غرق تمثال رمسيس.. شائعات ينسفها باب الحديد وتصميم المتحف الكبير

تمثال رمسيس داخل بهو المتحف المصري الكبير
تمثال رمسيس داخل بهو المتحف المصري الكبير

قبيل مغرب، وكالنار في الهشيم وتحت وطأة هوس التريند وجنونه والمنافسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي على خلق واقعة على غير الحقيقة، انتشر مقطع فيديو لهطول أمطار غزيرة فوق البهو المخصص لتموضع تمثال رمسيس الثاني في المتحف الكبير، صاحب ذلك المقطع تعليقات ابتعدت كثيرا عن الحقيقة، فكل دلى بدلوه من بئر عميقة حفر أعماقها الخيال.

هوس السوشيال ميديا

القصة تبدو لكل من يتفحص مقطع الفيديو المنتشر بعيدا عن التعليقات التي تسعى إلى الأدوات الرقمية لانتشار المحتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي «المتابعة والاشتراك اللايك والشير الإكسبلور»، فنجد أن مقطع الفيديو يظهر فيه هطول الأمطار في بهو خارجي واسع على أرض ملساء لا تسمح بتجمع أي مياه نظرا لوجود مصارف تنتقل إليها المياه تلقائيا وفق تصميم وضع خصيصا لمواجهة ظواهر الطبيعة والطقس.

«تمثال رمسيس غرق في مياه الأمطار».. على هذا النحو كانت جملة التعليقات التي صاحبت مقطع الفيديو المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لخلق حالة من الشائعات حول تصميم المتحف الكبير، وتصويره للمتابعين على أن هناك أخطاء جسيمة ارتكبت في تصميم المتحف تجعل من وجود هذا الأثر خطر عليه، هؤلاء اعتمدوا على نسيان المشاهدين ومستخدمي تلك الوسائط، أن هذا التمثال قد ظل في الهواء الطلق ما يقرب 51 عاما في الهواء الطلق رأسه تعانق السماء وسط أشهر ميادين مصر.

تصميم المتحف الكبير
نعود إلى تصميم المتحف الكبير وتموضع تمثال رمسيس الثاني داخل المتحف، والذي تم تأسيسه على ثلاث قطع هي كتلتين أحدهما كتلة المتحف والأخرى كتلة المنطقة التجارية وبينهما بهو يقف فيها تمثال رمسيس الثاني شامخا وهو عبارة عن فراغ مغطى بألواح معدنية من مادة الألومنيوم تسمح لتفريغ آشعة الشمس ومرور الهواء والأمطار وقد وضعوا في حسبان التصميم وضع مجاري لمياه الأمطار إن وجدت.

 

النقل من الميدان للمتحف
نعود إلى 1955م، حيث أمر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإعادة تموضع التمثال في ميدان باب الحديد في العاصمة القاهرة، هو الميدان الذي اعيد تسميته باسم ميدان رمسيس، وقد تم نقل التمثال من الميدان المسمى باسمه إلى موقعه الجديد بالمتحف المصري الكبير والذي يقع في أول طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى في يوم 25 أغسطس عام 2006م، وذلك لحماية التمثال من التلوث البيئي الناجم عن حركة القطارات والسيارات، وكان وصول التمثال إلى المتحف الكبير يمثل تدشينا لبدء العمل بالمتحف.


أول تعليق رسمي
وفي أول تعليق على الواقعة، قال اللواء عاطف مفتاح المشرف على المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، «إن سقوط الأمطار على تمثال الملك رمسيس الثاني أمر طبيعي وليست المرة الأولى، وأن نزول الأمطار على تمثال رمسيس موجود في تصميم المتحف وليس خللا في التنفيذ، وهذه المنطقة في التصميم الأصلي للمتحف مفتوحة وكأن التمثال موجود تحت مظلة، ولا يجوز أن نضع التمثال في مكان مغلق حتى لا يتأثر بالتكييفات وغيرها من الأمور المشابهة».

«مفتاح» أضاف تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن موقع تمثال رمسيس الثاني، يقع في منطقة وسط بين المبنى المتحفي والمبنى التجاري، وهي منطقة مظللة وسقفها مسقط ومعمول حساب التهوية والأمطار ولها مخارج تصريف.، وأن تمثال رمسيس الثاني كان موجود في ميدان الأزبكية من خمسينات القرن الماضي وحتى عام ٢٠٠٦ ولا يتأثر بالامطار لأنه مصنوع من الجرانيت، وكذلك لم تتأثر المنطقة التجارية لأنها مغطاة بالكامل ومطاعم فخمة مثلها مثل كل المطاعم حينما تسقط الأمطار».