عمرو خالد: طريقة ربانية ووصية نبوية للوصول لحب عميق لله في ليلة القدر

عمرو خالد
عمرو خالد

 

الإمداد من الحي القيوم هو سر حياتك الجسدية والمعنوية

 

انظر إلى إحسان الله إليك وقارنه بإحسانك أنت وستظهر لك فجوة كبيرة

 

كشف الدكنور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، أن الطريق الوحيد للوصول إلى حب الله هو التذوق الدائم والتذكر الدائم لإحسانه إليك.. كلما عشت إحسانه.. امتلأ قلبك بحبه.. إحسان الله إلينا بلا استحقاق أو سبب... عطاء غير مشروط.. وهذا قمة الإحسان.

 

 

التعويض الوحيد عن الرؤية المجسدة 

أوضح خالد في الحلقة الثانية والعشرين من برنامجه الرمضاني "الفهم عن الله"، سبب تعريف النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان بفكرة "كأنك تراه"، قائلاً: "إحسان الله لنا هو التعويض الوحيد عن الرؤية المجسدة لتحبه، فلايمكن أن تحب ذات الله بشكل مجسد، لأنها ليست عقيدة المسلمين، ولايليق بجلال الله". 

 

وعزا تسمية أسماء الله الحسنى بهذا الاسم إلى أن "الإحسان هو الجامع لصفات الله وأسمائه، وكل أسمائه هي من إحسانه لنا، حب أسماء الله الحسنى وتذوق فيها كلها معنى إحسانه لنا".

 

 لماذا سميت أسماء الله الحسنى وليست أفعال الله الحسنى؟ 

 

أجاب خالد: "الفعل له زمن وينتهي، لكن الاسم راسخ قديم دائم وهو سر الأفعال وهي حسنى، لأن الإحسان الصفة الدائمة الجامعة لكل الأسماء، فهي حسنى، تجمع الجمال والكمال والجلال، ولأن قمة إحساس الله للبشر هي تمام الإحسان".

اقرأ ايضا:المفتي يوضح حكم وضع المصحف مع الميت في الكفن

وتابع: "الأفعال قد تشغلك عن الفاعل، وهو يريدك أن تعبده كأنك تراه، وتعرفه هو بأسمائه الدالة على أفعاله، يريد أن ينقلك من الصنعة إلى الصانع، من النعمة إلى المنعم". 

 

وذكر خالد أن أفعال الله دائمًا ترتبط بالإحسان، "فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"، "وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً"، "وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ"، موضحًا أن إحسان الله لنا بشكل مجمل في ثلاث أشياء جامعة: الإيجاد من العدم، الإمداد بالنعم، الإبعاد عن النقم.

 

وتابع متسائلاً: "كم مرة تذكرت إحسانه لك؟، كم مرة حكيت للناس عن إحسانه لك "وأما بنعمة ربك فحدث"، متى أخر مرة تذكرت إحسانه فسجدت سجدة شكر أو بكت عينك أو قلت.. أنا أحبك يارب".

 

الإمداد بالنعم 

 

قال خالد: "الإنسان لو لم يأخذ نفسًا آخر لن يصمد لأكثر من ثلاث دقائق وستموت بعدها، ومع ذلك نحن متأكدين بأن نفسنا القادم في العالم موجود، حين نخرج النفس لانفكر من أين سيأتي نفسنا القادم؟".

 

وتابع متسائلاً: "بما أن الذي خلقنا ووفر لنا الهواء الكافي طيلة الحياة ألا يمكننا أن نثق بأن باقي الأمور ستفرج دون تدخل منا؟، وجعل الهواء لا يُرى حتى لا يتحكم فيه أحد".

 

وأشار إلى عملية إمداد الروح باليومية في قوله تعالى: "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".

 

وأردف: "كل شيء فيك يموت ويحيا، كل خلايا جسدك، خلايا تهدم وخلايا تبني، حتى معنويًا فيه موت وحياة... الهم واليأس والإحباط والاكتئاب موت معنوي، والتفاؤل والأمل حياة نفسية، الإمداد من الحي القيوم هو سر حياتك الجسدية والمعنوية".

 

وذكر أنه "يوجد في المخ 100 مليون خلية عصبية يخرج منها أسلاك إلى سائر الجسد للإرسال والاستقبال بسرعة 70 ميل/ ساعة"، مدللاً بما يقوله العلماء من أداء هذه العمليات بواسطة الكمبيوتر تحتاج لأجهزة في حيز يعادل مدينة نيويورك، "وفي أنفسكم أفلا تبصرون". 

 

وأوضح خالد أنه يوجد في الأذن 10 آلاف خلية سمعية، الأنف بها آلاف الشعيرات الدموية تميز بين 400 رائحة مختلفة، "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".

 

وأكد أن "الشهيق والزفير عملية لا إرادية تتم في المتوسط 20 نفسًا في الدقيقة، 30ألف نفس في اليوم"، فيما بين أن "هرمون الأدرنالين تفرزه غدة فوق الكلية عند الانفعال والتوتر، يدفع الدم للعضلات ليزيدك قوة، يحرق السكر ليتحول إلى طاقة تساعدك، في لحظة الخطر تدبك فيك قوة غريبة.. هي ذلك الهرمون". 

 

وشدد على أن "كل هذا واحد على مليون من إمداد الله لنا بالنعم.. أبوك وأمك.. صحتك.. أولادك".

 

الإبعاد عن النقم 

 

ولإظهار عظيم نعم الله التي امتن بها على عباده، افترض خالد "لو لم تكن هناك توبة، لو لم يكن الله توابًا رحيمًا غفورًا حليمًا، اخطأت تُعاقب وليس لك فرصة عودة، "ويعفو عن كثير"، تخيل تعصاه 10 سنوات نفس الذنب، ويغفر لك في يوم صيام في رمضان، تخيل لو أن السيئة بعشر سيئات والحسنة بواحدة؟!".

 

 

وختم بذكر القاعدة الثانية والعشرين من قواعد "الفهم عن الله"، وهي: "كيف لاتحبه وقد غمرك بإحسانه.. فإذا امتلأت عينك بمشاهدة إحسانه امتلأ قلبك بحبه".