«مخدر الزومبي».. الولايات المتحدة تعيش رعب «الموتى الأحياء» |صور وفيديو

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«إذا كذبت العنزة فإن قرنيها لا يكذبان»، وعلى مدار عقود مضت نجحت الولايات المتحدة في ترويج صورة وردية عن «الحلم الأمريكي» من مظاهر الحضارة والبناء والتطور والريادة، ولكن لأن الكذب يدين للحقيقة بدين، كان هناك وجه آخر على عكس ما يتم تصديره للعالم، حيث عاد للواجهة في الولايات المتحدة الأمريكية القلق من «مخدر الزومبي»، بعد انتشار مشاهد لأشخاص يتمايلون ويتحركون بشكل غريب كما لو أنهم «زومبي أو موتى أحياء»، كما اعتدنا رؤيتهم في الأفلام الخيالية.

مجتمع الزومبي
ولأن معنى العقل وعمله تمييز الأشياء وتفصيلها، ومعنى الصدق وعمله ثبات الأشياء في مواضعها، ومعنى الجهل وعمله تلبيس الأشياء وتخليطها، ومعنى الكذب وعمله وضع الأشياء في غير مواضعها، ظهر جليا خلال الأيام الماضية حالة الرعب التي أصابت المجتمع الأمريكي نتيجة انتشار هذا المخدر في ظل ما يصيب به متعاطيه من أعراض قاتلة ومرعبة مثل أنه يمنح مستخدميه مظهرا يشبه «الزومبي»، كما أنه يصيبهم بحالة من النعاس المفرط ويتسبب في عفن الجلد، وتصل تأثيراته إلى المخ والقلب والعظام.

«مخدر الزومبي»، يعرف في الأوساط الطبية باسم «tranq»، وهو مزيج بين مادة «الزيلازين» والتي تعد دواء بيطري يشبه الكوكايين ويعطى للحيوانات الضخمة بغرض تهدئتها وتسكين الألم لديها، ممزوجة بمادة «الفنتانيل». ويسمح المزيج بإطالة تأثير الشعور بالنشوة، ويمكن تعاطيه عن طريق الحقن أو التدخين أو استنشاقها عبر الأنف. ويحول هذا المزيج المدمنين عليه إلى ما يشبه الموتى الأحياء، ويسبب الإفراط في تعاطيه إلى ظهور تقرحات جلدية متعفنة بالقرب من موضع الحقن، مما يؤدي إلى بتر الأطراف إذا لم تعالج، ثم يفضي في النهاية إلى الموت، بحسب خبراء.

تقارير صحفية، حذرت من انتشار هذا المخدر بسرعة قياسية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لم تلقى تلك التحذيرات أي رد فعل أمام ارتفاع أعداد المدمنين على هذا المخدر ولا سيما في سان فرانسيسكو ونيويورك وفيلادلفيا ولوس أنجلوس، لافتة إلى أن ولاية فيلادلفيا صارت اليوم بؤرة تفشي هذا المخدر، وتحول حي كنسينجتون في المدينة الواقعة في ولاية بنسلفانيا الأمريكية إلى مكان مرعب بسبب تفشي هذا المخدر به بصورة مخيفة.

مادة لتهدئة الحيوانات
د. فؤاد عودة رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية، قال إنه هناك قلق كبير بسبب ما يعرف بـ«مخدر الزومبي» لأن يتكون من مزيج من مادة «الزيلازين» التي تستخدم عادة لتهدئة الحيوانات، حيث يتم إعطائها عادة للخيول حينما يصيبها حالة من الرعب والخوف وعدم قدرة صاحبها على السيطرة عليها، لافتا إلى أن تلك المادة يتم خلطها مع مادة «الفينتانيل» لذلك يعد من أخطر أنواع المخدرات على مستوى العالم.

وأوضح رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية، في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم»، أن خطورة هذا المخدر ترجع إلى عدة أسباب أبرزها، أننا كأطباء نستطيع علاج من تعاطى جرعة واحدة أما أولئك الذين يأخذون أكثر من جرعة، فليس هناك علاج لهم، مشيرا إلى أن هناك 48 ولاية في الولايات المتحدة منتشر بها هذا المخدر من أصل 50 ولاية، ومنبع الخوف في الولايات المتحدى ناتج من زيادة التعاطي في أخر عامين وصل إلى حوالي 1122%.

2 جرام جرعة قاتلة
وأشار رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية، إلى أنه في الفترة من شهر نوفمبر 2021 وحتى عام 2022 من الشهر ذاته، توفى أكثر من 105 آلاف شخص، 65 % منهم بسبب هذا المخدر، حيث أنه يصيب المخ والقلب والجهاز العصبي كما أنه أقوى 50 مرة من مخدر الهروين، كما أن 2 جرام منه يعتبر جرعة قاتلة، وربما ما يزيد التخوف أكثر في الولايات المتحدة أنه خلال الفترة من عام 2022 وحتى 2023 زادت نسبة الإصابات والوفيات مقارنة بالأعوام السابقة.

 

أدوية مغشوشة
من جانبها، أصدرت إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة تحذيرات للسلامة العامة وسط ارتفاع حاد فى الأدوية المغشوشة التى تحتوى على الفنتانيل والميثامفيتامين التى تباع فى جميع أنحاء البلاد وبشكل خاص في السوق السوداء، موضحة أنها ضبطت مزيج «الزيلازين والفنتانيل» في 48 ولاية من أصل 50، وأنه يوزع على شكل أدوية طبية مزيفة مثل «Percocet و OxyContin و Xanax»، وأن معظم الفنتانيل في السوق الأمريكية مصنوع في المكسيك بمواد كيميائية قادمة من الصين. كما تعهدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية  FDAبتضييق الخناق على مصادر استيراد هذا الدواء.

على الجانب الأخر، ركز عدد من الخبراء والمدافعين عن حقوق الإنسان، على غياب الوعي والمعرفة حول المخاطر الناجمة عن هذا المزيج وكيفية التخلص من هذه الآفة ومعالجتها.

الجدير بالذكر أنه تم اكتشاف مادة «الزلازين»، للمرة الأولى ممزوجة بالهيروين في بورتوريكو منذ نحو 20 عاما، قبل أن تشق طريقها وتصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.