعة قادتهم إلى حالة من السلبية المفرطة امام جرائم الشارع المتنوعة وتستمر السلبية ليتساءلون عن كيفية التهرب من الإدلاء بشهادتهم عند رؤية جريمة ما.

جرائم متنوعة يرتكبها مجرمون يفقدون عقولهم في لحظات، يرتكبون جرائم شديدة العنف والدموية بشكل علني لتتحول إلى حديث الرأى العام على مدار ساعات وايام واسابيع، وأمام حوادث الشوارع المتنوعة يتكرر التساؤل ماذا فعل شهود الجريمة؟ هل حاول شخص منع الجاني أو ردعه عن ارتكاب جريمته؟.. خوف المواطنين وراء اكتمال الجرائم على مرأى ومسمع من الجميع دون تدخل او مقاومة من أى شخص، وهو ما نرصده في مشاهد صدمة متنوعة.

ثلاثة مواقع

مشاهد صادمة وقعت احداثها في مدينة صغيرة بولاية ميسيسيبي الامريكية؛ حين اقدم رجل مسلح يحمل بندقية ومسدسين على اطلاق النار على زوجته السابقة وخمسة آخرين، الغريب في الامر أن الجريمة وقعت في عدة مواقع منها متجر ومنزلين نجح الجاني ريتشارد ديل في اقتحامهم والتنقل بينهم بسهولة لقتل ضحاياه دون أن يوقفه احد في تفاصيل مخجلة تكشف سلبية المحيطين به وتباطؤ الشرطة بشكل محرج، اطلقت الشرطة بيانها بعد الحادث؛ لتؤكد أن الهجوم بدأ باقتحام المتهم لمتجر صغير بمحطة بنزين مساءً واطلق النار على رجل مجهول، ثم ذهب إلى منزل قريب من المتجر واقتحمه ليقتل زوجته السابقة بالرصاص خلال لحظات، وضرب خطيبها بلكمة ودفعه بعيدًا دون أن يلقي النار عليه، ثم توجه المتهم المسلح إلى منزل زوج والدته واطلق النار عليه وقتل امرأة اخرى برفقته لم تكشف الشرطة هويتها واستمر الحادث الغريب ليخرج المتهم من المنزل ويطلق النار على شخصين آخرين، أحدهما داخل سيارة والآخر على الطريق وهما من عمال البناء كانا بجانب موقع عملهما.

بعد مغادرة الجاني لمسرح جريمته الاخيرة بالشارع، تحركت الشرطة بعد تلقى بلاغ حول وقوع جرائم قتل متتالية وسماع دوي رصاص وصراخ متنوع دون أن يقترب احد من القاتل خوفًا من طلقات رصاصه الطائشة، تم رصد الجاني متخفيًا داخل سيارته إلى أن يستطيع الهرب إلا أن الشرطة ألقت القبض عليه بالقرب من منزله بعد مطاردة قصيرة بالسيارة لتعلق الشرطة على الحادث ببيان رسمي تؤكد فيه؛ أن المدينة شهدت جريمة شديدة العنف لم تأت على بال رجال الشرطة من قبل وتخرج عن نطاق توقعاتهم، وانتهى الامر بإلقاء القبض على الجاني وعمره 52 عاما بعد ساعات من الجريمة في مطاردة بسيارته مع الشرطة ليواجه تهم ارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى، تم احتجازه في سجن المقاطعة دون الكشف عن دوافعه وراء الهجوم المسلح، وقع الحادث على غرار حادث سابق لقي فيه 6 أشخاص بينهم طفل رضيع مصرعهم في حادث اطلاق نار أو إعدام ناري على غرار عصابات الجريمة المسلحة في ولاية كاليفورنيا.

شهود صامتون

انتهت الجريمة الصادمة لتتوالى التساؤلات حول دور الشرطة والمواطنين في الجريمة، وكيف تحولت الشوارع إلى درجة عالية من الامان لمرتكبي الجرائم؛ وتكشف الاحصائيات أن الخوف يحل في المرتبة الاولى فالمتهم يحمل اسلحة نارية يوجهها صوب أى شخص يقابله دون أى وجود للشرطة خلال الجريمة، ولا يتوقف الامر عند الخوف أو سلبية شهود الحوادث العلنية في الشوارع أو الغياب الامني وانما تستمر عقدة التواصل بين شهود أى حادث والشرطة، فجرائم السرقة والسطو المسلح يرتكبها جناه ملثمون اغلب الوقت، وتنتهي الحوادث بنداءات متكررة للشرطة لشهود الحادث بالكشف عن مواصفاته أو المساعدة في الوصول اليه، ومن هنا نجد احد اكثر التساؤلات انتشارًا على مواقع التواصل الاجتماعي ويتساءل فيها المواطنون عن كيفية التهرب من الإدلاء بشهادة في حالة طلب الشرطة لشاهد عيان لحادث وهو الامر الذي يعد مخالفة قانونية في حالة طلب شهادة شهود الحادث.

شهدت الولايات المتحدة الأمريكية حتى نهاية مارس اكثر من 130 حادث إطلاق نار جماعي في جميع أنحاء الولايات بما في ذلك الهجوم على مدرسة في ناشفيل الذي قتل فيه 6 ابرياء، وتصل عمليات السطو التي تحدث سنويا في الولايات المتحدة الى 2 ونصف مليون عملية وفقًا لبيانات وزارة العدل الأمريكية السنوية، وأكثر من نصفها عبارة عن عمليات اقتحام منزلية، أما السرقة في الشوارع فتشير التقديرات إلى وقوع شخص ضحية للسرقة كل 5.5 ثانية وتليها حوادث السطو المسلح.

سرقة وقتل

جريمة اخرى تتعلق بالسطو المسلح وقعت احداثها في ولاية كاليفورنيا اعتدى فيها لصوص مسلحون على جين أنجل وهى ناشطة اجتماعية وحقوقية ضد العنف الجسدي والاجتماعي والتعرض للظلم، اوسعها المجرمون ضربًا إلى أن سقطت قتيلة، وكشف شهود الحادث أن الضحية توفيت متأثرة بجروح أصيبت بها بعد أن واجهها لصوص مسلحون حطموا نافذة سيارتها خارج أوكلاند ويلز وسرقوا متعلقاتها ثم هربوا، حاولت أنجل مطاردة المشتبه بهم بنفسها دون أن يساعدها احد وسحبوها بعنف من سيارتها ثم أوسعوها ضربا و صدموا رأسها عدة مرات بالرصيف ثم غادروا المكان لتتدخل الشرطة في نهاية الامر بعد مغادرتهم المكان وعلى مسافة بعيدة من مكان الحادث بعد الإبلاغ عنهم دون محاولة إنقاذها أو مساعدتها، وأعلنت الشرطة وفاة الضحية جين أنجل بعد محاولات من خضوعها لإجهزة الانعاش، وتحقق إدارة شرطة أوكلاند في الجريمة باعتبارها جريمة قتل وتعتقد أن اثنين من المشتبه بهما المعروفين للإدارة متورطين في الجريمة بشكل واضح.

استطلاعات رأى

تعبر استطلاعات التي تم اجراؤها مع مطلع العام الحالي لغالبية الشعب الامريكي عن مخاوفهم من انتشار الجريمة بشكل ملحوظ حتى صارت الجريمة مصدر قلق كبير للأمريكيين في عام 2023 وفقا لبيانات استطلاعات الرأي التي تم إصدارها حديثًا، اكدت مؤسسة جالوب أن الاستطلاع أظهر أن 72٪ من الأمريكيين ممن شملهم الاستطلاع يتوقعون زيادة معدلات الجريمة وليس انخفاضها هذا العام، واشارت الى ان 56٪ من الأمريكيين قالوا إن الجريمة اصبحت ضعف معدلاتها عن الاعوام الماضية، ولم تكتمل بيانات جرائم مكتب التحقيقات الفيدرالي هذا العام حول معدلات الجريمة لأن العديد من أقسام الشرطة الرئيسية فشلت في الإبلاغ عن أرقامها بعد ارتفاع معدلات جرائم العنف بشكل متتالي سنويا منذ وفاة جورج فلويد في مينيابوليس في عام 2020 ووقف تمويل الشرطة وتفكيكها في عدد من المدن لترتفع حالات الشغب والجرائم الفردية والجماعية وغيرها كما توالت مشاهد السطو والسرقة العلنية في ظل حالة الفوضى.

حوادث سطو

منذ ايام قليلة شهدت ولاية تكساس حادث سطو عنيف لمتجر كبير في اوستن، شنه ثلاثة قاصرين مشتبه بهم ينهبون المؤسسة وكانوا مرتبطين بعمليات سطو أخرى وقالت السلطات إن اثنين آخرين من المشتبه بهم كانا يقومان بنهب المتجر واستمرا في سرقة محتوياته ثم ركضا باتجاه سيارة في الخارج وهم جزء من عصابة مسئولة عن 11 عملية سطو أخرى هذا العام تمت دون إلقاء القبض عليهم، كما يجري مكتب التحقيقات الفيدرالي بحثًا مكثفًا عن شخصين مشتبه بهما في عملية سطو على بنك أوف أمريكا في مدينة كانساس سيتي بولاية ميزوري، وقع الحادث قبل الساعة الواحدة ظهرا باقتحام المشتبه بهما وهما رجلان يرتديان أغطية للرأس وقبعات بيسبول وأقنعة ونظارات شمسية، حصلا على مبلغ غير معروف من المال ثم غادرا البنك بسهولة دون أن يوقفهم أحد وقبل أن تتدخل الشرطة كالعادة.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 13/4/2023

أقرأ أيضا: إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة بصحراوي أطفيح