لأول مرة فى مصر.. تنفيذ شبكة خطوط سكك حديدية عالمية بطول 2000 كيلو متر

آمن وصديق للبيئة.. القطار السريع يقود الجمهورية الجديدة إلى عصر «النقل الذكي»

النماذج الثلاثة لمشروع القطار الكهربائي السريع
النماذج الثلاثة لمشروع القطار الكهربائي السريع

تنفذ وزارة النقل لأول مرة العديد من المشروعات التى تنقل مصر إلى عصر النقل الذكي من خلال وسائل مواصلات حديثة بتكنولوجيا متطورة وأكثر استدامة وترسخ لمفهوم النقل الأخضر الذى يساهم فى حماية البيئة والحفاظ عليها.. ومشروع القطار السريع هو أحد تلك المشروعات المهمة ويهدف إلى خلق منظومة متكاملة تربط بين كل الموانئ، المدن الصناعية، مناطق التنمية العمرانية الجديدة، والعاصمة الإدارية والمدن السياحية بالبحرين الأبيض والمتوسط.. وفي مايو الماضي شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي مراسم توقيع التعاقد مع شركة «سيمنز» العالمية، لإنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائي السريع فى مصر بإجمالي 3 خطوط يبلغ طولها حوالى 2000 كم على مستوى الجمهورية.

وأكد الرئيس أن شبكة خطوط القطارات الكهربائية السريعة الجديدة تأتى ترسيخا للتعاون المثمر بين مصر والمانيا فى مجال البنية الأساسية، وستمثل إضافة كبيرة لمنظومة النقل ايذانا ببداية عصر جديد للسكك الحديدية في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط. كما اعتبرت الشركة الألمانية المنفذة المشروع هو الأضخم فى تاريخها منذ تأسيسها قبل 175 عاما.
 

■ أعمال التشطيبات داخل محطة القطار الكهربائي السريع بالعاصمة الإدارية الجديدة

وبعد توقيع التعاقد الخاص بالمشروع مع «سيمنز» العالمية فى مايو 2022 بدأ التحالف الذى يضم شركتي أوراسكوم والمقاولون العرب بجانب الشركة الألمانية، فى إنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائي السريع فى مصر بإجمالى أطوال حوالى 2000 كم على مستوى الجمهورية، وذلك بهدف إقامة شبكة حديثة لخطوط السكك الحديدية السريعة فى مصر تربط 60 مدينة بقطارات تصل سرعتها حتى 230 كم/ساعة، وتخدم 90% من المواطنين، حيث ستخدم ملايين الركاب يوميا، وتنقل كذلك ملايين الاطنان من البضائع سنويا.

كما يشمل التعاقد تقديم خدمات الصيانة لمدة 15 عاما. ومشروع القطار الكهربائي السريع الذى تصل تكلفته إلى حوالى 360 مليار جنيه يتم تنفيذه على أربع  مراحل بالتوالى وتتضمن المرحلة الاولى تنفيذ خط القطار السريع الذى يبلغ طوله 460 كم، ويمتد من العين السخنة بمحافظة السويس إلى مدينة العلمين الجديدة، مرورا بعدة مدن كبرى، وهى «العين السخنة، العاصمة الإدارية الجديدة، القاهرة، الجيزة، 6 أكتوبر، الإسكندرية/ العلمين الجديدة».

أما المرحلة الثانية فيبلغ طولها 200 كم، حيث تربط بين محافظتى الإسكندرية ومرسى مطروح. ويصل طول المرحلة الثالثة إلى 285 كم، وتهدف إلى الربط بين 4 مدن ساحلية هى «مدينة الغردقة، وسفاجا، وقنا، ومدينة الأقصر».

وتتمركز المرحلة الرابعة على طول 850 كم، وذلك لخلق خط تنقل رئيسي على محاور النيل الغربية بداية من مدينة 6 أكتوبر، ثم مدينة الأقصر، وتليها مدينة أسوان. إضافة إلى ذلك، ستكون السادس من أكتوبر محطة تبادلية مع قطار المونوريل القادم من العاصمة الإدارية، وسيضم هذا المسار 18 محطة بواقع 8 محطات للقطار السريع، و10 محطات قطار إقليمي.

ويتمثل دور الشركات المصرية المشاركة بالمشروع فى تخطيط مسار القطار السريع، وإنهاء أبحاث التربة ورفع المساحات وإقامة الجسور الترابية وكبارى القطار وإضافة خرسانات الطرق والقضبان، بالاضافة إلى إنشاء وتركيب محطات القطار السريع. أما شركة سيمنز الألمانية فتقوم بإدارة أعمال الاتصالات والتحكم وإعداد أنظمة كهرباء شبكة القطارات، وصيانة عربات القطار لمدة 15 سنة من تاريخ التعاقد، بالاضافة إلى تصنيع وتوريد 35 قطارا إقليميا للركاب، و10 جرارات للبضائع.

اقرأ أيضًا | تحويلات مرورية لاستكمال الأعمال الخاصة بمشروع القطار الكهربائي السريع 

وزير النقل: المشروع يخلق الآلاف من فرص العمل للشباب ويخدم المناطق العمرانية والزراعية والصناعية والسياحية

◄ جولات تفقدية
الاسبوع الماضي واصل الفريق مهندس كامل الوزير - وزير النقل، جولاته التفقدية لمتابعة مواقع العمل بمشروع الخط الأول للقطار الكهربائى السريع العين السخنة العلمين مطروح من محطة العاصمة وحتى محطة السخنة وتابع الوزير خلال جولته تقدم معدلات تنفيذ محطة العاصمة وهى محطة تبادلية مع القطار الكهربائى الخفيف LRT وتعتبر مركزا لوسائل النقل المختلفة والقادمة إلى العاصمة الإدارية وتخدم بصفة أساسية العاصمة الإدارية الجديدة والمدينة الرياضية وأيضا جميع المدن الجديدة بشرق القاهرة، وحيث تعد من أكبر المحطات فى الشرق الأوسط، حيث تبلغ مساحتها أكثر من 1100000 متر مسطح بمناطق انتظار السيارات والمناطق التجارية، وتشمل المحطة مولا تجاريا على مساحة 70 ألف متر مربع، كما تتكون المحطة من مبنيين رئيسيين كل منهما يتكون من بدروم وأرضى وميزانين ودور أول، ويوجد 3 كبارى للمشاة للربط بين المبنيين، واطلع الوزير على مخطط سير حركة الركاب سواء من المدخل الرئيسى للوصول إلى صالات التذاكر ثم للأرصفة وتوافر السلالم الكهربائية والمصاعد لتسهيل تنقل الركاب، وكذلك خطة الاستغلال الإدارى والاستثمارى الأمثل لكافة المساحات بالمحطة وخطة تكثيف كافة الأعمال لإنهائها وفقا للجدول الزمني المحدد خاصة مع الأهمية الكبيرة للمحطة فى تقديم خدمات مميزة للركاب.

◄ تسليم القطاعات
وتابع الوزير القطاع الأول من جسر السكة فى نطاق محطة العاصمة والذى تم  تسليمه لتحالف «سيمنز/ اوراسكوم/ المقاولون العرب» باجمالى طول 50 كم والذى يمتد من محطة العاصمة غربا حتى محطة محمد نجيب بطول 25 كم وشرقا  باتجاه محطة السخنة بطول 25 كم حيث تم البدء فى تركيب القضبان والبازلت وأعمدة الكاتنيرى ليبدأ بعدها  تنفيذ الأعمال الكهروميكانيكية على أن يتوالى تسليم باقى قطاعات المشروع للشركة خاصة مع التقدم الكبير فى جسر السكة بقطاعات المشروع المختلفة مثل «قطاع أكتوبر وقطاع العلمين/فوكة» واللذين اصبحا جاهزين للتسليم لتحالف سيمنز كما تفقد الوزير مسار القطار فى المسافة من محطة العاصمة حتى محطة السخنة وتابع تقدم اعمال تنفيذ الجسر والاعمال الصناعية من كبارى المسار «كوبرى المحاجر و٣٠ يونيو ووادى حجول».

وفى محطة السخنة تابع الوزير التقدم فى معدلات تنفيذ محطة السخنة، التى ستخدم منطقة السخنة سواء المناطق السياحية على البحر الأحمر والمناطق الصناعية وأيضا منطقة ميناء العين السخنة، كما يمكن أن تمتد خدماتها إلى المناطق الاستثمارية الجديدة بالمنطقة، وكذلك مدينة السويس الجديدة وهى محطة نهائية للخط وتم الاطلاع على نسبة الإنجاز بها، وأعمال الارصفة وكوبرى المسار بالمحطة وكذلك الأعمال الصناعية بمنطقة السخنة من كبارى المسار أو كبارى سيارات على المسار للطرق المتقاطعة مع المشروع. كما تابع الوزير وصلة المسار من محطة السخنة وحتى ميناء العين السخنة بطول حوالى 6 كم، وهى وصلة الربط مع مشروع الخط الأول من شبكة القطار السريع لخدمة نقل البضائع من وإلى الميناء عن طريق هذه الشبكة. كما اطلع وزير النقل على المخطط الزمنى لتنفيذ الأعمال المدنية لقطاعات المشروع المختلفة مثل أعمال جسر القطار والتى تشمل أعمال الأتربة والأساس والأعمال الصناعية وخرسانات الميول والتى تحمى جوانب الجسر وكذلك المحطات  الاخرى بالمشروع والاعمال الصناعية التى تشمل كبارى المسار وكبارى السيارات مثل كوبرى الكيلو 4.5 والذى يبلغ طوله 300 متر. 

◄ فرص عمل
وأكد وزير النقل ان مشروع شبكة القطار الكهربائى السريع سيساهم فى خلق الآلاف من فرص العمل للشباب وتقليل الازدحام المرورى وتحقيق مستويات أمان أعلى للركاب وتأثير أفضل على البيئة ويساعد على التنمية الاقتصاديةمضيفاً أن منظومة القطار الكهربائى السريع التى ستغطى أنحاء الجمهورية بجانب كونها شرايين تنمية تخدم المناطق العمرانية والصناعية الجديدة والقائمة، مثل المناطق الصناعية فى «حلوان و15 مايو وبرج العرب والسادس من اكتوبر والمنيا الجديدة واسيوط الجديدة وغيرها من المناطق الصناعية» كما ستخدم المناطق السياحية الثقافية والتاريخية والدينية والشاطئية فى  مصر وكذلك خدمة المناطق السياحية فى الجيزة وسوهاج والاقصر واسوان وابوسمبل والبحر الاحمر.

وغيرها من الأماكن السياحية الاخرى فى مصر لافتا الى ان شبكة القطار الكهربائى السريع   ستساهم فى إنشاء مناطق لوجستية جديدة وتخدم جميع المناطق الصناعية أو الزراعية المار بها، وكذلك المساهمة  فى نقل المنتجات، بالاضافة الى تخفيض واختصار زمن الرحلات بين المحافظات لأكثر من نصف الوقت الذى يستغرقه المواطن حاليا سواء عبر شبكة القطارات القديمة أو عبر الطرق الحالية الرابطة بين المحافظات.

ولفت وزير النقل إلى أن السرعة التصميمية للشبكة تصل إلى250 كم/س والسرعة التشغيلية للقطارات الكهربائية السريعة 230 كم/س والقطارات الكهربائية الإقليمية 160 كم/الساعة وقطارات نقل البضائع 120 كم/ساعة، وأن عدد القطارات الكهربائية السريعة بهذه الخطوط من المقرر أن تصل إلى 20 قطارا، والقطارات الكهربائية الإقليمية 48 قطارا بسرعة 160 كم/س، و 20 جرارا لنقل البضائع لضمان تحقيق أكبر عائد مالى يغطى مصروفات التشغيل والصيانة فيما بعد، مضيفا أن الهدف من تنويع الوحدات المتحركة (سريعة وإقليمية) هو توفير وسيلة نقل حضارية تناسب كل مستويات الدخل، مع تقديم خدمة متميزة.

وأكد الوزير أنه تم البدء فى تصنيع القطار الكهربائى السريع ويتم تصنيع القطارات السريعة والقطارات الإقليمية لشبكة القطار الكهربائي السريع داخل مصنع شركة سيمنز بمدينة كريفيلد الألمانية، وفقا لأحدث نظم التكنولوجيا العالمية، كما يتم الآن الإنتاج الكمى للقطارات الخاصة بمصر.