سبت النور | «طاقشني واطاقشك».. لعبة شعبية تُعيد ذكريات «الحِمّيرة» في قرى قنا

سبت النور | «طاقشني واطاقشك» .. لعبة شعبية تُعيد ذكريات «الحِمّيرة» في قرى قنا
سبت النور | «طاقشني واطاقشك» .. لعبة شعبية تُعيد ذكريات «الحِمّيرة» في قرى قنا

«طاقشني واطاقشك» لعبة شعبية في قرى قنا، تعيد الذكريات، للاحتفال بأعياد الربيع، وخاصة اليوم والذي يحتفل فيه أقباط ومسلمون بسبت النور.

فتعكف السيدات في الصعيد منذ شهر مضى على جمع البيض البلدي، سواء بشرائه أو عن طريق تجميعه من ناتج الدجاج "الفروج البلدي"، حتى تأتي عشية اليوم السبت، فيقمن بتوزيع البيض على أطفال الأهل والأقارب والجيران، في عادة تظهر ملامح الترابط بين أبناء الصعيد.

اقرأ أيضا| بركة ودعاء وفرحة وصلوات.. كيف احتفل «أقباط قنا» بأسبوع الآلام؟

وما تبقى من البيض فإن السيدات يقمن بـ"سلقه" ثم تلوينه بألوان صناعية أو باستخدام قشر البصل والبرسيم والكركادية، حيث يرسم عليه أشكال مختلفة سيطر عليها هذا العام علم مصر، وكتابة عبارة "تحيا مصر" على البيض.

وفي صباح اليوم انطلق الأطفال في الشوارع حاملين البيض الملون، مع "تكحيل أعينهم"، فيما يسمى بـ"الحِميرة" ويلهو الأطفال به فى لعبة عُرفت في القرى باسم " طاقشني واطاقشك"، وفيها يجتمع طفلان يمسكان البيض بأيديهما ونقر البيضة بالأخرى، وعندما يتم كسر واحدة منهما يعتبر صاحبها هو الخاسر، ويفرح من بحولهم، ما يثير عادة حزن الخاسر وربما تصل إلى حالة من البكاء خاصة عند الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم السنية 3 أعوام، أما من هو أكبر من ذلك، فيكون هناك نوع من المنافسة أكبر وجلب بيض آخر في محاولة منه لرد هزيمته.

الأحد " الملوحة"، الإثنين " العصيدة"، الثلاثاء " الفاقوس" الأربعاء "أربع أيوب"، الخميس "العدس"، الجمعة " المفروكة"، السبت "النور "الأحد" الفرفيطة"، الإثنين" شم النسيم، هذه هى مسميات أيام احتفالات الربيع عند المسلمين خاصة فى القرى والنجوع، وفيها يلتزمون بتطبيق وجبة كل يوم بما يتناسب بهذا المسمى، والذى يعتبر طقسًا لا يجوز مخالفته بحال من الأحوال، ويعتبرون مخالفته تجلب الحظ السيىء والنحس، وان قلّت في هذا العام، بسبب التزامن مع شهر رمضان الكريم.

يقول الأب لوقا وكيل مطرانية نجع حمادى ، إن الأحد الذى يسبق أعياد الربيع بأسبوع يسمى أحد "الزعف أو الشعانين" وفيه يستخدم المسيحيون سعف النخيل " الخوص" فى صناعة أشكال هندسية مثل " التاج والخاتم وغيرها " للتعبير عن الفرحة، والذى يواكب احتفال المسيحيون بدخول السيد المسيح لمدينة أورشاليم وحملهم الزعف وأغصان الزيتون

ويتابع: أما الإثنين فهو يسمى بـ " التآمر" وفيه تآمر اليهود على المسيح ، والثلاثاء فيسمى بـ " الإشارة " وفيه أشار "هوذا" فى الظلام على المسيح قبل محاولة صلبه ، ويأتى يوم الأربعاء وفيه يتذكر الجميع صبر أيوب على الإبتلاء، والخميس" العهد" حيث قال المسيح لتلاميذه هذا جسدى وحمل عصير "الكرمة" وقال هذا دمى، وأخذ منهم العهد على الإيمان به، أما الجمعة "العظيمة" التى فيها صلب المسيح، ثم يأتى السبت " النور" والذى ظهر فيه النور من قبر المسيح بعد صلبه ، وفيه يذهب المسيحيون إلى كنيسة القيامة ببيت المقدس حيث يحملون الشموع التى يتم إضائتها بدون أى مواد مشتعلة على حد قوله، ثم يأتى يوم " الأحد" ففيه يحتفل المسيحيون بعيد القيامة وقيام المسيح من قبره، ثم يأتى الاثنين وفيه يتم الإحتفال بشم النسيم ويتناول فيه الجميع وجبة " الملوحة " والبصل، وهو عيد منذ عصر ما قبل المسيح.